عبدالواحد السويّح - البائعُ الطيّب

ذلك البائعُ الطيّبُ يحبُّني
يسألُ عنّي ويذيعُ أخباري
ولا أخرجُ من عنده بعلبة سجائر و"تيكي أورونج" إلاّ بعد ربع ساعة على الأقلّ من الثرثرة
منذ مدّة وأنا ألاحظُ الشّبهَ الغريبَ بينَنا:
نفسُ الجبهة العريضَة
نفسُ العينين الكستنائيتين
نفسُ الشّفتين الغليظتين...
هذا الصّباحُ خطرَ لي أن أحلقَ شاربي قبل أن أمرَّ عليه
حين أتيتُهُ كان أيضا قد حلقَ شاربَه
قبل أن أطلبَ حاجتي مدّني بها
وقبلَ أن أقول له إنّي مريضٌ أخذَ يحدّثُني عن تفاصيل مرضي وقال لي ابتعد عن الجنسِ إنّه مدمّرٌ ومتى ستحلّقُ عانتَكَ؟
هرولتُ من دكّانه كالمجنونِ وعدتُ إلى البيتِ
لم أنقطع عن التّفكيرِ فيه إلى حدِّ اللّيلِ
وانتبهتُ فجأةً إلى أنّه كان يرتدي تماما ما كنتُ أرتدي
خلعتُ ثيابي قطعةً قطعةً وألقيتُ بها على الكرسيِّ
في الظّلامِ خطرَ لي أنّي لستُ وحدي في الغرفةِ
أشعلتُ النّورَ فإذا ملابسي الّتي خلعتُها على غير هيئتِها
جمعتُ الثّيابَ كالمجنونِ وأحرقتُها..
في الغد
علمتُ أنَّ البائعَ الطيّبَ التهمتهُ النّيرانُ البارحةَ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى