د. سليمة مسعودي - الشاعر كاليتيم.. فلا تسل عن فقده...

انتظرتك..
كان المكان يعج بالمارة..
و كنت أحتمي بك من صمتي..
أو ربما أحتمي بصمتي منك..
أو ربما أحتمي منكما معا.. .. بكما. .
لقد صرتما واحدا مذ عرفتك..
تكسرت النوافذ كلها.. بنقر عصافيرالذكرى..
لم يكن ذنبها.. لكن زجاج قلبي كان هشا..
لدرجة لم يحتمل نقر العصافير..
كيف يمكن أن أصدق.. أننا التقينا.. وافترقنا..
و بقينا منا على مرمى حجر الحقيقة..
أم أن ما حدث حدث في حياة أخرى..
خارج إطار المشهد..؟!
ليتني أذهب في نوم طويل..
نوم لا أستفيق منه.. لأجعل العالم جميلا..
أو لأؤثث الزوايا الباردة بجمر الدفء الذي يسكن قلبي..
قلبي غدا باردا في غيابك..
و بت أحلم لأبقيه دافئا..
فالموت يحب الأسطح الباردة..
تعبت.. تعبت حقا..
و أنا أخط سيرة الحلم..
و التفاصيل تهرب من بين أصابعي..
و تتلاشى.. شيئا فشيئا..
سيزحف النسيان.. أزرق كوجه الموت..
لكن قلبي الذي اختبأ في قفص الوقت خوفا من تجمد الأطراف.. و وجوم الحقيقة..
سينجو..
هو يعلم قسوة الأبواب المغلقة..
و قسوة الذهاب في الزحام..
و يعلم أن الثقوب التي خرج بها من معركة البقاء..
ستصفر فيها الريح طويلا..
هو يعلم أن الموت لا يخطئ موعده..
لكنْ.. للموت روح..
تلمس حزن الأرواح..
و تنظر للعالم بكآبة.
فدعني فقط أحب العالم..
و لو من نوافذ مكسورة الزجاج.. مرايانا..
من...مرايا الانكسار...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى