ربّما تجمعني أشلاؤها حينَ تمزّقنا وحُكم علينا بالرّقصِ...
إغماضةُ العينينِ سماءٌ قبلَ الخطيئةِ والحقولُ أنثايَ، العبثُ الضّحكُ، إيقاعاتُ إلهٍ مخمورٍ لا عهد له بالطّين. وكان لا بدّ من إقحام الشّيطان في اللّعبةِ.
الكونُ هروبٌ. الهروبُ جبنٌ. الجبنُ ليس أنا. أنا متجلٍّ أحصّلُ سوءاتي من عرقي وأتكفّلُ...
مازلتُ حريصاً على ارتداءِ المعنى حتّى وانا أغادرُ هذا الكونَ
الشّكلُ: مجنونٌ
الإيقاعُ: أحذيةُ العالَمِ كلُّها لا تتناسبُ مع أصابعِ قدميَّ لذلك أفضّلُ المشيَ حافياً
المعجمُ: أصابعي من شمعٍ ما إن امسكُ القلمَ حتّى تشتعل الورقةُ
الاستعارةُ: عاهرةٌ وانا لا أحبّذُ ممارسةَ الجنسِ بمقابلٍ
التّشبيهُ...
أعتكفُ في بيتِنا القديم وحيدًا
لا أبالي بقطراتِ المطر الّتي تعْبرُ مِن السّقف
ولا بهمجيّةِ الرّيحِ مع نافذتي
أفتحُ البابَ لقطّة تبحثُ عن الدّفءِ في حضنِي
لا أفكّرُ كثيرا بالحياةِ ولا بالنّجاةِ
لستُ نادما على أيّ شيء
مازال عندي ما يكفي لأولادي وأمّهم
جفَّ حليبي لكنّهم أصلا كبروا وحان الآن دور...
Hé!
أخيرا أخبرني المطر أنٓه سيأتي
سيأتي بقميصه الأبيض وعينيه المبلٓلتين بالنٓعناع
سيأتي راكضا
لِمَ لم ينهضوا باكرا ولم يفترشوا ألسنتهم أمام الأبواب؟
لِمَ لم ينثروا زغاريد نسائهم على التٓراب؟
سيأتي لأنٓ الأشجار قُتلت
قتل الأشجار أفظع
نام العالم قبل مجيئه بقليل تحت ظلال شجرة لذلك هو الآن
ورقة...
أحرصُ على تفقّدِ أشيائي قبل مغادرةِ البيتِ:
علبة السّجائر والولّاعة وبطاقة الهويّة وبعض الدّنانير وهاتفي الحقير
إحساسٌ دائمٌ أنّي بصددِ نسيانِ شيءٍ مهمٍّ وأنا أغادرُ
أتشاءمُ من العودةِ إذا ما غادرتُ ولا أعودُ مهما كان حجم الّذي نسيتُ
الوجهةُ هذا اليومَ كالعادةِ نحوَ الموتِ
وجهاتي الاستثنائيّة...
كنّا أربعةً على حافةِ البحرِ
خامستنا سيّارة الأودي الرّاكنةُ بالقرب منّا
شاهدتْنا سمكةٌ كانت تقفز باطمئنانٍ على ضوءِ القمرِ
شاهدَنا رجلٌ غامضٌ قال إنّه يبحث عن "الذريع"(1) في هذا المكانِ
شاهدتنا سيّارةٍ كانت تطلقُ أضواءَها باتّجاهنا ثمّ مرّت بذكاءٍ
كنّا أربعةً وخامستُنا سيّارةُ على حافةِ البحرِ...
يقولون إنّ الرّجلَ لا يحبلُ في حين أنّ بطني ينتفخ يوما بعد يوم.
أيّام الوحم الأولى أشتهي الفحم بشدّة. كنتُ ألتهمه بشراهة وكان جسدي ينتشي لهذا السّواد الممضوغ
بعد الشّهر الرّابع ذهبتُ للدّكتور. كان مندهشا من هذا الكائن الّذي ينمو في أحشائي. سألني عن الأب قال إنّي بحاجة إلى تحاليل بحاجة إلى اجتماع...
"الهلُّ استوى، على الأرض، على العرش، على الأنام، عشّا آمنا. انتهى، من الفسق، من الجور، من الإظلام، ساعيا، إلى العشق، إلى الحبّ، إلى الأمان، داعيا."
"وإذا ما الأنفاقُ انتحرتْ، وعادتْ للرّياحِ أنفاسُها، وامتدّت الرّاحُ إلى الرّاحِ، حمراء تتطهّر منها الجراح، كنّا عصفورا وعصفورة، سورةً بصورة."
"...