سميرة بن عيسى

وحْدِي أربِّي على رمْلِ الأسى وَطَنا تُسَاكنُ الرّيحُ في أنفاسهِ دِمَنا تفُضُّ كلّ مجاهيلِ الغيابِ إذا طيْرُ المواويلِ عادتْ ترتَجِي وَكَنا تمرُّ فوق اسمرار الغيم أبخرةً بأجْنُحِ الحُلْمِ إذْ تستَأْثِرُ الفَنَنا أنا الغريبةُ في أرضٍ أقاسِمُها (إِمْزادَ داسينَ) يُفضي وجْدَهُ هُتُنا أَسترهفُ...
بتعريجِ نهرٍ صغيرٍ على نَمَشٍ فوضويٍّ يُغمِّسُ هذا المساءُ زوارق أسلافه العائدين بقلبي، وقتلى كثيرين منْ رحلة للحلُمْ. هو الحبُّ يُلقي حبال النّجاةِ لشعبٍ غريقٍ على الحدَقَاتِ فيطفو على الموجِ مِلحيَ هلْ قلتُ قبل انقشاعِ دخان سجائرك المستفزّة جدّا: (أحبّك) وهلْ قلتُ منذُ اخضرار السّنابل...
تتثاءبُ المساءات الغزليّة المتدليّة كجذعٍ غضٍّ على نهدين، لتغطَّ في حبّ عميق. الدلال المُرتجف كنسمة ليلية يناسب أحضان الضّوء القابع في قعْرِ اللّيل. فقط بين نهدين.. يمكن للقصيدة أن تتقاطر عبر مسارب عروق الحليب الدافئ، كغيمٍ أليفٍ تربِّيه الطّبيعة في أقفاصِ النّساء العاشقات دون قضبانٍ...
ما زاغَتِ العينُ..، قُلْ: قدْ كنْتُ منْ عَبَرا لمُنْتهَى الشِّعرِ بيْنَ البُرْدتينِ سُرى على كُوًى في أعالي الغيبِ أومأَ لي ضوءٌ توحّدَ بالإحساسِ وانْتَشَرا كأنَّه في طَوايا اللّيل نهر رؤًى منَ الغُيوبِ إذا ما اسَّاقَطتْ كِسَرا طفَقْتُ بالحيرةِ الأولى أسائِلهُ وأوغلُ الرّوح في وَدْقٍ له...
(1) تحبُّ النّساء المرايا فهنَّ الصّديقاتُ دوما لدمعاتهنْ لا يَبحن بأسرارهنّ كما تفعل الأخرياتُ لذلك هنّ الوفياتُ دوما وهنّ رفيقاتُ عزلتِهنْ يُربين أحلامهنّ كنهدٍ صغيرٍ على حافّة الجُرح فوق الزّجاج النّقيِّ فمذ صار صوت النّحاس يروِّع نوم الصّغار بصدر «أنانا» لَدانَةُ أجسادهنّ توتّرهنَّ وتجرحنّ...
أدنو فَتُشْعلُ مِنْ إحساسِها قَبَسا.. كأنّها الضّوءُ فضّتْ ذاتُه الغَلَسا وكان عقلي فَراشَ التّيهِ في لغةٍ وقد تجلَّى سراجُ الضّادِ وانعَكَسا مثلُ اخضرارِ هدوءٍ إذْ تأوَّبَني طيفُ الهويّة.. في أقصى الكِيانِ رَسَا كأوّلِ الشّمسِ تُفشي السّرَّ في جسدي حتّى تُلامسَ في مَرْجِ الرُّؤى النّفَسا أدورُ...
لا فكرة في البدءِ ساروا في العماءْ.. هل أدرك الإنسانُ أسرار البقاءْ؟ سقطوا.. تقاسمهم شياطين الغوايةمنذ ضلُّوا.. أكْلَ تفّاح السّماءْ هم هكذا ظلّوا وظلّتْ منذ أحلامٍ تنانيرُ الحقيقة تُنضجُ الأزمانَ من نارِ الشّقاءْ في دورةِ الأشياء ربُّوا شكّهُم للآن لم يكبرْ ليصبح ما يشاءْ بسطاء كانوا كالعصافيرِ...
منْ بينِ فُرْجاتِ الضّياءِ يلوحُ لي نَزِقًا بأعناقِ السّراخِسِ ماءْ سَتَذُرُّ ساحرةٌ عليهِ رمادَهَا ليقُدَّ من ولهِ الخريرِ غِناءْ قمرا نُحاسيّا يُعَتَّقُ خمرةً ليراقَ في كأسِ الغديرِ ضِياءْ يترنَّحُ البرْدَانُ مثل سنابلٍ صفراءَ تعْصِبُ بالحقولِ سَماءْ والرّيحُ بنتُ ممالكِ الغيْماتِ لا فستان...
أبي الآن وجهه كالأنهار يبتدئُ سهوا يمرُّ وفي أعقابه الظّمأُ أبي يجيء نجوما في تألّقه ويمنح اللّيل روحا كلّما انطفأوا قد كان يشعلُ في الأشياء دهشتها وهدهد الضّوء منذ اختاره النّبأُ ومذ نبتُّ نشيدا من مدامعه السّمراء سالت مجازا هادئا سبأُ أرصُّ نبضيَ كالأحجار في يده فيبتني الدفءُ بيتا ليس ينْكفئُ...
ظهرت مؤخرا فكرة النفور من كلمة أنثى واستعمالاتها في الشعر خاصة لوصف المرأة كاملة الأنوثة الخصبة التي تحبل وتلد كما جاء شرحها في المعجم الوسيط..، هذا النفور طبعا من بعض النساء لا أعرف سببه حتى أنه انتقل لبعض الرجال احتراما منهم لتوتر النساء المثقفات من هذه الصفة التي أحبها كثيرا وأتصالح معها بشكل...
أنا أتَوارى .. سأنفُذُ من ثُقبِ هذا الهباءْ لأكنسَ كلّ بقايا المقابرِ في هوَّةِ الكونِ أصطادُ حلما جديدا "كرامبو" أفكُّ مجاهيلَ هذا الفضاءْ وأُبعَثُ عبر "رسائِل راءٍ " أنا الآخرونَ.. أرَى ما تراهُ الشَّبابيكُ تحتَ الضّياءِ فكن ما تشاءْ ومن خللٍ في المشاعرِ أُغوي النُّحاسَ المقطَّر...
منْ بينِ فُرْجاتِ الضّياءِ يلوحُ لي نَزِقًا بأعناقِ السّراخِسِ ماءْ سَتَذُرُّ ساحرةٌ عليهِ رمادَهَا ليقُدَّ من ولهِ الخريرِ غِناءْ قمرا نُحاسيّا يُعَتَّقُ خمرةً ليراقَ في كأسِ الغديرِ ضِياءْ يترنَّحُ البرْدَانُ مثل سنابلٍ صفراءَ تعْصِبُ بالحقولِ سَماءْ والرّيحُ بنتُ ممالكِ الغيْماتِ...
مَتَى سوْفَ توقِفُ قَرْعَ الطُّبولِ برأْسِي ؟ لنُمهِلَ أفكارنَا رقصةً تحْتَ هذا المطَرْ قريبًا سينضُجُ خلفَ الشَّبابيكِ تُوتُ المدينَةِ لكنَّنِي لنْ أغَيِّرَ عاداتِ هذا المساء ولن أرتَدي معطفا قاتمًا ، أو أفتِّشَ في درَجِ الرِّيحِ عن شَغفٍ لقصيدةِ حُبٍّ فقطْ سوْفَ أهْوي كندفةِ ثلجٍ...
عندما تركضُ الرّيحُ محفوفةً شجرَا.. ينبتُ الوردُ في بيتنا شامةً.. شامةً.. مطرَا حين أغفو على نمشِ الذّكرياتِ بصدرِ الرُّخامِ أرَى مقعدي الخشبيّ الذي انتظرَا صوت أمّي بعشبِ الفناءِ.. عصافيرَ ضحكتها تنقرُ الحُبَّ فوق الغماماتِ في حيّنا قمحةً..قمحةً.. بيدرَا عن بلادٍ تشرّدُ عشّاقها عن...
أحطُّ كعصفورةٍ فوق كفّي وأعبرُ هذا المدى من شقوقِ الفراغِ ، تُؤَوِّلني سمرةُ الرّمل ريحا.. فيوغل في شجرِ الصَّاعدينَ المَتاهْ.. أقشِّرُ صمتي أدورُ كتفّاحةٍ تحتَ سكِّين كلِّ احتمالٍ أحاولُ قطعي لنصفينِ أهذي.. أنا الآنَ شرخٌ بفكرةْ ! تجاعيدُ يتمٍ بجلد الطبيعة أَعْلَقُ مثلَ الطّحالبِ في أسقفٍ...

هذا الملف

نصوص
22
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى