يعقوب عبدالعزيز

ستذوب مرّة من هذا الحزن تقول لي وهي تحاول صبّ خيوط الشّمس في تفّاحتي لتنضج سريعًا نمشي للضّفة الأخري وبيديها المشرئبة باللّحن والدّماء تؤشّر لسفن البرجواز بشفتيها المالحتين تُغرقنا في الطّحالب وبقدميها المسطحتين كزوارق وهميّة تنزل آخر مرقاة وترافقني حتّي لا تنزلق الأغنية من قلبي خذ حبيبي لقد...
وأنتِ تطرّزين يـاقة الحياة بأسماء الموتي وتخيطن حزن البلاد الكبير بـأرواح الشهداء الذين لقوا حتفهم وهم في بواكير التفرهد. وأنت ِ تستريحين في نهاية العُـمر الآهل بالمتاعب والخفقات النّضرة وأنت ِ تمسحين قدميك من أتربة المشاوير العكسيّة التي تتغذّي علي تعب جسدك وأنتِ تتحضّرين لميلاد النّهر...
مرة وأنتِ تزيلين اللحظات التّعيسة من ممر أيامي كنا قيد إشاعة.. مرة وأنا فزّاعة لم أبرح الجُّرح حتي عندما تفتق فيّ النعيق وذاك جُرح ثانٍ عام جديد والجراح لا تهدأ وانا أمشي في نارك بشهوة المجوس علميني الإلتجام في الفواصل الأخيرة حين تنهمر أيام الله من خزّان العًد والحياة كلها بطعم الفرح مفضوح...
في البستان أهدهد عمر الحياة القلٍق وأمضغ علكة الصبر أعدّ عمري في السلال وكلما تسلقتني شرنقة قطعتُ إصبعًا.. أخاف فيّ النّمش الذي يرسم رجولته علي ظهري ويلوّنها كأطياف حبيباتٍ خائنات الحبيبات اللواتي مشّطن دموعهنّ معنا وبكين علي أكتاف آخرين لم ينصٍتن مرّة لحزن الفنجان الفنجان الذي يسحب كلماته...
حدثيني كيف نمتِ يومها وأنت متقيحة بالطفولة البِكر عندما عقفوا ضفيرتيك كيف كنتِ تقفزين علي الإسفنج مثل سنجاب وتقعقع فيك البلابل حدثيني عن كفّيك الصغيريتن حين يفئان إلي دفء صدرك وأنت منطوية مثل قطة مصابة بضربة برد صدرك القنبلة الموقوتة كيف وضعوها في ملعب الأطفال حدثيني عن كيس الرّمل كيف تتوسدينه...
عينان بلون السماء، جبهة مستديرة وعالية قليلاً ، حاجبين قديمين بشكل هلالي بالغ العقوف. لونهما مائل للرماد قليلاً. شفتين بلون الكُرز تميلان للإحمرار القاني لم تتذوّقان طعم أحمر الشفاه طويلاً وربما جافّين بسبب حرارة أفريقيا ، أسنان مرصوفة مثل حبّات الأرز وجه أشقر وأنف رقيق بإنحناءة خفيفة. "Hi am...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى