عبد الواحد السويّح - إصْحَاحُ النّار

مَاتَ المَساءُ وتوشَّحَ الغُرابُ بكِ بيَّ وتركَ النّبيُّ رسالةً قالَ إنَّ النّخلةَ سليلةُ وهجٍ جُنَّ مرّتيْنِ تالنّهرِ لولا الوهجُ لَمَا انحلَّ الثّلجُ وساحَ يهيمُ خلفَهَا وخلْفي أيْني حينَ صرختْ بي وانفجرتِ الصّيحاتُ تحرقُ ما يُرى كانت تنبىءُ بالدّهشةِ قبلَ حين (1) وأثمرتِ السّماءُ تفّاحتينِ واحدة لها والأخرى لي وللمساءِ دعوةُ شيخٍ وأدَ ابنتَهُ وعادَ ضاحكا كالعارِ كاندلاعِ النّارِ في كَبدِ الرّيحِ حينَ تهيمُ بخيْلٍ يَسابِقُها وبها يهيم (2) أينَها من صلاةٍ مسكونةٍ بذات القبسيْنِ إذا خمدَ أحدهما أشعلهُ الآخرُ وسخِرا من كثافةِ النّومِ المُعلّقِ على كلِّ ما ارتفعَ مِن المدينةِ يا لَسِحر مَن لا يرتوي منّي ومنها ذا ماؤنا سيولٌ صاخدةٌ تُلاحقُ ما آمنوا به مِن سكونٍ أرْسلَهُ اللّهُ مع خاتم الشّياطين (3) قال إنّ النّخلةَ مسَخَها اللّهُ ذاتَ يومٍ رجيم (4) تبّتْ حينَ ساعدتُها وأضافتْ لكما الثّالثَ اللّعين (5) قلنا والنّهر؟ قال ما هو إلاّ وليٌّ حكيم (6) كان من أتباعي زيّينتُ له الجسدَ وجعلتُ بيْنهُ وبيْنَ الثّلجِ والصّحراءِ غِشاوةً من حقدٍ دفين (7) لقد أحكمتُ وصايةَ ربّي إنّي إلى النّارِ لَفي شوقٍ عظيم (
😎
كنتمْ معي فيها وفيها يكُونُ المستقرُّ الأخير (9) وتعالى أنينُ الدّجى من كلِّ صوبٍ وشُوهدتِ الأصابعُ تتّجهُ إلى عينينٍ أخيرتينِ انبعثَ منهما شعاعٌ كئيب (10) يا أيّتُها الشّموعُ هاجِري إلى الضّفةِ الأخرى ستلقينَ قصائدي معلّقةً تتقاطرُ منها النّارُ تمارس الحُبَّ مع الرّيح وتتلاعبُ بالشّهوةِ أمامَ مَن فرَّ مِن هذا المكان الدّفين (11) عِديني بِعيدٍ نُعاودُ فيه الصّراخَ ثمَّ نشوي جماجمَ العارِ الحيّةَ ونُطعمُ بعضَها للثّالثِ والبعضَ الآخرَ لخاتم الشّياطين (12) سبحانَ ما بينَنا إذْ عمّدناه مِن طيفِ الحيِّ القيوم (13) وسلامٌ على العاشقينَ والحمدُ للجسدِ نبيّ فينا لا يزول أبدَ الآبدين (14)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى