عبد الواحد السويح - لستُ سعيدًا ولستُ حزينًا

لستُ سعيدًا ولستُ حزينًا
لا أفكّر كثيرًا بالأكل أو الشّرب أو المضاجعة
لا أهتمّ مطلقًا بنظافة جسدي أو ملابسي ولا أعتني بحلق شعري
لا أكترث بطريقة الأداء في عملي
لم أعد أشغل نفسي لا بالدّين ولا بالسّياسة ولا بالشّعر
قريبًا ربّما أنسى بلدي
وأنسى الشّارع الّذي أقطنه والعطّار الّذي أبتاع منه حاجاتي.
قد أعجز مثلاً عن العودة إلى بيتي
وقد لا أتعرّف على هذا الّذي يهرول نحوي بكلّ ثقة
وقد أتعجّب من أحد قد يناديني بابا أو يا أستاذ
لست معنيًّا كثيرًا بمن هم حولي
لست معنيًّا بهذا العالم كلّه
لست معنيًّا حتّى بهذا الجسد الذي هو جسدي
بدأت أضجر من لساني الّذي يردّ غالبا على تلك التّحيّات البائسة
وأضجر من عينيّ اللّتين تخشيان أحيانًا مرور سيّارة مجنونة
ومن قدميّ الرّوتينيّتين
من قضيبي البوّال
ماذا لو كنت فراشة؟
لن يستغرق أمري سوى أيّام (لست بارعاً في العلوم الطّبيعيّة، كنت تلميذًا عدوًّا للحفظ لذلك بإمكانكم إصلاح أيّام بيوم أو يومين. حقًّا لا أعرف كم تعيش الفراشة) جميلة
ماذا لو كنت كلبا؟ قد أفعلها يوما وأنقضّ على تلك العجوز التي تمشي بحذر مبالغ خشية الدّهس وأريحها من غباء خوفها من الموت
ماذا لو كنت مومسا؟ سأقطع قضبان جميع الرّجال الّذين يخونون نساءهم خلسة.
ولكنّي مَعُوق فقدت (لا أعرف بالتّحديد متى) نفسي وذاكرتي وإلهي واسمي
لا تتوهّموا أنّني أعيش مأساة فهذه الكلمة كفرت بها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى