سميرة بن عيسى - قبْل أن يسقطَ اللّوز وبعد..

بتعريجِ نهرٍ صغيرٍ
على نَمَشٍ فوضويٍّ
يُغمِّسُ هذا المساءُ زوارق أسلافه
العائدين بقلبي، وقتلى كثيرين
منْ رحلة للحلُمْ.
هو الحبُّ
يُلقي حبال النّجاةِ
لشعبٍ غريقٍ على الحدَقَاتِ
فيطفو على الموجِ مِلحيَ
هلْ قلتُ قبل انقشاعِ دخان
سجائرك المستفزّة جدّا:
(أحبّك)
وهلْ قلتُ
منذُ اخضرار السّنابل
فوق حقول القمرْ:
منذ هذا الغموض المثير
بعينين واثقتين كثيرا
ومتعبتين كثيرا:
يُعفّر صوتك أمزجة اللّيل،
يعلو غبار النّجوم
ينثّ بريق الذكورة في رحم الحلْمِ
بعض رذاذ المطرْ
سأحبلُ بالضّوء،
تركضُ قطعان عطر شهيٍّ
لترسم فوق الهواء الخفيف :
( أحبّك)
وهلْ قلتُ:
إنّي بعشبِ الهدوء الرجوليِّ
أعلى القميص المراوغِ
أفتحُ للريح أزرار غابات صبْح
لأكتبَ فوق جدار الحروب
الكثيرة بيني وبينك
في خانةِ النّبض
أعلى اليسار قليلا مسافة
قبلة شوقٍ:
( أحبّك)
لأنّكَ أنتَ..،
على رُكبة الفجر
تجلسُ صاخبة أغنيات الهدير
سماء تشعّ بزفرة ماءٍ
وبلوْر نافذة منْتشٍ ببريق
الأحاديث في الحبّ
حين انهمرْ..
لستُ أذكر أسماء كل
النّجوم بعينيك
والظلّ تحت الشّجرْ
ولكنّني امرأة لا تملّ التّفاصيل،
أذكر كلّ انفعال وكلّ غياب
هدوءك، صمتك، لكنتك العسليّةِ
شَعر ذراعيك، جرح الألوهةِ
يخلق أحماض عالمك النبويِّ
روايات (باموق)
رقصة (زوربا)
مجاز كثيف بخصلة شيب بصدغك
تشرب منه حمائم قلبي
تطير..،
فأغدو حفيفا
على كتف الرّيح
أغدو ظِلالا لأوراق لوزٍ
وأسقطُ بين يديك..
كنغمةِ( سوناتَةٍ تحت
ضوء القمر)
لأنّي
كثيرا
(أحبّك)...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى