رضا أحمد

لا المسافة تؤنسك ولا السير وحيدًا بغصن زيتون، كسفينة تغرق في الجيب الخلفي للعالم. لا الزمن يشفيك ولا القفز بين بلدتين بعود ثقاب يخلصك من تاريخك الماضي. فلتبق هذه الابتسامة في وضعها المتردد على الشفاه. الحزن يتعقبك مثل قاتل متمرس في مقهى يلف جسده بالغموض وعينيه بدخان السجائر وظلال المارة. بأقل...
متخوفًا كالعادة تنثر ضحكةً على وجهك، وتجلس قُرْبَ امرأةٍ نائمةٍ تحيط صدرها بأنفاسك وتحاول وطء قلبها الحجري. سكرٌ عالقٌ في أصابعك ترسم به كلَّ ليلة خريطةَ جسدك على أرضية المطبخ وتكنسه زوجتك دائمًا رغم سَرِيَّة النمل الذي يتناوب حراسته. تعتمد الغزل في صفقات مشاويرك الليلية وتربح غالبًا جزءًا...
لست وحيدًا الآن أنتَ فقط تجرب لعبة "الاستغماية"؛ لا مزيد من البكاء لا مزيد من الخوف ظلك يخفي عينيكَ ويقوم بالعد ١٠، ٢٠، ٣٠، ... والجميع يضعون أصابعهم في آذانهم. يقتضي النسيان أن تتسكع باستقامة في تجاويف قلبكَ وبطول فخ مرنته على التقاط رائحتكَ والإمساك بكَ؛ تراقب مخالبكَ تنبش في دمائكَ وتلاحق...
منذورة للنسيان تصحبك قرابين وسرب ليالي مؤرقة، لا رائحة تغرس بذرتها في لحمك ولا قيصر يتنزه في حديقتك بمجد مفقود، العتمة تتربص بكِ، قشري حياة تالفة عن مرآتك واستدعي أنفاسك من ذاكرة سكين؛ هكذا يصير للزهور دم ساخن وغرائز منطقية. لأنينك المُسجى جوار أعقاب السجائر رئة مجهدة لا تفتح لسعالك نافذة...
أنا لا اقرأ ولا أكتب أيضا ولا أقود قافلة من الحروف لتسقط في شراك المعني كل ما حدث أن أمي كانت تحلم بشجرة أمام البيت وأبي يرغب في قطع غيار لدراجته البخارية وسيارته المهملة فولِدتُ خضراء، خضراء جدا نوافذي تعج بالعصافير وجذعي يميل ليحمل أخوتي الصغار وكلما مرت ورقة أمام عيني تهامس الجيران: بنت أحمد...
بالتأكيد ستطرق نافذتها يوما كأي شبح أتعبته الدروب الخاوية تُلقي نثار أيامك الباقية في حدقة عينيها وتقول: انظري هذا اليوم أنا باق ستفر هي بأعجوبة من مُشاكسة أحضانك وبعجزها عن التدلل الأخير ترتدي قميصها الشيفون الأحمر وتسحب التجاعيد بغيظ إلى حقيبة التبرج ستُغمض عينيها برقة وبانسيابية شديدة تجذب...
يسكن البعض في كلام الأجداد حيث الدفء وأمراض يعرفونها، حيث يكون الحزن جزءا من عظمة الحوض وتربيعة الكتف. والغضب في أفضل الجمل كسر حنجرة فوق جلباب أبيض أو معانقة شال حتى الموت. أحضرنا قطعة البازل الناقصة لتكمل الفم لتطفو الابتسامة لتبقى الأسنان بحشوها المر، اروِ قصتنا ولا تنس تلك الثقة المفرطة التي...
الرصاصة في غفوتها بالبندقية تنخر في بطء كتف الجندي الجديد؛ هناك شيء مفقود لتكمل العظام دورتها وتصير لذراعه يد ولليد أصابع تجذب الموت من ياقته كرفيق قديم، تستريح على العين غمامة وفي القلب يقظة تتبع صافرة إطلاق النار، تمر فريسة مكسوة باللحم اللين والبراءة تعرف أن للشوارع رصيدها الضئيل من الحب...
أستعين بظلي في ممارسة الحزن والندم لدي ما يكفي أيضا من الوجوه التراجيدية ولا بأس حين ينتزع الموت الفجائي مني دمعة؛ امرأة مثلي تقاضي أيامها الباردة بكتابة عرائض تلصقها على ستائر الليل وحين ينفد مني الأرق أستسلم للخواء في رأسي وأصاحب مواتي إلى القبر حيث لا حجر سيحمل اسمي ولا ساق وردة تصلح للكتابة...
يسكن البعض في كلام الأجداد حيث الدفء وأمراض يعرفونها، حيث يكون الحزن جزءا من عظمة الحوض وتربيعة الكتف. والغضب في أفضل الجمل كسر حنجرة فوق جلباب أبيض أو معانقة شال حتى الموت. أحضرنا قطعة البازل الناقصة لتكمل الفم لتطفو الابتسامة لتبقى الأسنان بحشوها المر، اروِ قصتنا ولا تنس تلك الثقة المفرطة...
بالتأكيد ستطرق نافذتها يوما كأي شبح أتعبته الدروب الخاوية تلقي نثار أيامك الباقية في حدقة عينيها وتقول: انظري هذا اليوم أنا باق ستفر هي بأعجوبة من مشاكسة أحضانك وبعجزها عن التدلل الأخير ترتدي قميصها الشيفون الأحمر وتسحب التجاعيد بغيظ إلى حقيبة التبرج. ستغمض عينيها برقة وبانسيابية شديدة تجذب...
لمرة أخيرة وقفت شوكة في حلقه. أحسَّ أن وخز الألم منعش، وأن الشوكة بإمكانها أن تغني لو أنصت أن تزرع في معدته المحيط، المراكب الضائعة وسنانير. أن تكون بذرة سمكته الذهبية لو فتحوا قبره وغرقوا في الملح. لمرة ثانية جلب رملًا إلى سريره من الذي نعثر عليه في جيوب الغرقى وصانعي المرايا والوحيدين. فكّر...
الوحدة أزيز متقطع لشريطك الجيني يباعد بينك وبين مرآة تأكل بنهم أرواحك السبع، لو قلت إنني تفرجت على حياتي من الدور الرابع ستصدقني عضة البرد والبومة التي تتسكع الآن على نافذتي، أنا رأيت نفسي يا عالم وعرفتها... بعد عشرين عامًا من الآن؛ عجوزا تهذي في جنازة تحمل في حضنها راديو كقلب حبيب يخفق راديو...
على سور المدرسة الابتدائية؛ كبر النهر بعروق رمادية وظهر محدودب لم يبتسم حتى إحالته إلى التقاعد كان لديه دموعه الموروثة وحجّة غيابه المقنعة، هنا... لا يمكنه الاستياء فحسب؛ الغضب ببساطة أن تستكين يدُكَ في جيب جلبابكَ وتنبح أمام بيتك في محاولة لإضفاء الجدية ولو لمرة واحدة على جوعك. على سور...
على سور المدرسة الابتدائية؛ كبر النهر بعروق رمادية وظهر محدودب لم يبتسم حتى إحالته إلى التقاعد كان لديه دموعه الموروثة وحجّة غيابه المقنعة، هنا... لا يمكنه الاستياء فحسب؛ الغضب ببساطة أن تستكين يدُكَ في جيب جلبابكَ وتنبح أمام بيتك في محاولة لإضفاء الجدية ولو لمرة واحدة على جوعك. على سور...

هذا الملف

نصوص
170
آخر تحديث
أعلى