ويمضي الذي ليس يدري
يمد اليدا
بألف احتمال على رائه قد سجا
وكيف السبيل المنير
إلى روحه قد بدا أخضرا
وفيما مضى لم يكن مغلقا
وما جاء يوما صريحا كما كنته
عساه انشغال بغيري !
أسير لديه !
وإن كان حقي أراه بنبضي مليكا
على عرشه توجا
ولكن نبضي سيمضي إلى عزلة الموت حتما
ويمضي الذي ليس يدري
إلى بوحه...
قبل هبوب الرياح
...................
هناك
في الماوراء
و قبل خروج الأفاعي
و قبل احتدام التآمر
بسترته الصحراوية الباهتة البالية
و كوفيته الحمراء الفاقعة
كان موارا مفعما بنيران الثأر
محموما بالرغبة العارمة
ليهتك بأيره المتقد بكارة مجدهم الزائف
رغم الهدوء المصطنع
نظرته - التي تبدو شاردة -...
فيض أول
....................
حياة أجبرت قلبي كأقدار و ما شينا
و روح قد جفت روحي بطيف الوهم تبقينا
كما كأس على كدر بمر الماء تسقينا
فإن نجفو تغازلنا إذا ندنو تعادينا
كسجان و مسجون بلا تهم و تصلينا
إذا شئنا لها وصلا بنار الهجر تثنينا
وإشفاق من الألم جراح من تجافينا
مضى عيد على مهل و عيد قد مضى...
هنالك
ككرمة وحيدة في واحة معزولة
يحاصرها الجدب
تضربها الرياح
ويخنقها الغبار
تعبرها الطيور الغريبة
في رحلة الحياة
وتبقى وحيدة في واحة معزولة
هنالك
كعنقود وحيد
تساقط حباته
أو تجف
في أتون الانتظار
وتحترق
في رحلة الحياة
.................................................
أبو...
في غفلة القطيع
قد جاءوا به
وبدهشة
قد بدا
في خطى الجاني
أو قهقهات التجني
ملء المدى
يا أيها المستريب الكذوب
قف
يا ابن نعال التبلد
عند حدود البلادة مثل الجلد
واقرأ
آية القهر في الصمت البليد
فسوف يظل بوجهك ذاك الردى
أسودا
وفوق الشواهد
كنت ترى
ألف ألف من دماك استغاثت
وما من أحد
وكنت بهيجا تغني...
أيا طيف
كما نهر على بابي
وبي ظمأ
إذا ما جئتني ليلا بسردابي
أرى ريا بشرياني به أحيا كسكير هنا يهذي
فلا يغفو ولا يصحو
ولا يدري بما باحت سريرته
فهل جمعت منيته بمنيته على أفق من الوهم ؟!
وهل بسرابه الغادي على بدد مضى الظامي ؟!
هنا يروي
حديث أخيه في ليل يحاور في المدى أرقا
ويرسله
إلى نبضي ليقرأه...
مقطع من رثاء أخي الحبيب الراحل الباقي
أ. د / زكريا محمد حسن .
مضى زمنٌ على ذكرى:
هنا العربُ
هنا هذي العناقيد التي كالحُلْم تومِض ثَمَّ.. تقتربُ
إذا نضجت -على وعد الإلهِ- يضمُّنا ظِلُّ الهناءةِ.. ثَمَّ
والضّحِكاتُ تنسكِبُ
وتحملُنا أعاليها
لنأكل من دواليها
لماذا أيها الأملُ:
نَضَجْتَ؟، أمِ...
وحدي كنت
أجالس ظلي
فوق رصيف الليل
ظلي يسمع همسي
" أن قد سقطت كل رسائل نبضي
بين التيه وظني "
يقرأ أني
أنا أنا
يصحب خطوي
قدما قدما
نحو دروب العتمة
دون جواب يرحل عني
أو يسبقني صوب سريري
يسكن جنبي
يسند ظهري
ينصت لحواري الصامت
بين الجدران وطيفي
يتململ إذ يرقب ما أكتب
دون دموع
في صمت يبكي
أغفل...
على طهر أرضها أرى
هذي جنتي
ومحنتي
ومقبرة
تضم ما تضم من جيف
و صبارة وحيدة بين الشواهد
يحاصرها العطش
عمرها عمر الزمن
بستان عزها ومجدها
في كل آن
يغطيه العفن
من فوقه وثن
يسمي نفسه الوطن
يختال في الدروب بعدما له أخليت
وحوله الحرس
مرنما بصوته العيي
وهامسا في صمته الغبي :
.............
" زعامة أنا "...
توقف أيها الراعي
وسل ريحا إذا مرت
لمن يغدو عبير الزهر إن فاحا ؟!
ومن مرت أنامل نبضه الأسنى
على طيف
من الرأس الذي مالا
على كتفي
حنانا في تثنيه
بأحضاني
إلى القدم
من الشعر
إلى الجيد
من النهد الذي انتفضا
بدفء الكف وانسكبا
إلى الخصر الذي انتصبا
كرمح مال واعتدلا
يعانقني
وإن أبدى الحيا غضبا
أيا طيف...
تلك المنى
في عين قلبي
تخطر
بين الخفوق إذا انتشى
يتبختر
لو كان لي
زاد الطريق إلى النجوم وقطفها
لفعلت لا أتأخر
كيف السبيل إلى هوى
قد بات في حر الجوى من نبضه
يتعثر
إن الفقير إذا أراد من الهوى إنصافه
لاقى الذي يتفجر
من كل صوب
ناره تسعى صعودا للفؤاد المبتلى
و تدمر
إن الصواعق
من حروف...
١
ثملا يغير على فؤادي طيفها
قد شاقني شهد اللمى
فلثمت ما في الطيف من عطر الهوى
واستيقظت كل الجوارح ترتجيها من خيال قد خبا
لكنها ورد المنى
وهم يراوده الفتى
حتى الخيال يخونني
٢
ولقد ذكرتك في القصيد صراحة
حتى غدت كل الحروف مقاصلي
من يستطيب الموت في درب المنى
لا تنثني عن نبض قلبي قاتلي
إن الحياة...
في الغابة رعيان
بعماء ضلالتهم يسعون
وقطيع غباء يتبعهم
قد بانت من بدء الدرب نذالتهم
كالحية في خبث تسعى
وكأن الغابة فئران
تلقف ما شاءت منهم
أو تقتل من كان عصيا
ثمة في الغابة حيات وأفاعي
قد جمعت بهلاك الغابة أمر مشيئتها
تتبعها الحشرات
من فرط غباء قد أينع فيها بسخاء
تتلو صلوات التقديس
فرحا بخراب...
الشاعر / مظفر النواب...وداعا
- ١ -
من فيض الخلاق على الفقراء
تنزلت نبيا
يحمل محنتهم
بوجوه طغاة كتموا الأنفاس
وسلاحك حرف مشحوذ
من وتر القلب
حتى آخر أوتار قلوب البسطاء
يمتد اللحن ويصاعد في كل الأرجاء
يرعبهم حرفك
يرعبهم صوتك
يرعبهم أنك كنت بليل المنفى إباء
يرعب ليلهم الممتد على خارطة...