لا أعرفُ الطريقَ إلى السماء،
لستُ وردةً
تنتظر أن تتفتّحَ فوق قبركَ،
ولا نجمةً بريّة ً
خارجةً من خرائط الأبراج
تمارس التمردَ على القدر،
لستُ اليدَ التي جعلتها الحجارةُ تميل للأعلى
وتقطف من نيوتن
جاذبية المنفى.
أنا امرأةٌ عاديةٌ،
حين يشاورني الشيطانُ في أمر
أجلسُ معه دون تردّدٍ،
أتحدث إليه كرفيق...
حتى ماكبث كان يحبٌّ الآيس كريم
الرجال
يسحبون كروشهم إلى الأمام
لتبدو أكثر عرفانًا بالزمن،
وأنت
تدفع عربة عجيبة من البالونات،
وتقفز خطوة إلى طفولتك
كلما اشترت منك فتاة صغيرة
سربًا ملونًا
وابتسمت في وجهك.
حدثني عن الحياة مع صوت "فيروز"،
هل هي حقا مالحة بما يكفي
لتكشف عن بحر عمدت فيه قلبك
كلما عدت...
عندما أغفو قليلًا
لا تتبعني بقصيدة
لست في حاجَةٍ إلى وشايةٍ ﺃﺧﺮﻯ
أجدها عند الرب
يكفي ما نهبته الملائكة من سيرتي،
لو كان الأمر يستحق الحزن حقا
ما رأيك بالسباب "فعلتيها وهجرتني يا بنت الـ..."
أكملها
لم تكن أمي لتحبك أيضا على كل حال.
عندما أغفو قليلًا
اغمس أنفك بعيدًا في صدري؛
لتتمكن ولو مرة من...
لنكن أسرة؛
الأب يخبئ حكايات أجداده
تحت جلده
وداخل أنفاق عظامه
بين أسماء الأبناء،
ولا يناديهم إلا حين يحتضر
وينسى ما بين الحروف من صلة،
وقرابة تجعل بعض الكلمات ثقيلة
أليفة
وأحيانا قاتلة،
ومعنى أن تكون وحيدًا
خائفًا
تطعم حكاية لغرباء
قد يسروا عنك لحظتك الأخيرة
أو يظنوك مهيبًا
رجل خبر الحكمة وتطلع...
لا تشترك في هذه الجولة
اقرَع الجَرَس
وأنت خارج...
هذا ليس خَلاَصك
ولا صراطًا
مدته البلدية لتمر بخيباتك.
نظرتك إلى الوراء
قيد يحاصرك
ويداك تكنسان العيون عن جسدك
تلملمان وجعك،
ورقتك الرابحة
وعذريتك التي أذبتها قطرة دماء.
هذا أنت
في اليوم الخطأ
ومدينة تلتهمك حيًا، ميتًا
ومضطجعًا في حضن كلبتكَ.
هذا...
وأنا على وشك الوقوع في حبك
جربت قسمة ظلي على اثنين
ألزمت قلبي
يراقبك جيدًا
ربطته في شجرة تطل على شباكك
افتعلت مشاجرة طويلة مع حارس بنايتك
كي يبعد عنه كلبًا
ينهش في جريدته المثقوبة
وعصابته العوراء
وأنا على وشك الوقوع في حبك
رميت طوق سيارة إلى غيمة
تغرق في السماء
وتبكي فوق رأسي لأنقذها
نسيت أن...
تقول الهندية لزوجها الميت:
ليتني قطعة حطب
تلحس باشتعالها أعضاءك إلى الأبد.
يصرخ الجوعى
في النسور فوق التبت:
يا مَن تلقن الجوارح قراءة رفاتنا،
أخذنا الموت إلى السماء؛
صارت لنا أجنحة
وبيض صغارنا حشو الجبال.
تغرس شوكة زهرتها الذابلة،
ترتجف حين لا تجد لها معنى؛
حتى قبلات الحياة في الخريف مؤلمة...
أَعْرِفُ الحياة،
بجمالها وهشاشتها؛
وردة في زَهْرِيَّة
تتنكر لسجنها
ويفزعها صوت المقص البعيد.
رحيقها هو اللدغة
التي توقظها في الذاكرة
وفي طيات الكتب،
على رأس المقابر والمواكب
وفي صدر العوانس والأميرات...
أعرف الحواس كذلك؛
الشوك النفيس
الذي عَبَرَ بالورود من الموت.
١
بيد مبتورة
رسم أبي لبذوره...
منذ البداية، منذ الخطوة الأولى، ومع العنوان اللافت «سمكة زينة في صحن الخلود»، للشاعرة المصرية رضا أحمد، والذي يليق تماماً بديوان شعر، أو عنوان لقصيدة نثر تحديداً، يتوقع القارئ الحصيف مأدبة شعرية، تخرجه من الواقع المعقد لبعض الوقت. وتجعله منشغلاً بمطالعة نصوص تراوغ هذا العالم، نأياً، أو قرباً، أو...
لون واحد للسّور
حديث كامل مع البيت ملفوف بالظّلام؛
تحلم الكلاب بشراء لغة ضدّ الخوف
باب يسقط من الضّحك
وفكرة جيّدة عن عائلة
لا تنتهي خدمتها بعضّة
أو برصاصة ونباح شارد،
تحلم الكلاب بنصب تذكاري
وشهادة خبرة وتوصية بالضرورة.
....
من ديوان "سمكة زينة في صحن الخلود"
وأنا على وشك الوقوع في حبك
جربت قسمة ظلي على اثنين،
ألزمت قلبي
يراقبك جيدًا؛
ربطته في شجرة تطل على شباكك،
افتعلت مشاجرة طويلة مع حارس بنايتك
كي يبعد عنه كلبًا
ينهش في جريدته المثقوبة
وعصابته العوراء.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
رميت طوق سيارة إلى غيمة،
تغرق في السماء،
وتبكي فوق رأسي لأنقذها،
نسيت...
لا المسافة تؤنسك
ولا السير وحيدًا بغصن زيتون،
كسفينة تغرق
في الجيب الخلفي للعالم.
لا الزمن يشفيك
ولا القفز بين بلدتين
بعود ثقاب
يخلصك من تاريخك الماضي.
فلتبق هذه الابتسامة
في وضعها المتردد
على الشفاه.
الحزن يتعقبك
مثل قاتل متمرس في مقهى
يلف جسده بالغموض
وعينيه بدخان السجائر
وظلال المارة.
بأقل...
لا المسافة تؤنسك
ولا السير وحيدًا بغصن زيتون،
كسفينة تغرق
في الجيب الخلفي للعالم.
لا الزمن يشفيك
ولا القفز بين بلدتين
بعود ثقاب
يخلصك من تاريخك الماضي.
فلتبق هذه الابتسامة
في وضعها المتردد
على الشفاه.
الحزن يتعقبك
مثل قاتل متمرس في مقهى
يلف جسده بالغموض
وعينيه بدخان السجائر
وظلال المارة.
بأقل...
لست وحيدًا الآن
أنتَ فقط تجرب لعبة "الاستغماية"؛
لا مزيد من البكاء
لا مزيد من الخوف
ظلك يخفي عينيكَ ويقوم بالعد
١٠، ٢٠، ٣٠، ...
والجميع يضعون أصابعهم في آذانهم.
يقتضي النسيان
أن تتسكع باستقامة في تجاويف قلبكَ
وبطول فخ مرنته على التقاط رائحتكَ
والإمساك بكَ؛
تراقب مخالبكَ تنبش في دمائكَ
وتلاحق...