يعقوب عبدالعزيز

للنجوم التي زيّنت شعرك الكستنائي وهي تفوّت احتفال الكواكب كيف أغراها سقفك ودرب التبّانة لا يحتمل الرّاعي وعصاه مضيئة هي سقوف الأنبياء بأي قلبٍ عقروا ناقتك ياصالح عندما فاتك قطار الرّبيع كنتِ كصبّارة منسيّة في صحن الحديقة كنتِ تغنّين ولم تعلّمينا إلى اليوم سرّ الرّقص بكل هذه السلالم التي اختزنتها...
هذا الحزن الذي يرعى في بريّة القلب كقطيع من الخِراف الذي يعوي في الوادي البعيد ودروب القوافل حزن حبّة الشباب في خد مراهقة مخذولة ذاك الذي في جناحيّ حسون وهو يحتطب الغناء لعشٍّ مجهول ذاك المحمول على قارب مثل ريشة طائر نادرة حزن المرفأ يا صديقي الذي يودّع سُفنًا تأكلها العاصفة أين يبكي والشّواطئ...
مرة وأنتِ تزيلين اللحظات التّعيسة من ممر أيامي كنا قيد إشاعة.. مرة وأنا فزّاعة لم أبرح الجُّرح حتي عندما تفتق فيّ النعيق وذاك جُرح ثانٍ عام جديد والجراح لا تهدأ وانا أمشي في نارك بشهوة المجوس علميني الإلتجام في الفواصل الأخيرة حين تنهمر أيام الله من خزّان العًد والحياة كلها بطعم الفرح مفضوح...
أمسح من رأسي ضجيج الباعة بلحظة انحناءة حالمة أنقّيه من الشتائم والغبار والبرتقال يتساقط عندي في في ركح المساء أشرب على مهل قهوة اللامبالاة أفرك أصابعي وأشمها كقط يتحسّس بيته الكارتوني الجديد والطّنين في أذني لا يقوى على الصلاة تتملئ غرفتي بالدّهاق يثور السرير وينتصب على قائمتيه الاثنتين...
تلك الروح الغائرة بالجفاف تزحف بتعبها المزمن مثل حصانٍ جريح يبكي على خشب الأسطبل الأخشاب تحترف المواساة أيضًا والروح المصابة بالتعفن في جروحها الغير مضمّدة تنتظر الخرقات القذِرة حين يمرّ قطار المناديل وتوخذها الجِراح وحينها ستشعر بالتسمم حتى وإن عالجت الدمالة اشتري لنا من حصّالتك سيدتي ضمّاد...
كل هذه السياط في ظهري هي ذاكرة للعدّ وتلك الطلقات شهوداً على التجاويف وكل تلك الثقوب في صدري صدري الموبوء بالاحمرار كبطّيخة متعفّنة صدري الذي نجا من كتلة دخّان أمنته مرّة للإسكافي ليخيط له جلداً سميكًا يتحمّل أظافر أنثى تتنزّه في طور الرّعشة لا يثق في طعنة أخرى حافظي عليه من سهامك لا تعبئي...
على عجالة من أمرك تتسللين من النّافذة أو من صدع الجدار تحطّين على السطح كيمامة وتدخلين بخفّة الهواء حيم تنام الملائة اليمامة التي تبصر قلق القمح المنثور لم يسعفها الوقت لترتّب هديلها هشٌ هذا الجسد لا يحتمل الموسيقا الموجعة موعود هو بنوتةٍ وهميّة وبمقطوعات يعزفنها عاشقات لأحبّة غابوا بعيداً حتى...
في ورشة العمل أمزّق لحاء أمّي الشّجرة وأرتعد من البرد بخشونّة اللّحاء ينقرشني السّهو والشّرود أمام الجسور ونيلها الخجول أمام الطّرقات التي تعتمر الايمان في في مدن الله الباردة المدن التي قايضتني مثل سلعة كاسدة لعشّاقها الجُدد ورمتني في أتون الفوضى في ورشة العمل الجنود يومؤون بسياطهم وخلفهم...
قبل اختراع الفضيّة كانت الأسرار تتكئ على الدخان والبيوت لم تشتكي الذكام يومًا كانت الحوجة بيّنة مثل حدبة في الظّهر وفانوصة اللاّزورد تغنّي لنهارها كان الغجر ينفخون في نحاسهم كلّما نزل اللّيل مرقاة وأنت تضيئين شطآنك وحيدة وحين نزلتِ إلى أرضهم لم يألفوا خدّيك كان النّعنع جارهم الوفيّ لذا قلّموك...
أفكر بك كثيراً بعدد المرات التي انحبس فيها الدّم في رحمي وكرهتُ الولادة أفكر فيك بحبّ المرأة التي فقّست بيض الوجود على عينيك ورمت القشور في طريق قلبي كان يمكن أن أكون فراشة لاستطيع الطّيران فوقها وبعد كلّ هذه الحروب علّمني كيف أتخفّى كجاسوسة كيف انشغل بربط حذائي عندما تكتب قصيدة لحبيبةٍ ما...
غداً ستأتي المراة التي تضمّد جراحك بملح ضحكتها ستأتي المرأة التي تشرب من وجهك ملوحة الطّريق وتمنحك البوصلة ستأتي المرأة التي تنزّه أصابعك في بستان خصرها لتقتل غيرة البُن غداً ستأتي تلك المرأة التي تمسح غبار وجهك بالجريدة كأنه آخر مرايات الدّنيا ستأتي المرأة التي تنعي علي صدرك جميع الرجال...
أحزمي سواد الأيّام ادلقي بمهل الاحزان الأليفة علي علي أريكة الجسَد الموعود بغيمة واطلقي العنان للفراشات الحُرّة. نخب المساحات المعلّقة في عنق وقتٍ آتي أقتفي أثرها واصطاديها مثل ُ نجيمة ازرعيها بما تبقّي من بقجة المواعيد واجّلي قدوم سفرك حتّي تلتحف اللّحظة الكريلك. مزّقي جلباب الأرق بعطرك...
علي حياتك القصيرة كعمر شرنقة سطّرتُ فرحي ، وعُقدي وحُلمي بالإرتواء سطرتُ خوفي من النساء الشّرسات وعدتُ إلي نقطة البداية عدتُ إلي أحاديث أصابعك والليل الذي يحشد جيوشه عند الوسادة وخنادقه بين أسنان مشطك عدتُ إلي حديثك الفطِن وبلاهة أخطائي التي لا تُمحي علي بابك أمّنتُ قلبي للحرّاس وصعدت إليك نقيًا...
يلوم البلاد العصفور الذي يقلّم قلبه في غرفة الشّعراء البلاد التي لا تشعر بالتّخمة تقضم يوميًا أعمار أبنائها بذريعة البقاء هكذا كتب الصّبي علي صدره بمحبرة القهر مسكينة تلك الغابات التي أنفقت زنابقها بدون مناسبة للطّبيعة فباتت ترتجي قطار الرّبيع المحمّل بالنواح المرّ والعصفور "يُبرق " صباحه...
ستذوب مرّة من هذا الحزن تقول لي وهي تحاول صبّ خيوط الشّمس في تفّاحتي لتنضج سريعًا نمشي للضّفة الأخري وبيديها المشرئبة باللّحن والدّماء تؤشّر لسفن البرجواز بشفتيها المالحتين تُغرقنا في الطّحالب وبقدميها المسطحتين كزوارق وهميّة تنزل آخر مرقاة وترافقني حتّي لا تنزلق الأغنية من قلبي خذ حبيبي لقد...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى