د. سليمة مسعودي - عشاني الأخير...

عشاني الأخير...
وتصاعد الروح في ملكوت الضياء ..
تغادر ليل الوحوش البهيم...
تغدر عالم أوثانهم..كذبهم، ..ظلمهم ، كيدهم...
وكل حياة هنالك في كوكب الأرض.. رجس..وباء..
وعيش سقيم..
تغادر أرواحنا بعد هذا العشاء الأخير...
إلى المستقر الأخير..
ولا نفس بعدها في حياة تبيد معاني الحياة..
وتكفر بالحق..تبتذل الظلم...
تدعو إلى الأمن حيث الضباع..
تهاجم ليل نهار..
تمزقني وتمزق أمي..
أبي....إخوتي.. وجيراننا.... أهل حيي...وأهل الديار...
فكل القطاع...
غدا هدفا للضباع..
ولكن أرواحنا هادئات...تسافر مثل الملائك نحو السماء...
ومن أهلنا من تبقى ..
يكافح من أجل حق الحياة..
وإيقاف نزف الجراح المرير..
ووحشية الحقد والغدر والإنتقام الكبير..
أحلق في منتهى المد..حيث الفضاء..
أحس بروحي...خفيفا...كأني ..تحررت من عبء دنيا..
نقاوم فيها اعتداء العدو..وصمت القريب. ..
ننادي ..فلا من مجيب...
..ونبقى نقاوم..
لكي نتحرر من ربقة الأسر..
من طعنة الغدر...
إما الشهادة نرجو....وإما البقاء..
على أرضنا..سادة...دون أسر..
فلا رمق في حياة ..بدون انتماء..
أنا غز...ة العز...رمز الإباء..
شهيدا وراء شهيد.نسير ..
صلاة.. ودمع غزير..
..وصبر كثير.
وخذلان إخواننا في الدماء
..كأنا خلقنا من الموت...
نقوى ونشتد بأسا ..
نموت..ونحيا..
نلقن أعداءنا آية النصر..
أنا الجديرون بالعيش في موطن الأنبياء...
ولا خير في أهلنا في العقيدة..
لا خير في أهلنا في العروبة..
لا خير ..في الكائن البشري...يرانا نباد صباح مساء...
ولا من يلبي النداء...
ونحن نساق إلى مذبح العنصرية ..
نحرق في محرق البربرية..
أيامنا بين قصف وقصف تدار..
وأحلامنا ..أن نلملم أشلاءنا كي نودعها في تراب الوطن..
وإيماننا أننا سنحرر أرض العروبة من ذلها..
ونعيد إلى القدس بسمة أطفالها..
أننا سنعود لفلسطين أصحابها..
نحن أبناؤها الأوفياء
كل ما بين حي ..وحي..
وحي وميت....
صلاة ..مقاومة ودعاء
وتوديع أحبابنا الشهداء..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى