يعقوب عبدالعزيز - العصفور الّذي يقلّم قلبه لم يكُ مخطئًا..

يلوم البلاد العصفور الذي يقلّم قلبه في غرفة
الشّعراء
البلاد التي لا تشعر بالتّخمة تقضم يوميًا
أعمار أبنائها بذريعة البقاء
هكذا كتب
الصّبي علي صدره بمحبرة القهر

مسكينة تلك الغابات التي أنفقت
زنابقها
بدون مناسبة للطّبيعة
فباتت ترتجي قطار الرّبيع
المحمّل بالنواح المرّ
والعصفور "يُبرق " صباحه لإظهار رجولته
في ليل الخُمرة

مُرة هي تلك الليالي التي تنطوي
بلا ثرثرة
حبيبات يمضُغن بتلة النّعنع
ويسقين الانتشاء من قناني صدورهنّ
والوقت الّذي نعدّه بأصابع الحقيقة
نسفته خيولاً
سريعة تجري بإتجاه الصّراخ

حلمتُ مرّة بالتّحيلق: قال العصفور
نفسه
الذي يقلّم قلبه في نافذة الشّاعر
ويلفّه بفاتورة الكهرباء
وهو في الحقيقة يضمّد
جُرحًا حفرته المعاول في ذاكرة الإنسان.

ومن يومها ينمو الرّيش
كنبتة الفضيلة
واليأس بمنقار معقوف
يكزّ في الدّاخل

يغنّي للبلاد العصفور
الذي يفقّس بيوضه في العراء
وينتظر سفينة السلاحف

مرٌ هو انتظار الفراغ حين تصبح
أنت جثّة
برأس غليظة
وأصابعك مطارق ثقيلة
ولا تسطتيع الطّرق علي الباب
الخشبيّ

حتي يتدفّأ
الراعي بنايه ويترك اللحن يتيمًا
في الحُنجرة يغنّيه البؤساء
في ليلهم الذي لم تصحبه كأس خمرٍ رديئة

مر هو الحلم بالطّيران
ينسف الصديق غناء العصفور
ويصبّ أحزانه
في صدر الانتشاء
وبالسخريّة يُغرِق آخر
حبّة بُن في شاطئ الفنجان

والجنود بخيولهم الكثيرة يغتصبون دفء
البلاد التي تحترق فيها
الكمنجات من الخوف
ويغنّين البنات علي رصيفٍ ما.. أغاني
الغبار والماء.

مرّة انتظرتنا مدينة لنبكي قبل أن يحلّ
الوباء
لكن لم تناولنا يدُ غريب كوب
وملعقة

لكننا تسامرنا يومها في أن نكون سرابًا
ترميه عاشقة
أتجاه بحرٍ مجهول
او نكون لهاثًا تطويه ألسنة الكلاب
البوليسيّة
ونحتفظ بصراخنا لنا
حين تتفتّق طبلة الأذن وتمرّ الموسيقي
سريعة كوشاية

بعيد هو الغناء الحرّ خلف نافذة شفافة
لا تحتفظ بالصّراخ
يقول الصّديق الذي
يعجن البرتقالة وامرأة تسهر وحيدة
في المطبخ تجهل طريقة
تحضير العصير
ممتلئين بالندوب والوشوشة وغناء العصافير
ممتلئين بالصّراخ المكتوم والدخان
ممتلئين بالرّيش سيّدتي مذ أن فقّستنا
البلاد في القنّ ولم تدرّبنا
علي الطيران في
"سبلوقة الغرباء".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى