سميرة بن عيسى - بدائيّة..

لا فكرة في البدءِ ساروا في العماءْ..
هل أدرك الإنسانُ أسرار البقاءْ؟
سقطوا.. تقاسمهم شياطين الغوايةمنذ ضلُّوا.. أكْلَ تفّاح السّماءْ
هم هكذا ظلّوا وظلّتْ منذ أحلامٍ
تنانيرُ الحقيقة تُنضجُ الأزمانَ من نارِ الشّقاءْ
في دورةِ الأشياء ربُّوا شكّهُم
للآن لم يكبرْ ليصبح ما يشاءْ
بسطاء كانوا كالعصافيرِ التي حطّتْ كأوشحةٍ على كتِف الفضاءْ
هم أنقياء كبِرْكةٍ زرقاء لم يطمَثْ صفاءخيالها بعد الجفاءْ
لم ترتبكْ قيظا ولم تدرك بشاعة أن يجافيها الرّواءْ
اللّيل ينفشُ ريشه المبتلّ من صلواتهم
رفّا بأجنحةِ المساءْ
زرعوا الرّياح وقطّفوا ثمراتها
وتفيّأوا الظّلّ الذي حرَثَ الهواءْ
للماء دهشتهم وللنّار التي يتأوّلونَ جراحها نزف الضّياءْ
لا صوت يُنذِرُ غابة الأفكار حتّى
تُفقصَ الأعشاشُ وحي الأنبياءْ
خلْفَ المراعي بالسّماء كواكبٌ تعدو وُعولاً
بين أحراشِ الفضاءْ
تتقافزُ الغيمات مثل أرانبٍ بريّةٍ
أشكالها توحي كثيرا بانزياحاتِ الصّفاء
الحبّ بَذْرُ الغيب يَنبتُ تارة ربًّا
ويَنبتُ تارة أخرى على ضلْعٍ ذكوريٍّ نساءْ
كانتْ وراء العالمِ الشجريِّ أنثى
في النهايات البعيدة عندما يمحو الضباب الأفْقَ تورقُ بانتشاءْ
الشّمس قطّتها المدلّلة التي
تتحسّس الجلدَ البدائيَّ المضاءْ
ولها الفراديس التي فَتَحتْ مغاليق الحياةِ تقيمُ قدّاس الفناءْ
في قلبِ آدم جنّة مفقودة قد أُزلفتْ، والسّرّ أن نلج الشّقاءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى