الأرض ارضي والبلاد بلادي
لن استكين لسطوة الجلاد ..
خنق العدو ببطشه احلامي ..
فأطل فجري مشرقا وينادي
حلم العدو بأن يميت هويتي
ويحيل تاريخي لمحض رماد
فأتاه رد الثائرين مزلزلا ..
لن تنحني لرياحكم اوتادي ..
كم من بيوت قد هدمتم عزها ..
كم في السجون وضعت من اولادي
وظننت ارضي قد اتتك سبية
وبأن...
مهداة الى زعماء من ورق *
تجمعوا .. كسرب (بق ) ميت
يتاملون المجزرة
يراهنون .. ويحسبون ويرجفون ..
يتلعثمون ويشهقون ..
وينبحون
فقد تساقط كل وهم
عن مدى قبح الخيانة
***
.. دم الاطفال في غزة
يحاصر بذخ قصوركم
يحاصر عجز جيوشكم
صرخات طفل يحترق
صرخات ام تلملم الآن
اشلاء ابناءها
تساؤل طفلة...
مرتعشة
تدق اصابع الريح
زجاج النوافذ العتيقة ..
يتثاءب المساء ..
وعلى مهل
يلقي الليل عباءته
على خدر الغروب
كطفلة مشاغبة تداعب الاغصان اليابسة
زجاج نافذة لا تصد الريح …
مساء اخر
تقول صورة معلقة على الجدار ..
وشيئا فشيئا
يتسلق مربع الضوء الباهت
شقوق الحائط ..
ليختفي في تعرجات السقف العتيق ...
هل لي الى عينيك نافذة ؟
يا للنوافذ حين يغلقها الغياب .. !
وها انذا ..
أعود اهمس صامتا ..
كيف الغيوم تعيد تشكيل الرؤى ؟
والبحر .. ذاك البحر
يرسم حلمه .. ما زال ؟
آه من حزن البحار ..
كل البحار .. اذا الشواطئ اقفرت
في زحمة الأقدام ..
من وقع الخطى
على برد الرمال ..
وتعود الريح تعدو...
بحر تراءى في المدى ام انه
وهم السراب يحيط بالآفاق
هيهات اعرف يا صديقي انني
امضي احارب عتمة الانفاق
في العتم امشي تائها فكأنني
في الجب اشكو وحشة الأعماق
في كل درب في طريقي غربة
والكون حولي محكم الإغلاق
واذا لمحت الزهر يوما باسما
هبط الخريف مبعثرا اوراقي
امضي احاول ان اسير...
بكل الحياد الشاحب
وبكل برود الصمت
ما زال ذلك العصفور الخشبي
يحدق منذ عقود
في لوحة على الجدار ...
يقف على طرف الرف كعادته
في غرفة تطل على الحديقة
في البيت المنسي المهجور ..
في اللوحة ثمة أشجار .. ونهر
وغيمة وبعض سماء
وسرب عصافير مهاجرة
وعلى اطار اللوحة .. غبار
وخيوط عناكب منسية ..
بكل رماد...
ولك انبهار الغيم
اذ يأوي الى سفح المغيب
ولك النشيد
وبعض احلام
تراود خفقة القلب الغريب
ترى .. هل كان لليل الطويل بداية ؟
ام ان هذا الليل محض خرافة ؟
او بعض حلم تائه ..
كالنبض في سقف الغمام ؟
ام ان مرساة النجوم توقفت
مذ اغلقت عيناك نافذة النوارس والحمام ؟
يا امرأة من جمر وبحر وانتظار
وشراعا قد...
اسافر
نحو سماء وجهك المستحيل ..
تشد خطوي كل الموانئ
وفي مطارات الجليد المعتمة..
دوما هناك نافذة
ووجه بارد يبحث في نزق ممل ..
عن جوازات السفر
وفي صحاري الروح ..
تعوي الريح
تكمل في ليل المسافة
اسفار الرمال ..
***
اليك يا اول الأيام
يا آخر الاحلام
اليك ترنو
طيور الليل التي لا تطير...
مقعدان فارغان
ووقع صدى الخريف يهمس في المدى
وفي الروح تمطر غيمة
تعبت من السفر
وعيناك بعيدتان ..
فكيف يمكن للنهار الا ان يكون
بكل هذا الحزن ؟
للقهوة رائحة المساءات العتيقة
وللشمس وهي تشعل شمعة النهار
شحوب طفلة
تخاف من العتمة..
مقعدان فارغان منا
وللصمت صراخ حائر
كالبحر في فجر شتائي ثقيل
مقعدان...
هل لي الى عينيك
نافذة الغمام
وما بين البحيرة والصدى
غير الرحيل
هل لي الى قمح
تغلغل في الأماسي
والتفاتات تنوء
بخمرة الصمت الجميل
هو ذا الربيع يموج
في صدري اليك
هو النشيد المستميت
الأفق
يا بحرا من العشب الندي
وهمس النجمة الزرقاء
في ليلي الطويل
الريح صمت
وحشة الغابات اذ يمتد
في جنباتها وقع الفراغ...
لعينيك ..
لوهج الثورة الحمراء
اهدي باقة مني
ومن روحي
اشد جسور نهضتنا ..
وارسم يا بلاد المتعبين
صدى انطلاقي ..
والبحر ..
ان البحر منتفض
والموج يمشي مسرعا
يجتاح كثبان السراب ..
هي البداية فاستعدي
يا ميادين الخراب
فالبحر ينذر بالخيول القادمة
صوب النشيد ..
اني اعيذك يا حبيبي
ان تطوف بناظريك...
حين تكونين معي ..
يتباطأ الوقت .. تفتح الشمس عينيها ..
كطفلة تصحو من حلم جميل
تتأمل زهرة على مهل ظلها ..
ويعلن الزمن غفوة صباحية في ظل شجرة نائمة ..
حين تكونين معي ..
يداعب البحر خاصرة الرمل
فتضحك الشطآن مثل صبية تحاول ان تخفي شفتيها
بأصابع الصدف الملون والظلال …
حين تكونين معي ..
يطير...
حياة
المكان الذي تجلس انت فيه الان ..ربما كان يقف فيه قبل مئات او عشرات الملايين من السنين ديناصور ما .. وربما مر قبل مليون عام او اقل ماموث نابض بالقوة وبالحياة حيث تجلس انت الان حاملا فنجان قهوتك .. وبعدها بالاف السنوات ربما كانت تقيم عائلة من سكان العصر الحجري في كهف ما تماما حيث تقع...
في آخر الليل
في الضوء الرمادي الذي يشبه
رائحة العتمة..
يتئاءب تمثال في الصالة الباردة..
هادئ متحف الشمع..
وليس في الهواء هنا
سوى ما تنقله الريح
من اصداء مدينة لا تنام..
في الركن يسعل تمثال ويخطو خطوتين
ثم يسأل بحياد عن عود ثقاب..
ليشعل سيجارة شمعية بين اصابعه..
تسرح سيدة شمعية شعرها
قرب مرآة...