لستُ في حاجة إلى امرأة على سريري
أرسمُ في مخيّلتي المرأة الّتي أحبّ وأضاجعها
في كلّ ليلة لديّ امرأة جديدة ترضى بالصّمت مهرا لها فأنا رجل قليلُ الكلام ضعيف الغزل، ثقافتي الجنسيّة بدائية جدّا ومتوحشّة جدّا
لم أشاهد مرّة أبي ينام مع أمّي في غرفة واحدة ولم أسمعه يقول لها مرّةً أحبّكِ
شاهدتُه يبكي...
لستُ سعيدًا ولستُ حزينًا
لا أفكّر كثيرًا بالأكل أو الشّرب أو المضاجعة
لا أهتمّ مطلقًا بنظافة جسدي أو ملابسي ولا أعتني بحلق شعري
لا أكترث بطريقة الأداء في عملي
لم أعد أشغل نفسي لا بالدّين ولا بالسّياسة ولا بالشّعر
قريبًا ربّما أنسى بلدي
وأنسى الشّارع الّذي أقطنه والعطّار الّذي أبتاع منه حاجاتي...
نزلاءُ الجنّة بسيطون جدّا
يأكلون التّفّاح
يشربون النّبيذ
يضاجعون الحور
وأنا بينهم يا ربّي غريب
ليست هذه أحلامي
أعدني يا ربَي إلى الأرض
لديّ منزل صغير لم أكمل بناءه
لديّ شجرة زيتون حزينة
لديّ أوراق تنتظر مَن يخلّصها مِن البياض
لديّ أحلام بسيطة جدّا:
بعض زجاجات نبيذ
وزوجة مخلصة
وشيء من الهواء...
لستُ على ما يرامُ هذه الأيّامَ. الأرضُ تافهةٌ جدّا مثل حبّةِ رملٍ علقتْ بحذاءِ شرطيِّ والشّمسُ "مصباح كلب" وأستطيعُ بعينيّ الخارقتين وعقلي الإلهيّ أن أحصيَ حتّى عدد النّمل هناك
لكنّي
لستُ
على ما يرامٍ
كيفَ سأتحمّلُ هذه الأرضَ التّافهةَ ولماذا أشغلُ نفسي بتفاصيلِ تفاصيلها؟
لماذا عليّ أن أستمعَ...