عبد الواحد السُّوَيِّح

الملابسُ الّتي خلعتُها ملابسُ ساحرٍ ملابسُ نهارٍ ملابسُ شاعرٍ يقفُ بينَ ساحرٍ ونهارٍ سأتعرّى هذا المساءَ وسأحتفلُ بإشعالِ ٱخرِ قطعةٍ مِن ملابسي يا حبيبي، مُرَّ عليَّ واتركْ حذوي المِرٱةَ: (إنّي الآنَ طفلٌ ضيّعَ خذروفَهُ وحِين وجدَهُ كان قدِ انتهى وقتُ اللّعبِ) لماذا تتمنّعُ هذا المساء، ورُؤياها...
لستُ على ما يرامِ هذه الأيّامَ. الأرضُ تافهةٌ جدّا مثل حبّةِ رملٍ علقتْ بحذاءِ شرطيِّ والشّمسُ "مصباح كلب"(1) وأستطيعُ بعينيّ الخارقتين وعقلي الإلهيّ أن أحصيَ حتّى عدد النّمل هناك لكنّي لستُ على ما يرامٍ كيفَ سأتحمّلُ هذه الأرضَ التّافهةَ ولماذا أشغلُ نفسي بتفاصيلِ تفاصيلها؟ لماذا عليّ أن أستمعَ...
البارحةَ موعدُ انتهاءِ صلاحيّتي قدمايَ خائرتان جسدي منهكٌ كَمُومسٍ تستعدّ للنّومِ ال80 كلغ تتهاوى على الأرضِ ال1،75م تتّخذُ شكلَ القوس أشاهد أحلامي تغادرني من النّافذة رائحةٌ كريهةٌ تنبعثُ منّي تُفزعُ طيور اللّيل المرأة الجميلةُ الّتي كانت بجانبي تختفي خلفَ ستارةٍ سوداء لا صورة في شاشة...
ذلك البائعُ الطيّبُ يحبُّني يسألُ عنّي ويذيعُ أخباري ولا أخرجُ من عنده بعلبة سجائر و"تيكي أورونج" إلاّ بعد ربع ساعة على الأقلّ من الثرثرة منذ مدّة وأنا ألاحظُ الشّبهَ الغريبَ بينَنا: نفسُ الجبهة العريضَة نفسُ العينين الكستنائيتين نفسُ الشّفتين الغليظتين... هذا الصّباحُ خطرَ لي أن أحلقَ شاربي قبل...
أجمعُ سنواتِ عمري الّتي مضتْ وألقي بها على المشوَى وأشربُ نخبك يا ربّ لقد جعلتَ حياتي قصيدةً وبالغتَ في شحنِها بالاستعاراتِ والتّشابيهِ البعيدةِ. اعتبرتَني رجلاً عاديًّا يأكلُ ويشربُ ويعملُ ويضاجعُ وينامُ دفعتَ بي إلى المؤسّسةِ وجعلتَني أحدَ أفرادِها زوّجتَني بإحداهنَّ كما تُزوِّجُ أيَّ رجلٍ...
(نص ممنوع على أقلّ من تسعين سنة) لستُ سعيدًا ولستُ حزينًا لا أفكّرُ كثيرًا بالأكلِ أو الشّربِ أو المضاجعةِ لا أهتمّ مطلقًا بنظافةِ جسمي أو ملابسي ولا أعتني بتحليقِ شعري لا أكترثُ بطريقةِ الأداءِ في عملي لم أعد أشغل نفسي لا بالدّين ولا بالسّياسة ولا بالشّعر قريبًا ربّما أنسى بلدي وأنسى...
مَاتَ المَساءُ وتوشَّحَ الغُرابُ بكِ بيَّ وتركَ النّبيُّ رسالةً قالَ إنَّ النّخلةَ سليلةُ وهجٍ جُنَّ مرّتيْنِ تالنّهرِ لولا الوهجُ لَمَا انحلَّ الثّلجُ وساحَ يهيمُ خلفَهَا وخلْفي أيْني حينَ صرختْ بي وانفجرتِ الصّيحاتُ تحرقُ ما يُرى كانت تنبىءُ بالدّهشةِ قبلَ حين (1) وأثمرتِ السّماءُ تفّاحتينِ...
قرّرتُ أن أخرجٓ من حياتي الماضيةِ احتفظتُ بجسدي كما هو طهّرتُهُ بزجاجتي Mornag* وألقيتُ بملابسي السّابقةِ إلى النْارِ ارتديتُ برنساً وخرجتُ بيتي الّذي كانٓ، يتراءي لي من بعيدٍ كوردةٍ حزينةٍ تعبثُ بها المناسباتُ مدينتي العامرةُ عاهرةٌ تكرهُ الرّجالٓ المفلِسينٓ أمشي وعقلي يودُّ لو أتمّٓ كتابٓهُ...
اسمي (عبد الواحد) في علاقةٍ اعتباطيّةٍ معي جسدي استعارةٌ لقشّةٍ في عاصفةٍ لم أمسك مرَةً نجمةً واحدةً لم أعانق مرّةً فراشةً باللّيل لم أتذوّقْ مرّةً نبيذا مع سمكةٍ رغبتي في الانتحار كبيرةٌ أيّتها الشّجرةُ الَتي أكتبُ لها أنا قادمٌ إليكِ بحبلي بعد يومٍ أجدُني في علاقةٍ اعتباطيَةٍ مع المصيرِ ما...
في مقهى "طاسكو" أرواحٌ شرّيرةٌ تمنعُني من الفوزِ في لعبة ال"رامي" يضحكُ منّي "نيتشة" كلّما عدتُ خائبًا آخرَ اللّيلِ. البارحةَ كان انتصاري ساحقًا ربّما لأنّي تقمّصتُ شخصيّةَ "زارادشت" في العاشرةِ من عمُري كنتُ أتحاشى الجنائزَ والبارحةَ قبلَ الذّهاب إلى المقهى اضطُررتُ إلى تقديمِ العزاءِ في...
رياحُ الشّعانبي تمدُّ يدَهَا بحثًا عنْ مطرٍ بلّغتْ عنْهُ العصافيرُ الحديدُ ينتهكُ الأشجارَ ويؤجّلُ حكاياتِ أغصانِها في الطّريقِ بينَ بوزڨام وَالقصرين رذاذٌ مُحمّلٌ بالثّمارِ يسترِقُ الحُلمَ فِي اتّجاهِ البوّابةِ. نساءُ المدينةِ فِي انتظارِ الماءِ والأحلامُ تُطبخُ علَى الفايسبوك. ثمّةَ مَنْ...
أجمعُ سنواتِ عمري الّتي مضتْ وألقي بها على المشوَى وأشربُ نخبك يا ربّ لقد جعلتَ حياتي قصيدةً وبالغتَ في شحنِها بالاستعاراتِ والتّشابيهِ البعيدةِ. اعتبرتَني رجلاً عاديًّا يأكلُ ويشربُ ويعملُ ويضاجعُ وينامُ دفعتَ بي إلى المؤسّسةِ وجعلتَني أحدَ أفرادِها زوّجتَني بإحداهنَّ كما تُزوِّجُ أيَّ رجلٍ...
أقسم أنّها ماتت سمعت ارتطام صرختها بالأرض سمعت هرولة خطاها في اتّجاه الموت سمعت بعض ندمها واعتذارا كاد يكون ماتت رأيتها ذات صدفة تخرج من القبر تقطف زهرة بريّة وترمي بتلاتها - متّ ما متّ - متّ ما متّ... لكنها ماتت أقسم على ذلك بالحلال بالحرام بحياتها أقسم أنها ماتت ها هي النّقطة مرسومة...
الرّيحُ سيّدةُ العاصفةِ وشعرُها في اتّجاهِ الشّمالِ وعلى اليمينِ بابٌ. أسفل البابِ يدانِ غارقتانِ في بحرٍ من نارٍ يغازلُ دخانُهُ وجهها. إنّي شاهدتهم جميعا يضحكونَ ويرسمونَ الجمرَ على عرائسِ البحرِ الّتي هبّت تبحثُ عن الماءِ. الماءُ حكايتي الّتي زفّوها إلى النّارِ وشعرُ الّتي على يمينِ البابِ...
خرّفتُ ابني عن الغولِ الّذي يتربّصُ بأولاد عنزةٍ جميلةٍ، تسرحُ باكرا وتعودُ كلَّ مساءٍ، بالحليبِ في نهديْها، والأعشابِ في قرنيْها، كيفَ خاتلها الغولُ وجاءهم، كيفَ حرصتُ - من خلال تدخّلي السّرديّ - على نجاتهم خرّفتُ ابني عن محمّد بن السلطان، حاكمِ الإنس والجن، كيفَ هوى بنتا فقيرةً كيف خلّصتُها -...

هذا الملف

نصوص
121
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى