رضا أحمد

مررت بموكب الأميرة ترتدى فستانها القرمزى رأسها الصغير غافٍ تحت التاج وعيناها حافظتا أسرار زهرتان ذابلتان، طفلها ينقر بأصابعه غيمة وتلحس المشاعل عينيه وأصابعه، والحاشية تغنى خلفهما: عاش الليل الطويل عاشت الشمس أينما كانت، القصر بنفسجى وعال لكنى رأيت العصافير وميزت أحذيتها الصغيرة والآنية الزجاجية...
حين قبَّلتُ الصليبَ لم أقبل الأخشاب التي رفعتك ولا المسامير التي دقت كفيك لم أخِط غلالة الحزن بتنهيدة فراق لم أنظر لكل الذين ساقوا جسدك إلى المذبح ولم أرتجف لرؤية الحواريين بلا كتاب مقدس ولا إشارة ضوء. كل ما هنالك أنك كنت حبيبي وأن عيني لم تشيعك على صهوة السماء كما يجب رأتك النسور التي لم تعرفك...
لم يكن حبلًا الخط الذي رسمته فوق عنقي داخل إطار في صيغة ملزمة للموت لكني أستطيع الآن بمقص صغير أن أسحب رأسي خارج مسودة الحياة أو فوق جسد تفوح منه رائحة جادة لقلب متعفن، بعيدون نحن؛ وجبة بدائية لليل برأس يومض ويسترق النظرات يولد البعض منا بقلوب متجمدة سلفًا ومصابون بصداع مزمن بمجرد إطلاعهم على...
أنا أثق بالسكين لا باليد التي تحمله؛ أجدادي هم أسياد لعبة الموت يقضون حياتهم كطقس جنائزي غاب عنه "أنوبيس" لذا حين يتكرم علينا بزيارة ويقرأ جدول أعماله نسقط كقطع الدومينو ساعة التفتيش المفاجئ، أنا أثق بالسكين... قشر مازوت العمى لحاء اللون الأسود بيت الظلال مغلف كتاب الموتى أقماع الخلود التي...
تبحثين عن علاج لرأسك وهو يبحث عن شارب للحيته، تبحثين في الورد المختنق في مزهرتيك عن معنى الهدية وعن سبل رعاية الجثث وما تخلف من الربيع بين تجاعيد وجهك وهو يبحث عن سكين يلعق دمك من بين أصابعه وعلى الملاءات، تبحثين عن أثر للودائع المنتهية في رحمك وتكورين أنفاسك بين شفتيه؛ كبيرة هي الرغبة والخطوة...
كلُّ يومٍ كنتُ أبللُ أصابعي بريقكَ، وأكتبُ على كفي هنا بحرٌ، وأنت لا تذكر متى وضعت خاتمك في إصبعي وتقول: لستِ السمكةَ المطلوبةَ. كنت ألتقطُ ريشةً من كتفيك وأغَمّسُها في فمي، أغرد كي أغازلك فتنبش مخالبك في حنجرتي وتقول: لا أعرف هذا الصوت. في الليل أتجاوز كلَّ النوافذِ وأقفز على ركبتيك، تتحسسُ...
من الممكن أن تعرفني أن أكون غريمتك أو فتاة التقيتها في قبلة وأعجبتها نكهة الدخان، من الممكن أن تقتلني الآن وننسى معضلة الأسماء وخبرة اليد التي تحطم الأعناق خلف الباب اليد التي تتحسس النهد كوردة مكسورة تتكلس فوق عجينته الرطبة ثم تمسك بآهة مكتومة تزرعها فوق برجي حمام، من الممكن أن تلتهمني ويبدو...
قبل أن يودعونا تفاهموا تماما مع الحزن؛ تركوا ملامحنا خارج الذاكرة تحرثها مخالب الوقت فطر أبيض نما شفقة غامضة تخنقها تجاعيد وصدأ أصاب مكابح القلب. مِمَّ صنعت الكدمات؟ من قبضة خائفة وخطة جيدة وأصابع على امتداد حيرتك وجدت فيك الأحمق المناسب لتلقي الصفعة بمحبة. أعلم أننا لو اجتمعنا في جنازة تعارف...
نجمة قفزت من الطابق السابع فضحكت الفوانيس مَن ذا الذي يقود الجراء إلى بركة التماسيح؟ نجمة قصدت شرفتكَ لا قصدت صورتك المنسية في رف الكومودينو ألم مشبوه جاء بها وقبلات تتكاثر في فمك جعلتك تستمع إليها بصبر، حكة في عظامك تمزق غبش الحنين في صدرك ودمع يؤنس اسمها البعيد عن لسانك، أنت وحيد والباب مغلق...
حين تبدأ بتذكر أول كدمة في ركبتك ستدرك أن الطّين كله ينتمي إلى الأرض والدم فرصة سيّئة للتعارف وتبادل الذّكريات. الكدمة أرشيفك عتبتك والنص السيئ الذي تقرأه بحب، جسدك نشيدها قاوم الأغصان المكسورة تواصل النموّ والتحليق وغدا سوف تتعلم الخوف والحذر. تركت لها سذاجتك وفراشك، كان يجدر بكَ اجتياز الخطر...
قبل أن يودعونا تفاهموا تماما مع الحزن؛ تركوا ملامحنا خارج الذاكرة تحرثها مخالب الوقت فطر أبيض نما شفقة غامضة تخنقها تجاعيد وصدأ أصاب مكابح القلب. مما صنعت الكدمات؟ من قبضة خائفة وخطة جيدة وأصابع على امتداد حيرتك وجدت فيك الأحمق المناسب لتلقي الصفعة بمحبة. أعلم أننا لو اجتمعنا في جنازة تعارف...
يقول المجنون: أنا الرجل الذي يبتسم لكل جدار لا يجد ظله عليه. ٢- يطمئن الفيلسوف وجهه في المرآة: لقد رأيت كل شيء إلا حقيقة كونك أبله يعد رأس العالم لجريمة. ٣- "أمي دعتني لوليمة على شرفها هذه الليلة" يخبر التمساح رفاقه أنه اضطّر إلى أكلها مرغمًا؛ لأنها كانت تبكي إخوته الصغار. ٤- لست ﺑﺎئسًا جدًا...
كم هي مربكة محنة الليل؛ أفتح حواسّي على آخرها وأستعيد تجربة كوني مشعّةً بعيدةً ووحيدةً! 1- أدرك أنني أصف حياتي على نحو عادل؛ أدفن وجهي تحت صفحة بيضاء وأدع كل امرأة ضجرة تطلب من رجلها أن يشتري لها هذه المأساة. ذاكرتي السّخيفة حملها مَلاك إلى السّماء في أجندة؛ والرب يعيد قراءة ما أكتبه ويحاسبني...
يومًا ما سيجلسُ ظلكَ في المقعد المجاور وعبثا تحاولان سرد قصتك كاملة؛ سيحشو معطفك بالضوء وأنت تبكين ذاكرتك التي يأكلها الليل. هذا التمثال ليس محطمًا؛ الأطفال يقذفونه بالطوب، البلدية لا تعتني به لأنه ينحني كل صباح ليقطف لكِ زهرة حين تمرين. لستِ واهنة الآن؛ ﺃنتِ فقط تستيقظين صباحًا وتخشين أن يخمش...
غارقًا في جريمته يتلفت ظلها قلقًا، وهي تخفي حبتي مشمش تنفلتان من فستانها الحريري. هذه المراهقة التي أوقفوها، مراتٍ بتهمة تبديد أخلاق الرجال. تصحو، ملاءتها ترفل خلفها كجناحين، وعلى مرمى البصر ترى الناس تترنح كأجولةٍ بيضاءَ مثخنةٍ بالجروح. هي عاشقة؛ تجوب نصف الحقل مرتين في اليوم لتعطي حبيبها...

هذا الملف

نصوص
139
آخر تحديث
أعلى