و آلمني
شجى عزف على و تري
و عازفه به الغضب
و كم ليل يطاردني
هنا طيف
و أنتظر
على جمر من الظمإ
كما آل بفيفاة يخاتلني
و بي شوق إلى ري
و ما يدري
لنا أرب
و أنتظر
شريدا يقتفي أثرا
و جدب خياله انحسرا
فما وطني له سكن
و ما سكناه لي وطن
فهل في صمته شجني ؟!
و هل في قوله العتب ؟!
يعاقبني تجاهله
و يؤلمني
و...
و أمنيتي
على كف الهوى رحلت
إلى زمن يقيس الناس بالمال
و كم تلقي على صمتي
بأحجار ونيران من التهم
وأمنيتي
تذكرني و لم تعلم بأن جميعها نبضي
وأن قصيدتي أبقت على الذكرى
فما شوقي إلى وصل له قطعت
ويحرقني أسى نفسي على قربي
لمن هجرا
وأمنيتي
وإن هجرت
هنا تحيا كما شاءت خيالاتي
بطيف شف عن ملك بأحضاني...
تمضي الحياة بدربها
يا أيها المنسي في ظل الردى
حتى التي قنصت فؤادك غيلة
بانت كما بان الرفاق بغربة
و حروفها راحت تراوغ بوحها
كيما تخبئ نبضها خلف الندى
كم سال نبضك في فيافي غيها عبر المدى !
و طرقت بالشوق المجنح سائلا عن حالها
لكنها قد أوصدت أبوابها
و تدثرت بالصمت خلف حيائها
حتى تكف عن اقتحام...
أخبريني يا ظنوني
عن مدار للجنون
مل من طول انتظاري
في صباحي أو مسائي
أي بدر ذاك يمضي عن سمائي
تاركا طيفا لطيفا في قفاري
قد هوى بي في ظلامي ؟!
أي لغز راح ينأى عن عيوني ؟!
أخبريني يا ظنوني
يا ذبول الروح في كف اصطباري
ذاك نقش من دمائي
فوق جدران احتضاري
فاحفظي ما شئت من دمع الرثاء
بعد حين من رحيلي...
وفاض الليل يا وطني
كإعصار من المحن
فأغرق كل أحلامي
من الألف
إلى الياء
وأحلامي كغانية
تراود فجرها الآتي
على مهل
وتمضي دونما أمل
سوى الوهم
كما نقش على الماء
فوا عجبا أيا وطني
من الداء الذي حلا
ثقيلا مثلما جبل
على الأنفاس قد جثما
ودمع العين إن جفا
فما جفت دماء القلب من حزن على وطن
ضباع الغدر تنهشه...
ويمضي الذي ليس يدري
يمد اليدا
بألف احتمال على رائه قد سجا
وكيف السبيل المنير
إلى روحه قد بدا أخضرا
وفيما مضى لم يكن مغلقا
وما جاء يوما صريحا كما كنته
عساه انشغال بغيري !
أسير لديه !
وإن كان حقي أراه بنبضي مليكا
على عرشه توجا
ولكن نبضي سيمضي إلى عزلة الموت حتما
ويمضي الذي ليس يدري
إلى بوحه...
قبل هبوب الرياح
...................
هناك
في الماوراء
و قبل خروج الأفاعي
و قبل احتدام التآمر
بسترته الصحراوية الباهتة البالية
و كوفيته الحمراء الفاقعة
كان موارا مفعما بنيران الثأر
محموما بالرغبة العارمة
ليهتك بأيره المتقد بكارة مجدهم الزائف
رغم الهدوء المصطنع
نظرته - التي تبدو شاردة -...
فيض أول
....................
حياة أجبرت قلبي كأقدار و ما شينا
و روح قد جفت روحي بطيف الوهم تبقينا
كما كأس على كدر بمر الماء تسقينا
فإن نجفو تغازلنا إذا ندنو تعادينا
كسجان و مسجون بلا تهم و تصلينا
إذا شئنا لها وصلا بنار الهجر تثنينا
وإشفاق من الألم جراح من تجافينا
مضى عيد على مهل و عيد قد مضى...
هنالك
ككرمة وحيدة في واحة معزولة
يحاصرها الجدب
تضربها الرياح
ويخنقها الغبار
تعبرها الطيور الغريبة
في رحلة الحياة
وتبقى وحيدة في واحة معزولة
هنالك
كعنقود وحيد
تساقط حباته
أو تجف
في أتون الانتظار
وتحترق
في رحلة الحياة
.................................................
أبو...
في غفلة القطيع
قد جاءوا به
وبدهشة
قد بدا
في خطى الجاني
أو قهقهات التجني
ملء المدى
يا أيها المستريب الكذوب
قف
يا ابن نعال التبلد
عند حدود البلادة مثل الجلد
واقرأ
آية القهر في الصمت البليد
فسوف يظل بوجهك ذاك الردى
أسودا
وفوق الشواهد
كنت ترى
ألف ألف من دماك استغاثت
وما من أحد
وكنت بهيجا تغني...
أيا طيف
كما نهر على بابي
وبي ظمأ
إذا ما جئتني ليلا بسردابي
أرى ريا بشرياني به أحيا كسكير هنا يهذي
فلا يغفو ولا يصحو
ولا يدري بما باحت سريرته
فهل جمعت منيته بمنيته على أفق من الوهم ؟!
وهل بسرابه الغادي على بدد مضى الظامي ؟!
هنا يروي
حديث أخيه في ليل يحاور في المدى أرقا
ويرسله
إلى نبضي ليقرأه...
مقطع من رثاء أخي الحبيب الراحل الباقي
أ. د / زكريا محمد حسن .
مضى زمنٌ على ذكرى:
هنا العربُ
هنا هذي العناقيد التي كالحُلْم تومِض ثَمَّ.. تقتربُ
إذا نضجت -على وعد الإلهِ- يضمُّنا ظِلُّ الهناءةِ.. ثَمَّ
والضّحِكاتُ تنسكِبُ
وتحملُنا أعاليها
لنأكل من دواليها
لماذا أيها الأملُ:
نَضَجْتَ؟، أمِ...
وحدي كنت
أجالس ظلي
فوق رصيف الليل
ظلي يسمع همسي
" أن قد سقطت كل رسائل نبضي
بين التيه وظني "
يقرأ أني
أنا أنا
يصحب خطوي
قدما قدما
نحو دروب العتمة
دون جواب يرحل عني
أو يسبقني صوب سريري
يسكن جنبي
يسند ظهري
ينصت لحواري الصامت
بين الجدران وطيفي
يتململ إذ يرقب ما أكتب
دون دموع
في صمت يبكي
أغفل...
على طهر أرضها أرى
هذي جنتي
ومحنتي
ومقبرة
تضم ما تضم من جيف
و صبارة وحيدة بين الشواهد
يحاصرها العطش
عمرها عمر الزمن
بستان عزها ومجدها
في كل آن
يغطيه العفن
من فوقه وثن
يسمي نفسه الوطن
يختال في الدروب بعدما له أخليت
وحوله الحرس
مرنما بصوته العيي
وهامسا في صمته الغبي :
.............
" زعامة أنا "...