د. سليمة مسعودي - كخيبات العائدين بهزائمهم..

كخيبات العائدين بهزائمهم.. أرسم الليل وحيدا .. هذا الليل..
وخاليا منك.. ومني.. ومن روح اكتسحها مد الخراب ونجت بأعجوبة..
لم يعد مكان سوى للفراغ المهول..
أعيد فيه ترتيب ذاتي.. بتدرج مغر للأولويات..
أنا.. أنا... أنا.. لكن الأنت ترفض المغادرة..
أيها اللجوج.. كان الصمت ميثاقا بيننا..
لكنه تحول فجأة إلى طريقتنا في الموت..
و عدنا..
بخيبات المهزومين.. لما قبل التحول الكبير..
عدنا لضجيج العالم .. وديستوبيا الفراغ...
نفتش عنا..و عنهم.. وعنه..
أحس أنني بحاجة لأكتب قصيدة..
و أنا أستمع بوجع للأغاني التي تسكب دما غامقا في حيز من القلب.
لم يعد يقوى على المقاومة..
هذا الليل جاء غامضا بعض الشيء .. و غامقا..و غارقا في المادة السوداء..
كقوافل الظامئين إلى الوصول..
كاللحظة المهربة من لقطة سينمائية..
تفضح ما نخفيه ..بتنهيدة طويلة..
تنبئ أن المرارة قاسية في الحلق.. و لا تستطيع الخروج..
و الصبح أيضا سيأتي غامضا.. غدا صباحا..
حسب ما تنذر به أجواء الطقس والحقيقة..
لم يعد هنالك من داع لوضوح عقيم ..حيادي.حد الموت.. يتركنا ننازع في ذواتنا نزوعاتنا البشرية الضعيفة..
الملح قاس حين نضعه على الجراح.. مهما عتقها الوقت..فبعض الجراح لم تزل مفتوحة..
وقد ضيعت مرهم النسيان...
ورخوة هذه الأيام.. التي تتآكل فيها صدورنا..
بهول النيران البكر.. التي لم تعرف غير تجدد الحرائق..
تغرزها فينا بتشف كبير.. كلما انطفأت واستحالت رمادا ..
كأنها تنتقم من محاولاتنا التحليق بعيدا عما رسمته لنا من مدار.
أغرقنا في دوامة الريح والعواصف الكبيرة..
من سيلم بعدنا الشظايا..
وكل المرايا تحملت قسوة المادة السوداء..
وقد أعرقت قلوبنا في ليل.. مهزوم.. وطويل..؟!

2 أكتوبر 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى