نبيل يوسف العربي النفيعي

توقف أيها الراعي وسل ريحا إذا مرت لمن يغدو عبير الزهر إن فاحا ؟! ومن مرت أنامل نبضه الأسنى على طيف من الرأس الذي مالا على كتفي حنانا في تثنيه بأحضاني إلى القدم من الشعر إلى الجيد من النهد الذي انتفضا بدفء الكف وانسكبا إلى الخصر الذي انتصبا كرمح مال واعتدلا يعانقني وإن أبدى الحيا غضبا أيا طيف...
تلك المنى في عين قلبي تخطر بين الخفوق إذا انتشى يتبختر لو كان لي زاد الطريق إلى النجوم وقطفها لفعلت لا أتأخر كيف السبيل إلى هوى قد بات في حر الجوى من نبضه يتعثر إن الفقير إذا أراد من الهوى إنصافه لاقى الذي يتفجر ‏من كل صوب ناره تسعى صعودا للفؤاد المبتلى و تدمر إن الصواعق من حروف...
١ ثملا يغير على فؤادي طيفها قد شاقني شهد اللمى فلثمت ما في الطيف من عطر الهوى واستيقظت كل الجوارح ترتجيها من خيال قد خبا لكنها ورد المنى وهم يراوده الفتى حتى الخيال يخونني ٢ ولقد ذكرتك في القصيد صراحة حتى غدت كل الحروف مقاصلي من يستطيب الموت في درب المنى لا تنثني عن نبض قلبي قاتلي إن الحياة...
في الغابة رعيان بعماء ضلالتهم يسعون وقطيع غباء يتبعهم قد بانت من بدء الدرب نذالتهم كالحية في خبث تسعى وكأن الغابة فئران تلقف ما شاءت منهم أو تقتل من كان عصيا ثمة في الغابة حيات وأفاعي قد جمعت بهلاك الغابة أمر مشيئتها تتبعها الحشرات من فرط غباء قد أينع فيها بسخاء تتلو صلوات التقديس فرحا بخراب...
الشاعر / مظفر النواب...وداعا - ١ - من فيض الخلاق على الفقراء تنزلت نبيا يحمل محنتهم بوجوه طغاة كتموا الأنفاس وسلاحك حرف مشحوذ من وتر القلب حتى آخر أوتار قلوب البسطاء يمتد اللحن ويصاعد في كل الأرجاء يرعبهم حرفك يرعبهم صوتك يرعبهم أنك كنت بليل المنفى إباء يرعب ليلهم الممتد على خارطة...
ويعصرني جفاء النهر عصرا وكان بدفق نبضي منه سحرا توارى عن ضفاف القلب غيا ويشقى راشف العينين خمرا وكم تنأى مياه الوصل عني بكوثرها فما يبقى بدني سوى ذكرى وبي ظمأ لخلي وروح منه قد حلت بفني أعالج في غريب الطبع طبعا وأبغي واهما وصلا وسمعا فلا يجدي حديثي فيه نبضا وما زادت بنار القلب نفعا أيا يا نهر...
ترف القصيدة أن تغازل كاعبا رفت على غصن الهوى كفراشة تلهو وتلعب بالصدى مثل الندى فضل الحياة على أنامل عزها وقلادة من لؤلؤ طافت تعانق جيدها وحزامها من فضة دارت تطوق خصرها لكنها راحت تحاور في الخيال خيالها إن لم تجد في النفس متسعا يبارز حرفها عبثا تحاول أن تشق طريقها صوب انتشال الشمس من كف المدى أو...
* ربما روحك في عزلتها التي فرضها الألم عليك تاقت الانعتاق إلى عالمها الصاخب في صمت بعيدا بعيدا تبتغي حوارا - خارج جدرانك الصامتة في صخبها - بحميميةلا تمل منك ولا تمل منها . * ربما كانت أبوابك مغلقة بالشك أو مفتوحة باليقين لم تكن تعلم كيف تدير الحوار ' أو هكذا بدا الأمر اختصارا لرغبة تقف عند...
إنهم يغادرونك خلسة وحدك برفقة الألم صارت الأدوية التي تحاصرك أعداء مقيمة وحدها حبة المنوم الصديق المخاتل والجدران كشواهد القبور تحملق في عالم الموتى وحدها الذاكرة تستدعي بلا عمد كل الراحلين تصلبهم على جدران الخيال تحادثهم ضاحكة باكية حزينة بهيجة تحضنهم تدفعهم غاضبة كل النوارس قد غادرت...
وكم أمضى سقيم في مضاجعه يصارع دمعة حيرى . على حال من الأوجاع تصرعه فما أبقت له مالا ولا أملا سوى قلب يغالب نبضه اليأس وفي جمع من الخلق بأنسهم هو التعس ولا أحد ويستر بابتسامته حروف النار من ألم يضج بقهرها جسد وما يدري بعلته سوى رب هو الأحد فكم سعدت بفضل عطائه النفس فلا تنسى وإن ضاقت فمن ناس لها...
هذي يمامات تنير الروح خضرتها بلا زيت ولا نار تلظى في حشا أنسي بها . سلام سلام عليها دعها ترف على غصون الوقت في معراجها شمسا تبوح بما رأت في سدرة الوله المدله دله . ( ملك تلا آياته " يا نار كوني بردا وسلاما " ) فكانت لي براءتها من القهر كفجر الصيف منبثقا على مرمى من البصر بين اشتعال الوجد...
- ١ - صيف ٢٠٢١ على رأس وحدته ظهرا يجلس مشعلا سيجارته ، وهو يرقب القطيع عابرا الطريق صوب المراعي الخصيبة . تدلت السماء بغيمة خريفية حنون ، حجبت لهيب الشمس ، والصيف يلملم ما تبقي من جراحاته المؤلمة ، تاركا في الروح نزف الذكريات التي عبرت كحلم بهيج في يوليو وأغسطس ...
أغمض عينيك وصحبك حين تمر على أحزاني ، خذ تلك البهجة دون مقابل يا ابن المنكوبة بالنقص الأزلي ووارثها ، وتقمص ما شئت من الجد أو الهزل ، وتوقف وارحل عن جرح الفردوس نبلسمه بترياق الصبر ونور الإيمان ونرتق ما بين الدمعة والدمعة ثوب الأحزان ونصنع تاجا لعروس الفردوس في يوم الزينة لن تأخذ من حزني جسرا...
أرهقنا الاغتراب وآلام وأوهام تطاردنا على أرصفة الليل والليل خوان لا يرتجى منه أمن ولا حل فيه الأمان وحشة عتمته وحش ينهش أنس الذكريات في لجج الغربة يغشاها ظلم وظلام من عضات الجوع حتى آخر قهر الأيام في لجج الغربة لا شيء يرصد خطواتنا البطيئة وخيباتنا المفخخة وحصارنا المر دون انفراج وأحلامنا...
كم غفت على أكتاف نخيلها الشمس وكم بأحضان حقولها استلقت الريح ، وكم غنى على ضفاف كوثرها هنا الطير والشجر ، و كم بات عشاقها في ريهم سكارى من محبتهم يعانقهم في وديانها وسهولها االنجم والبدر ، وكم راقص أرضها المطر ، وكم مالت بها المحن ، لكنها كالعنقاء في أسطورة الزمن ، من رمادها تأتي وتنتصب...

هذا الملف

نصوص
86
آخر تحديث
أعلى