أنا لست من الأشواك أنجرح

أنا لست من الأشواك أنجرح

لي فيها مآرب أخرى ؟

في الليل أطحنها بحمى الأظافر

وأصنع كحلا نبيلاً في النهار لأقماري


لايشق حجاب الخسوف إلا الجرح الساخن

أحتاج الكثير من حقول الأشواك

وضربة من سيف حكيم صاف

لست في حاجة إلى ضمادات مسكنة

أحتاج جرحاً عميقاً من مصب الآهات


إذا توقف البحر عن السير ... لا أبالي ؟

حبر دمي لن يتوقف عن الشعر

مخطىء من سلم صوت أنينه للمآسي

عادة حين أشرع في البكاء المر

أتدحرج محشوراً في صرخة صماء

لماذا أعزف على وتري الجهور

وأنا ابن الشقاء الرحيب الهادر


صفعات قديمة

شوارع مصابة بنجم ضرير

أزقة موشومة بطعن مألوف غادر

إن جن علي الليل في النهار لا أقرأ عليه العتاب

أحيانا أشعل بالصبر مصابيح الدموع

وأحيانا أموت جداً ثم أصحو من قديم

بكامل الخجل أسقط منتحراً من أعالي صوتي


القصائد تنبح والظلام في النهار يسير

يا هذا يا أنت يااااا أنا

لن ننجو من الوقت المسعور

ليس سهلاً والشموس معمدة بالرماد


الشجرة الوحيدة التي يعرفها الحقل

امطت أقدام نملة وركضت ......

هربت من لعنة رأسي

ليس لها أية عناوين في دفاتر الأثر

فمن سيعثر على غصن الغيوم

ويقطفني أغنية مائية الضوء ؟


أنا لست سليمان

ولم أك خاتماً يحوي عفريتا يأتيني بعرش الأنهار

ظلي من شمعة فقيرة جدا

تربى على النور البسيط الجميل

فأيقن أن كلاب الأرض نباحها أوفى منا للتراب

فكيف من الأشواك أنجرح ؟


لا تشرب من عسل النعاس

لن تجد في أحلامه غير الأوهام

أراه وقد صب في عروقي كأسين

واحدة للغناء والأخرى للدخان


اجلس بين الملموس والخيال كشاعر فيلسوف

واحتلب من النمل فكرة يرضعها طفل الحياة

حين تنمو الشمس في الطيور

من المؤكد ستشعر بدفء الأشواك وتشرق ....


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى