عبد الواحد السويح - سقوط..

(1)
عاد الفرحُ أخيرًا بقدميهِ المبلَّلتينِ بالدّماءِ
عادَ ببرنسهِ الرّماديِّ الّذي اشتراهُ آخرَ عيدٍ
عادَ مرتجفًا مثلَ شجرةٍ مسنّةٍ
مثلَ عصفورٍ كانَ يغنّي

(2)
عادَ الفرحُ أخيرًا إلى هذا البابِ القديمِ الخالي من النّوافذِ
إلى هذا الباب ذي المزلاجِ الصّدىء
الباب الّذي وهبَ لونَهُ لأعينٍ كانت ترى
الباب الخشبيّ الّذي انتظر مفتاحَ الحديدِ طويلاً
أطلَّ منه الفرحُ بقدمين ماتَ منهما الحذاءُ

(3)
عادَ الفرحُ أخيرًا
لا أحد يذكرُ ما حدثَ آخرَ عيدٍ
لا أحد انتبهَ لصيامِ الحلازين
لا أحد نظر إلى الشّمسِ
لا أحد فكّرَ مجرّدَ التّفكيرِ في ذاك البابِ الموصَدِ خلفَ شجرةٍ مسنّةٍ

(4)
عاد الفرحُ أخيرًا
مرَّ بالشّجرةِ الوحيدةِ الّتي أمامَ البابِ
الشّجرة الّتي بدأت تهَبُ بدورِها لونَها الأخضر
الشّجرة التي سقطت منها الشّمسُ فجأةً

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى