عبد الواحد السُّوَيِّح - أبٌ للأكل..

أعتكفُ في بيتِنا القديم وحيدًا
لا أبالي بقطراتِ المطر الّتي تعْبرُ مِن السّقف
ولا بهمجيّةِ الرّيحِ مع نافذتي
أفتحُ البابَ لقطّة تبحثُ عن الدّفءِ في حضنِي
لا أفكّرُ كثيرا بالحياةِ ولا بالنّجاةِ
لستُ نادما على أيّ شيء
مازال عندي ما يكفي لأولادي وأمّهم
جفَّ حليبي لكنّهم أصلا كبروا وحان الآن دور اللّحم فأنا سمين كما ينبغي
80 كلغ تكفيكم العمرَ كلَّه
قلبي بحجم الدّنيا
عيناي تريان ما بعْد العالمِ
أصابعي لعبتْ بالنّجوم وهتكتْ سِترَ البحر
صدري احتضنَ كلّ مستضعفٍ في هذه الأرضِ
محمود، تقاسمْ قلبي مع طه
واتْركا الأصابعَ لياسين وزكريا
وقدّموا عينيّ لأمّكم لعلّها ترى
أمّا حضني، فاتْركوه لهذه القطّة
الشّاهدة على وصيّتي

-عبدالواحد السويح-
شاعر ومترجم من تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى