محمد أبوعيد - الأجنحة الغائبة

أيها الشعر المراهق

لا تعبث مع أصابع أفكاري

أسرار الغيم أصفاد

أكبح جماح طموحك والأمل

أنا لست من آل الليل

ولا يربطني بالنهار نسب

أظافر دموعي قصيرة الوصل

لم أستطع التشبث بالسماء

حاولت كثيراً ولم أفلح

دائماً أسقط من الحلم الألف مكسور الأنفاس

ولم أجد زورقاً يجبر أضغاث أشعاري

الحياة في كوخ الكون منشغلة

تضيء عبارة لا أفهمها

في الملجأ الدنيوي ليس غير طفلين منطفئين ؟

النهار الذي لم يبلغ سن الفصول

والليل الضرير الذي فقأ عين القمر بعكاز الخسوف

طبعا أنا لست مهتماً بوجع الغروب

عادة أدخل حانة وريدي

أشرب الضباب الكثيف بدون ثلج

وأجمع ما تناثر من سكارى الجوارح

أبني سد الصمت بيني وبين الطفلين

رمادي السخن لا يحب اللعب مع يوم بارد

ولا يريد ضحكة طير من غد لا يملك شجرة

أحياناً أنثر في المدى نزف الظنون

بنغز الشوك أتفحص شراياني وأسألني

لماذا ندمي الحار في الحلق ينتحب !؟

أحتاج من دمي زهرة صدق مضيئة كي أجيب

سأغلق فوضاي قليلا

ضوئي داخل أقفاص رئتي مبحوح الطير

ولم أجد على الرماد كسرة من دمع الشموع

سأفتح فوضاي قليلا

الآن أرى جيدا

هناااك قبالة نهري المعبأ بالظمأ

كشف السر عن ساقيه

الحياة نغمة صامتة مبعثرة في حلق الكون

غاب عنها العازف الجامع

فخرجت ملغمة بعصف النشاز

هي طائر الإنسان جناحيه

بنصف طير جريح

سأنقر قيدي أتحرر من نسياني

مهاجر إلى ضوء المرآة

بالشوك والحنين والندم الحكيم

أبحث عن الأجنحة الغائبة ......


محمدأبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى