محمد أبوعيد - طاغية

هناك الذي هو هنا

في طاحونة الأرق

حيث غياب ملهم الماء عن الصحراء

وانطفاء الشموع في ليل السكارى


هنالك سألني الصمت ؟

عن آثار حرق تركها الأمس

فوق وسادتي الساهرة في وجع الشرود

أخذته في حديث آخر خارج حدود المطر

لئلا يكشف أغصان الحمام


آه لو كنت معي في الحلم الذي حضر

طير يشرب الحميم من عين الندى !

بينما هديله القصير في حقل الضفاف

يقف على أظافره يشب بجناح مجروح

قطف القبلات من لقاء غزير العناق


آه لو رأيت اشتعالات البخور

لم يركب أراجيح الكلام

عاد وسألني عن آثار الحرق

قلت عذراً نسيت أن أعرفك بضعفي

نابض صبيب عشق ابن وجد شريق شمع

أسكن في حلم عصي فوق خيال الظل

نبضي يطل على نسمة نارية مائية أحيانا


"طاغية"

ذات بطش وعصف ......

بنظرة واحدة أحرقت النار

ثم أغرقت البحر في عينيها

واطبقت عليه الجفنين !!


أخيرا تأرجح الصمت معي

استمع لحديثي واستمتع

جن من خمر الأوصاف

قال زدني علماً علني أصمت

أو هب لي من لدنك

حبة حب في ورقة شعر كي أرحل

قلت من أجلها اشتغلت عند النجوم عداد ؟!

أخشى إن سألتني يوما كم عددها

فياويلي إذا قلت لا أدري


لذلك أنام بعين واحدة

وأترك الأخرى فوق سطوح القلب

تنشر أصابعي على ضوء القمر

هكذا أيها الصمت الصديق

أستطيع الوقوف على السحاب

أجمع أعداد النجوم في رعشة عين



سألته عن أي شيء كنت تسألني

قال لست أدري !

لا تأخذ بنسياني إني كظيم

سلاماً سلاماً وعلي السلام

خذ في ضفاف الطاعة مسراك

واتبع خطى الطاغية في تلك الصواعق


لا تدفن الماء في الوسادة

دع الجرح ينبت في الشموع

تقطف الشهد من غصن المرار

ستأكل وتعصر وتتمدد في صبابة كأس

خمرها سال من وهج العروق

هكذا تقبض شفاهك على الزهرتين

في عقر التهليل والابتهال .....


محمد أبوعيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى