يعقوب عبدالعزيز - تشذيب متأخّر..

في البستان أهدهد عمر الحياة القلٍق وأمضغ
علكة الصبر
أعدّ عمري في السلال
وكلما تسلقتني شرنقة قطعتُ إصبعًا..
أخاف فيّ النّمش الذي يرسم رجولته علي
ظهري ويلوّنها كأطياف حبيباتٍ
خائنات
الحبيبات اللواتي مشّطن دموعهنّ
معنا وبكين
علي أكتاف آخرين
لم ينصٍتن مرّة لحزن الفنجان
الفنجان الذي يسحب كلماته الأخيرة
في كلّ طرفة يخاف أن يخسر الرّهان
كان يدرّب دموعه علي الرّكض حافية
الشرنقات مصابة بالتعثّر لذا تحفظ رائحة
الأجساد كلما خانها ليلٌ عرفته بالصّقيع
ربطت أوتادها ونامت متأهبّة
لهجمات السنين الضّارية
حادثيني يا أنيستي لئلاّ أموت كمداً أو أنتحر
بخيوط الشّمس التي ترعي
خراف الكهولة
واحتمالية السّفن التي تنقل أسرار البحارة
من الشواطئ البعيدة كلما حفّها
النّسيم باتت سيّدة تبكي علي شرفةٍ ما..
حدثيني لئلا يموت في قلبي الشعور
بالغبطة
ولأزرع بين نهديك البذرة التي يأكل منها
الجياع في هوامش السنين التّعيسة
لكم خانتني العدسات
وأنا أمنّي قريحتي خلف كلّ ظل فستانٍ
خال لي أنها سيّدة
تفسد نوم الرّجال
ولكم بارزني العمر وهزمني بالخبز اليابس
العمر الذي طعنني في بلاهة الطّفولة
وسرق مني حلمة الثّدي
العمر الذي نما في بيتنا حقل أرزٍ
تحصده أمي
في الأيام المقمرة وتوزعه علي
الجيران
العمر الذي صبغته بضحكِي لأداري
منّي درن الوحدة
العمر الذي انتظرني في البستان
وأنا أقلّم السنين العامرة بالكذب وأركض فوق
بلاط القهر
أركض فوق أسرّة المشافي
فوق أغاني النوم
في البستان أخاف مني وأجادلني
أنا الذي أقف أمامي
وذاك الذي ضيّعني في عهد
انهمار المصائب
ذاك الذي افترق معي عند الرواق وهشّ فيّ
ذباب القهر
في البستان
أشذّب لحيتي بالموسي وأحصن أبنائي
من الشر
لاوقت لدي للإحتفال بأعياد الميلاد
والسنين الكبيسة تنتظرني
لا وقت لديٍ لأضحك في عهد الصبا كلما
تسامرت مع
ذاكرتي حول شارعٍ ما.. أو مقهي
في عهد العمر المجروح
في عهد النساء اللواتي يقفن فوق الجمر
ويبيعن الشموع
النساء اللواتي يغنّين بحناجرهنّ
المكلومة
مهلاً أيّتها السّنين الرّخيصة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى