نحلق هنا مع نص هو عبارة عن تجربة وجودية بالغة العمق تحفر في الوعي الإنساني كحفار في صخر اللامعنى
إذ يواجه الشاعر ذاته وجهاً لوجه داخل المرآة التي لم تعكس الملامح لكنها ضاعفت الغياب منذ السطر الأول (مغلق أنا مذ القطفة الأولى)
إذ أن المتكلم يعلن انغلاقه بوصفه قدراً له فهو لم يعلنه كقرار أبداً...
مغلق أنا
مذ القطفة الأولى
والبحر والقلم والأرض خارج النهار !
كائن الطين ذو الأشواك والمرارات اللامعات
مسجوناً في أفكاره بلا شموس
من يفرج عن آهات طرقاته ؟
الإجابة غائبة عن بيت السؤال .....
مغلق أنا ؛ داخل المرآة
أفكر فيما لست أعلمه
أتخبط في وجود الوحدانية ووحدانية الوجود
صوتي في الصمت...
أنا عادة لا أدخل بيت الحب من الباب
إنما أدخل إليك وعليك من بين فرث ودم
شفافاً ؛ نقياً كدموع الورد
بين القلب وبين الروح أتمدد كالسراطين
أنهش عظام دمائك قطفة قطفة
تعالي ..........
سأنفق على هذا الحب
كل ما في جيب القلب من غزل
مع نظراتك سأذهب بعيداً قريبا ؟
أشتري من الروح قبلة ساخنة ...
بالشموع...
قارىء الكف
وئيد الخطو شمر أجفانه
ناري العين ؛ ذوب طلاسم منحوتة على كفي
هي ذي أفكار طرقاتي المخبوءة
العقل في ركن النبوءات البعيد
يجلس على حصيرة رأسي
بأشجار ظامئة يراقب ملامح الصمت
بينما القلب في ذعر عميق
يختبىء من جرار المفاجآت
الأرض ذات العمائم ترقص حافية الحب !
في أي عماء انتحر النور...
أوشوش الرماد
شظايا الهذيان تقذفني
لا طاقة لي بالأسئلة الصامتة
إني أعلم لكن لا أفهم ما أعلمه
أو ربما أفهم لكني لا أعلم من يفهم !
القلب خارج النبض
والعقل توقف عن السير
سأحمل أجوبتي الثقيلة وأرحل ؟
أعيش متوهجاً داخل لست أدري !
طفي هذا الهروب لي وسادة رخوة
سأقلبها ذات اليمين وذات الشمال...
الغد الملثم
قبل أخريات المدى
هنالك ؛ عند هطول الصمت
انبثقت دمعة من قرنية الروح
ظلي فوق سطوح القلب
يراقب مسيرتها بحزن مكتوم
هذي المجروحة بنصل الغيبيات
أراها تجمع الماء والتراب في عصف شديد
إنها تقيم سداً بين اليوم وبين الغد
إني أعرفها جيداً ؛ هي دمعتي الهاربة في الخفاء
ستعود مرة أخرى إلى...
بلا مرآة بلا صوت
كان حكيماً ذو فكر بصير
حينما استبدل مرآته القديمة بمرآة جديدة
كان يدرك أن هذا الاستبدال أفضل ألف خطوة
من جمع مدخرات صداه وشراء صوتاً جديدا
المرآة ؛ أرض خصيبة صالحة لزراعة أضواء الندم
الصوت ؛ قديماً كان أو جديدا
ليس في مداه طرقات تسمع زهر آهاته
سراب ضل وجهته...
مشهد غرامي
في الهامسة إلا نظرة
بتوقيت الشغف الحار
قبل اندلاع النبض في الطيرين
لم يكن الحب مفتوحاً حينها
قررت أن أقطف من بستان وريدي نظرة
وأرسلها مع العطر تدق باب عينيها
اشتريت من بائع الأسرار جريدة
فتحت فيها نافذة وجلست خلفها صامتا
أترقب ميلاد بشرى الفتوحات
نظرتي تدق والتي خلف الباب لا...
العمر المهزوم
بحلم مقصوص الطريق
أطفأت الكلام في المرآة
مازلت أرى الخيال يعربد في أذني !
مازلت أسمع عودة الصدى العاري إلى عيني !
سأكون مضطراً لإطفاء ما تبقى من حواس
وأنزع ظلي من كل حيطان الهذيان
لست مستعداً للسفر مع المجهول
قربة رأسي فارغة لا قلب فيها ولا روح
وبطبيعة الأهوال دمي...
ظلال النعاس الفاخر
تحت ظلال النعاس الفاخر
الظلال التي صنعناها سويا من جمرات الغيم
هناك ؟ أمام عين القمر وومضات الشجر
رأيت دمي الممسوس بعينين مغمضتين
داخل خيمة شعر قريبة من عاصفة الحبق
أشعل البحور بنظرة نبض
ثم أخذ قسطاً من المجاز الدافىء
وضاجع القصيدة على فراش القوافي
ف .... تسترت على...
في البدء كان نورا
انبثق من عين الظلمات
فيما بعد البدء صار دخانا
لم أكن أعلم شيئاً عن طقوس الدائرة
كنت وحيداً أعيش في قلم صغير
فوق ربوة ذات ورق وسطور وحبر مهجور
قريبة جداً من وساوس الهذيان
عارياً بلا قدرات دماغية تستر حيرتي
أعزل أشاهد في غابات الذهول الشائكة
شمعة تحمل مولودها الأول في لفافة ضوء...
مواسم الشموع
شفتان تحترقان بشهد الرضاب
في مثل هذا الحب أتندى لهباً وطيرا
أخرج من رئتي بابتهال بليغ
بالهديل الابيض والبخور القديس
أتمشى في عينين غارقتين في وهج النعناع
من أشجار الشموع احتلب قصيدة
عادة السماء ترتقي الشمس
ليس بمقدوري غير كأس ملآنة بالشعر
في قيثاري مدينة عزيزة
وطيف حبيب...
عندما يأتي المساء
أنزل أعماق البحر لكي أراني
ها هو الشعر يستيقظ
هي ذي أصابعه تتمدد في الفضاء
تطفىء الظلام بالشموع المطيرة
إني أعرفه وأعرفني
كلما زارته الزهرة بومضات العطر
يذهب إلى مقهى النافذة منتعلا أجنحته
بهدوء مجنون جدا
يسحب كرسي أنفاسه
يجلس إلى قلبه بخشوع مقروء مسموع
القمر في كل...
ظلان ...؟
الساهون عمدا
الساهون خوفا
أسماعهم الشاهقة
لا عين سكنت فيها ولا قلب !
تمددوا على هامش الضفاف
ليستمتعوا بحديث البحر الصامت !
وهنا فوق هذا الصدأ الصادح
بقية من أنفاس مبعثرة ؟
ظلان جميلان من نسل شجرة طيبة
يتمسحان بضوء عجوز
لا جدران لهما ولا مرآة
يبحثان في أشلاء الحياة...
ولما خرج من بعد قريب
أريناه ظلاً يشبه عصبية لظاه
جفاف واستشرى في حقل النبوءات
أخذ حفنة من رماد مكتوم وأشعلها بالنايات
جلس في ظاهره وباطنه ينزف شعراً جليلا
ظن أن المكاشفات ستروي عطش الأنهار
أو ربما تلك الثقوب ستزهر طرقات مضيئة
عاش في الظنون آلاف الأوهام
يدرس علوم الضوء وكل أبواب الشروق
بعد عدة...