هاني الغريب (هاني أبو مصطفى) - في المدينة الخضراء .

عشقٌ كلسعةِ جمرةٍ يكويني
فيهيجُ بي نحو الحبيبِ حنيني

مالي وللحسناتِ لا أحتاجُها
أبداً ولا أحتاجُ كُلّ الدينِ

إن لم يكن في الحالتين محمدٌ
بهما فأيُّ حقيقةٍ تهديني

أنا كافرٌ بالمسلمين جميعِهم
بمحمدٍ حصراً حفظتُ يقيني

ولهُ سجدتُ سجودَ إخوةِ يوسفٍ
وأشدّ من ذاك السجودِ رُكوني

إن كان مولدُهُ العظيم جريمةً
أهلاً بإجرامٍ بهِ أطويني .

آمنتُ أنك قسمةٌ ياسيدي
مكتوبةٌ من أولِ التدوينِ

وبأنّ طعمَ الحُبِّ حُرّمَ سابقاً
عن كُلِّ ذي عقلٍ بغيرِ جُنونِ

واللهِ لو عرفوك ما وصفوك في
تاريخِهم بشراً وقبضةَ طينِ

نزلوا إلى الأدنى لأنك فوقهم
أنت ارتفعتَ بأعظمِ التكوينِ

ما كان صعباً أن تكونَ مُنزّهاً
باللهِ عن حمأٍ وعن مسنونِ

بخلافِهم يتصارعون فلم تعُد
نوراً وقد رسموك كالسكينِ

وتناهشوك بلا حياءٍ بعد أن
حُرموا بذلك من هُدىً مضمونِ

لم يبقَ للإسلامِ ماءٌ صالحٌ
للشُّربِ غصّ بهِ فمُ المغبونِ

وبقيتَ أنت إذا نُسيتَ فقل لهم
آتٍ عذابُ اللهِ في غسلينِ

إني ذكرتُك خالياً من عيبِهم
لاعيبَ فيك فأنتَ كالقانونِ

أيامُهم تلك القديمةُ بعضُها
لم يختلط بالتينِ والزيتونِ

قالوا محمدُ قلتُ جلّت ذاتُهُ
الكُبرى وعزّ بكافهِ والنونِ

جفَتْ القلوبُ هواه هل مطرودةٌ
من رحمةٍ وسعت بلا ماعونِ

أنا لو على دين المسيحِ لقلتُها
هو ربُّ عيسى كيفما صلبوني

هو شيخُ موسى في الطريق وغوثُهُ
وهو الأعزُّ عليهِ من هارونِ

هو عندما كان الإلهُ لوحدهِ
في العرشِ أول مبدأٍ مخزونِ

هو لم يلد إلا التقاة لبيتهِ
صمديةٌ في الهيكلِ المأمونِ

لم يأتِ من أحدٍ إلى ديوانهِ
فيزلّ فوق الطعنِ والترقينِ

رُحماك من فكرٍ يخالُك ميّتاً
دُفنوا وأنت بتلك غيرُ دفينِ

وإليك معنىً لايُفسّرُ إنما
معناك ضوءُ بصيرتي وعيوني

إني سأُخبرُهم عياناً يا أبا
الزهراءِ عن سرٍّ لديك مصونِ

الله يُبلغُنا بصوتِك هكذا
لا أرضَ تُخرجُ زرعَها من دوني

صلّى عليك بهذهِ لو أنهم
قرنوك فيهِ عُلاً بغيرِ ظنونِ

لكفتْ أدلّتَهم وجوباً رؤيةٌ
ياتُربةً خُلقت لكلِّ جبينِ

أحدث المراجعات

  1. شكراً جزيلاً لصديقنا ومعلمنا الأستاذ المتميز نقوس المهدي على نشر النص . هاني أبو مصطفى

تعليقات

أعلى