الحُبُّ هرطقةٌ لكنّ هرطقتي
جميلةٌ وهو في الحالين عنوانُ
وكُلُّ شيءٍ إذا لم يحمل امرأةً
مُزيّفٌ كُلُّ مافي الكونِ نسوانُ
لقد خُلقنا معاً هذي حقيقتُنا
وليس في هيكلِ التوحيدِ أركانُ
الكُفرُ أن ترسمَ الدنيا مُجرّدةً
منهنّ والعكسُ فيما قلتُ إيمانُ
حين انفصلتُ عن الأُنثى أنا ذَكَرٌ
وحيثُ سافرتُ فيها...
فتّشتُ عن موسى الذي لم يلتفت
لمشاعري أنا أفقهُ السُّجراءِ
وكرهتُ فلسفتي وإفلاطونَها
قرّرتُ أن أمشيْ بلا استقراءِ
وهنا اجتمعتُ بنخلةٍ لم يسقِها
أحدٌ ولم تسمع بربِّ الماءِ
كفَرَتْ بديوانِ الحقائقِ كُلِّها
ورمَتْ بتأويلاتِها الخرساءِ
الأُمنياتُ تزاحمت من حولِها
فعسى تكونُ أميرةَ الصحراءِ
وعسى...
ماذا سأفعلُ لا خمري ولا كأسي
يُساعدان على التخفيفِ من يأسي
كأنني مثلُ إبراهيم مرّ على
الأصنامِ ضرباً ولاجدوى من الفأسِ
وكلما قلتُ قد أصبحتُ في سعةٍ
من المعارفِ عادت للهوى نفسي
ويلاهُ من ذكرياتِ الأمسِ مارحلَتْ
عني ومازلتُ حتى الآن في الأمسِ
كنتُ الشقيَّ الذي في كُلِّ سيّئةٍ
يغدو ويُحملُ من نحسٍ...
يا غزّةُ الآن . ماذا قالتِ العَرَبُ
قاموا إلى الحربِ أم عن خوضِها هربوا
وهل يقولون للتاريخِ ليس على
هذا السكوتِ الذي يحظى بهم سببُ
وكيف أحوالُنا فيما يمرُّ بنا
ونحنُ منهم فلا بوركتَ يا نسبُ
يا غزّةُ احتارتِ الدنيا بغفلتِنا
يكادُ يصرخُ من تعريفِنا العجبُ
لو لا القليلون منا لم نكن بشراً
وكان...
عشقٌ كلسعةِ جمرةٍ يكويني
فيهيجُ بي نحو الحبيبِ حنيني
مالي وللحسناتِ لا أحتاجُها
أبداً ولا أحتاجُ كُلّ الدينِ
إن لم يكن في الحالتين محمدٌ
بهما فأيُّ حقيقةٍ تهديني
أنا كافرٌ بالمسلمين جميعِهم
بمحمدٍ حصراً حفظتُ يقيني
ولهُ سجدتُ سجودَ إخوةِ يوسفٍ
وأشدّ من ذاك السجودِ رُكوني
إن كان مولدُهُ...
إشارةٌ منك لو قرّرتَ تكفيهِ
ونظرةٌ من صدى عينيك تشفيهِ
قلبي أحبّك إني أشبهُ امرأةً
رأت جمالَ نبيٍّ فاهتدت فيهِ
وداخلي أصبح الحلاج يقتلُني
صمتي الذي لستُ أدري أين أُخفيهِ
لكنهم عاينوني مُلحدًا وإلى
ما لا أقرُّ بهِ قالوا بتأليهي
أراك في كُلِّ شيءٍ لا أظنُّ كما
ظنّوا وقد أفرطوا في بُعدِ تشويهي...
إلى أم أولادي ..
حظٌّ من اللهِ لم أصنع لهُ عملا
وقسمةٌ حُلوةٌ لاتقبلُ الجدلا
كفٌ خُشونتُها أشهى إلى شفتي
مِن كُلِّ كفٍّ ولا أرضى لها بدلا
شممتُها باحترامٍ إنها بَذَلَتْ
جُهداً إليّ وما ساوت معي رجُلا
لطالما مسحتْ رأسي براحتِها
حُبًّا وكم من تفانٍ بيننا حصلا
ومرّ ما مرّ أيامٌ لنا قُضيت...
للهِ أمرُك حتى أنت يا وطني
ماعُدتَ تُدركُ ما عندي وتفهمُني
أصبحتَ عن كُلِّ مايجري كأنك لا
تدري وليتك لاتدري فترحمُني
أنا المواطنُ هل جاءتك أسئلتي
هل عن سُكوتِك مايعني ستُخبرُني
وكيف غبتَ وهم للآن في قدرٍ
من التنازُعِ يعتاشون والمحنِ
كانت منابرُنا بالأمسِ تجمعُنا
وها هيَ اليوم بالفوضى...
في ساحةِ الحربِ أقلامي بواريدي
وفي الثلاثين أخزتني تجاعيدي
إني هجرتُ الرواياتِ التي وردت
عنهم ولم أعتمد حتى أسانيدي
كثيرةٌ أتعبتني بل ومهلكةٌ
فيها وأخبارُها كالرملِ في البيدِ
وقد تخلّيتُ عن فقهي وعروتهِ
ورُحتُ أبحثُ عن ليلى مواجيدي
فصاح بي صوتُهُ المخزونُ قف فأنا
هنا ولاتبتعد عني وخُذ...
اليوم جئتُ وخلفي قادمٌ فيلي
وليس عندي سوى ضوءِ القناديلِ
وحيثما قادني قلبي السليمُ أنا
كنغمةٍ تتشظّى في التراتيلِ
ولا أُكفِّرُ حتى من يُكفّرُني
وكم رُميتُ بأحجارٍ وسجّيلِ
ورغَم ذلك لم أحقد على أحدٍ
منهم وما سمعوا إلا مواويلي
وحين أفتوا بتجريمي دعوتُ لهم
أن لايموتوا على دينِ الأقاويلِ...
بلاءٌ خُرافيٌّ وحظٌّ مُكمّمُ
وحُكمٌ غريبٌ واحتدامٌ
مُصمَّمُ
لماذا انحرفنا بعد ما كان طبعُنا
هو القيمة العُليا أهذا التقدُّمُ
ألم تكن الأخلاقُ للناسِ ضابطًا
وكان لنا فيها ضميرٌ مُعلِّمُ
وكنا قناديلَ الثقافاتِ كُلَّها
فيا حسرةً هذا انحدارٌ مُنظَّمُ
سلامٌ علينا ندّعي المجدَ دائمًا
ولكن رؤانا...
سقاني عياناً كما قد سقاك
وكنتُ اهتديتُ لهُ من هُداك
وما إن سألتُك عن راحتيهِ
أتى منهُ في لحظةٍ مُحتواك
فأين التقينا وكيف اجتمعنا
ومَن جاء فينا إلى مُلتقاك
يقولون في حضرةِ العشقِ قُم
تقدّم وحيدًا وأعلن رؤاك
وخُذ كاسَ خمرٍ إلى أن ترى
ضياعَ المُحبين حتى نراكْ
نسيتُ المشاهدَ في مشهدٍ
وغابت عن...
كم حالمٍ يغفو بقريةِ حالمِ
مازلتُ رهنَ طلاسمي وتمائمي
غيبوبتي في الحُبِّ طالت ياتُرى
أأكونُ فيها كالأميرِ النائمِ
نام الوليدُ بحضن والدهِ كما
نام الجنودُ
أمام بابِ الحاكمِ
وهما بهذا تحت رحمةِ ربِّهم
سألا استجابةَ عادلٍ لا ظالمِ
وضربتُ لي مثلاً لقد دهسَ الهوى
قلبي فغبتُ عن القطارِ القادمِ...
ضاعت قضاياك أم ضاعت ضحايانا
أم ضاعتِ الصُّحُفُ الأُخرى ومعنانا
وكيف ضاعت وفينا منكَ أسئلةٌ
مُثيرةٌ وإجاباتٌ ستخشانا
نحنُ الذين جمعناها علانيةً
ونحنُ أيضًا تعوّدنا بلايانا
قل لي أدونيسُ ماذا يفعلون بنا
وأين نُنزِلُ مرهونين شكوانا
متى اختلفنا على الأرضِِ التي اغتُصِبَتْ
منّا وما اجتمعت...