على عجالة من أمرك تتسللين من النّافذة
أو من صدع الجدار
تحطّين على السطح كيمامة
وتدخلين بخفّة الهواء
حيم تنام الملائة
اليمامة التي تبصر قلق القمح المنثور
لم يسعفها الوقت لترتّب هديلها
هشٌ هذا الجسد لا يحتمل الموسيقا الموجعة
موعود هو بنوتةٍ وهميّة
وبمقطوعات يعزفنها عاشقات
لأحبّة غابوا بعيداً
حتى...
في ورشة العمل أمزّق لحاء أمّي الشّجرة وأرتعد
من البرد
بخشونّة اللّحاء ينقرشني السّهو والشّرود
أمام الجسور ونيلها الخجول
أمام الطّرقات التي تعتمر الايمان في
في مدن الله الباردة
المدن التي قايضتني مثل سلعة كاسدة
لعشّاقها الجُدد ورمتني
في أتون الفوضى
في ورشة العمل الجنود يومؤون بسياطهم
وخلفهم...
قبل اختراع الفضيّة كانت الأسرار تتكئ على الدخان
والبيوت لم تشتكي
الذكام يومًا
كانت الحوجة بيّنة مثل حدبة في الظّهر
وفانوصة اللاّزورد تغنّي
لنهارها
كان الغجر ينفخون في نحاسهم كلّما نزل
اللّيل مرقاة
وأنت تضيئين شطآنك
وحيدة
وحين نزلتِ إلى أرضهم لم يألفوا خدّيك
كان النّعنع جارهم الوفيّ لذا قلّموك...
اريدُ ان انجو منّي بطريقةٍ ما...
اريد ان اقفُ بعيداً لارسم النّهر الطويل وعلى شطّه
تفاصيل طفولتي
اريدُ ان ارجع الى الوراء دون ان انزلق كعُملة معدنية
صغيرة بين سكة القطار.
اريد ان ارجع الى الوراء فقط لاجري واضحك وامسك
ثوب امّي .
اريد ان ارجع طفلاً ادق باب جار عمّنا"عبدو" واركض
خلف القطط التي...
أفكر بك
كثيراً بعدد المرات التي انحبس فيها الدّم
في رحمي
وكرهتُ الولادة
أفكر فيك بحبّ المرأة التي
فقّست بيض الوجود على عينيك
ورمت القشور في طريق قلبي
كان يمكن أن أكون فراشة
لاستطيع الطّيران
فوقها
وبعد كلّ هذه الحروب
علّمني كيف أتخفّى كجاسوسة
كيف انشغل بربط حذائي
عندما تكتب قصيدة لحبيبةٍ ما...
غداً ستأتي المراة التي تضمّد جراحك
بملح ضحكتها
ستأتي المرأة التي تشرب من وجهك
ملوحة الطّريق
وتمنحك البوصلة
ستأتي المرأة التي تنزّه أصابعك
في بستان خصرها
لتقتل غيرة البُن
غداً
ستأتي تلك المرأة التي تمسح غبار
وجهك بالجريدة كأنه
آخر مرايات
الدّنيا
ستأتي المرأة التي تنعي علي
صدرك جميع الرجال...
علي حياتك القصيرة كعمر شرنقة سطّرتُ
فرحي ، وعُقدي
وحُلمي بالإرتواء
سطرتُ خوفي من النساء الشّرسات
وعدتُ إلي نقطة البداية
عدتُ إلي أحاديث أصابعك والليل
الذي يحشد جيوشه عند الوسادة
وخنادقه بين أسنان مشطك
عدتُ إلي حديثك الفطِن
وبلاهة أخطائي التي لا تُمحي
علي بابك أمّنتُ قلبي للحرّاس
وصعدت إليك نقيًا...
يلوم البلاد العصفور الذي يقلّم قلبه في غرفة
الشّعراء
البلاد التي لا تشعر بالتّخمة تقضم يوميًا
أعمار أبنائها بذريعة البقاء
هكذا كتب
الصّبي علي صدره بمحبرة القهر
مسكينة تلك الغابات التي أنفقت
زنابقها
بدون مناسبة للطّبيعة
فباتت ترتجي قطار الرّبيع
المحمّل بالنواح المرّ
والعصفور "يُبرق " صباحه...
ستذوب مرّة من هذا الحزن تقول لي
وهي تحاول
صبّ خيوط الشّمس
في تفّاحتي لتنضج
سريعًا نمشي للضّفة الأخري
وبيديها المشرئبة باللّحن والدّماء
تؤشّر لسفن البرجواز
بشفتيها المالحتين تُغرقنا
في الطّحالب
وبقدميها المسطحتين
كزوارق وهميّة تنزل آخر مرقاة
وترافقني حتّي
لا تنزلق الأغنية من قلبي
خذ حبيبي لقد...
وأنتِ تطرّزين يـاقة الحياة بأسماء الموتي
وتخيطن حزن البلاد الكبير
بـأرواح الشهداء الذين لقوا حتفهم
وهم في
بواكير التفرهد.
وأنت ِ تستريحين في نهاية العُـمر
الآهل بالمتاعب والخفقات النّضرة
وأنت ِ تمسحين قدميك من أتربة المشاوير
العكسيّة
التي تتغذّي علي تعب جسدك
وأنتِ تتحضّرين لميلاد النّهر...
مرة وأنتِ تزيلين اللحظات التّعيسة من ممر أيامي
كنا قيد إشاعة..
مرة وأنا فزّاعة لم أبرح الجُّرح حتي
عندما تفتق فيّ النعيق
وذاك جُرح ثانٍ
عام جديد والجراح لا تهدأ وانا أمشي
في
نارك بشهوة المجوس
علميني الإلتجام في الفواصل الأخيرة
حين تنهمر أيام الله من خزّان العًد
والحياة كلها بطعم الفرح
مفضوح...
حدثيني كيف نمتِ يومها وأنت متقيحة بالطفولة البِكر
عندما عقفوا ضفيرتيك
كيف كنتِ تقفزين علي الإسفنج مثل سنجاب
وتقعقع فيك البلابل
حدثيني عن كفّيك الصغيريتن حين
يفئان إلي دفء صدرك وأنت منطوية مثل قطة
مصابة بضربة برد
صدرك القنبلة الموقوتة
كيف وضعوها في ملعب الأطفال
حدثيني عن كيس الرّمل كيف تتوسدينه...