يعقوب عبدالعزيز - شامات وأعداد كثيرة...

كل هذه السياط في ظهري هي ذاكرة للعدّ وتلك
الطلقات شهوداً على التجاويف
وكل تلك الثقوب في صدري
صدري الموبوء بالاحمرار كبطّيخة متعفّنة
صدري الذي نجا من كتلة دخّان
أمنته مرّة
للإسكافي ليخيط له جلداً سميكًا
يتحمّل أظافر أنثى تتنزّه في طور الرّعشة
لا يثق في طعنة أخرى
حافظي عليه من
سهامك
لا تعبئي بالأزرار يُتعبن أصابعك في الفك
أعرف،
لا داعي للعجلة العالم متوقف الآن
لقد استعرت كل العُطل والمناسبات
استعرت النّشاط الصباحي
استعرتُ كل الإبر وبكرات الخيط
ورب العمل يعمل عندي الان خيّاطا
يفصّل تنانير النساء وجواربهنّ ويعجز
أن يصنع لي ياقة محترمة
أقابل بها مأمور السّجن
أغلقيني كيف تشائين
بساقيك
بشفتييك
بذراعيك
خذي من دموعي الملح ومن عينيّ سرّ الشرود
ومن شرودي بوصلة الطّريق
خذي من أحذية رقصي
الخارطة ومن سجائري طعم الانتظار
ومن درج مكتبتي
علامات الخيانة
خذي من أقمصتي الروائح الغريبة
ومن أصابعي حاسّة التذوق
ستدلّك كل الإشارات إلى حيث أنا
وسنموت متحدين
في قالب الخليقة الأولي
خذي من شغفي بالورود سرّ الحياة
ومن صراخي تعب الخلق
لا تستنطقي صدري دعي المزهريّة المكسورة
في الدّاخل
الشظايا لا تعنيك
الصّراخ أيضا لا يعنيك
كوني حذرة من الماء المتدفّق من عينّي
وأسقي كما تشائين دواليك كلّها
سيتسابق نحوك أطفالي جميعهم
إلاّ ذاك الذي يشبهني
في التّيه
دعيه يعيش كاريزميّته ولو وهماً دعيه يطيّر
فراخ الرّجولة كيف يشاء
المهم أقذفيني الآن بتفاح أنوثتك
ولأجمع حديثك قبل أن تسرقه الرّيح
المدينة غير آمنة للبيوض
ولا لقصائد الشعراء الماجنين
علميني فن الاراتواء
كأطفال الابتدائي درّبي الحروف في
شفتيّك لتقرئينها
لي في الليل الذي أمرّره بالأغاني على خصرك
قبل أن تموت الأباجورة بإسم الغيرة
لعمري القصير درّبي سنواتك أيضًا
أجعليه يبدأ من قدميك وينتهي عند علوّك
لا تعبئي للأزار مرّة أخرى
الفساتين هنا عاصية في هذه المدينة التي لا تعترف
بالحشمة و الصباح يقشّر جلده
سريعًا
ويبدا بالصراخ
كلّما فكّت الرجولة مشبك الشعر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى