د. سليمة مسعودي - تغافلنا الخيبات صمتا مواربا...

تغافلنا الخيبات صمتا مواربا
وتطعننا طعنا أشد مضاربا
نداري بجوف القلب جرحا نازفا
ويمنحنا الصبر الطويل مخالبا..
يؤرقنا ليل كأنا نجومه
فنوقد للحزن الشموع نواصبا
ونشرق في حلق المسافات غصة
ونغرب في غمر الدموع مغاربا
تسير الليالي ملء جرح قصيدتي
تسيل بها النايات لحنا تجاوبا
كأني اكتشفت الشمس بعد غيابها
كأني خبرت الصبر خلا معاتبا
كئيبا أسير الحزن يقتله الظما
وكان سراب ما عيونا نواضبا
وفي جوفه ماء كثير مكدر
وما نفع ماء ليس يصفو مشاربا
أنادي بجوف البئر. هل أحد هنا
فيرتد لي رجع النداء غياهبا
وها روحي الولهى تفتت سرها
جهات لطير الحائرين غواربا
وفي الصدر وجد.قد تلظى سعيره
فأضحى رمادا من غيابين .. ذائبا
كأن صليبا يستقيم بصدره
فيرثيه صمت النائحات نوادبا
تضيعني الأيام مسبار رحلة
أراد اكتشاف السر فارتد خائبا
له وطن في القلب شاد وجوده
ولكنه جعل الوجود خرائبا
يبدد أفراح الحقول بغربة
ويمنحها وجها حزينا و شاحبا
أتيت وفي قلبي حكاية طفلة
تؤرجح جيش الأمنيات كتائبا
تطير على وجه المياه فراشة
فيحرقها ضوء القناديل غاضبا
وتبذر في أرض المحبين حلمها
وتحصد من قمح المحبة حاصبا
كطفلة قلب ضاق ذرعا بحزنه
فأحدث شرخا في القصائد صاخبا
ولكنها تنسى ارتجاجات قلبها
سريعا .. وترخي للهدوء الذوائبا
يشع ضياء الوجد في قلب عاشق
فتصفو له الآيات بيضا عواذبا
أتيتك قلبا قد تعفر وجهه
بكل ثرى الخيبات يزحف تائبا
أتيتك طفلا ليس يدري اتجاهه
فأهديته سر الطريق مصاحبا
اتيتك مشتاقا توله قلبه
أتيتك قلبا قد تبتل راهبا
أتتك تداري في القصائد نارها...
أرح قلبها الولهان ..يحضر غائبا
يغالبني فيك الحياء فأنتحي
مكانا من الأشعار ..ظلا مواربا
على كتف الأشواق علق قلبها
نبيا لروح الله يصعد راغبا
نبيا بأرض الله أهرق قلبه..
فداء وحبا واحتسابا مغالبا
فداء لوجه الله وزع روحه
نثارا من المعنى يغذي السحائبا
سيهطل معناه الإلهي غامرا
يفيض على أهل المحبة صائبا
إلى الله ترقى روحه وفؤاده
إلى غاية المأمول يسرع ذاهبا...

سليمة مسعودي
26 أفريل 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى