نبيل يوسف العربي النفيعي - حوارية: بين جدرانها صخب

* ربما روحك في عزلتها التي فرضها الألم عليك تاقت الانعتاق إلى عالمها الصاخب في صمت بعيدا بعيدا تبتغي حوارا - خارج جدرانك الصامتة في صخبها - بحميميةلا تمل منك ولا تمل منها .

* ربما كانت أبوابك مغلقة بالشك أو مفتوحة باليقين
لم تكن تعلم كيف تدير الحوار ' أو هكذا بدا الأمر اختصارا لرغبة تقف عند حدود ما .

* ربما لست وحدك في تمردك واستعلائك على ضيق الحال دون ضجيج بصدق مع النفس استغناء عما يراه غيرك ضرورة.

* ربما تزعم أنك تدرك ذاتك بوضوح تام في غموضها العميق ' بينما يسعى آخرون إلى الولوج في عالمك اقتناصا لما يرونه حقا لهم ' تتيحه إرادتك الغافلة - كما يزعمون - لرغبتهم الحرة .

* ربما تبدي من الشك سترا خجولا لليقين الذي تدركه بنبض قلبك وبصيرته لا برؤية عقل متهم بالحكمة في شكه من أجل بلوغ اليقين.
* ربما هنالك نفسك تتوق إلى لحظة ما في الماوراء - تدركها جيدا - بالعودة عبر مسافة من الزمن إليها ؛ لتبقى فيها ثملا بها كاليقظ ' أو يقظا كالثمل.
* ربما تريد أن يخبروك الحقيقة - التي تعرفها مسبقا - عارية دون مواربة ودون أن تطلبها أو تنتظرها بنشوى هيت لك.

* ربما جفت بحار الخديعة المحرقة التي تخشاها وتلاشت وجوهها الشائهة ' أو أن ينابيع البراءة التي تتمناها فيهم وترجوها قد تفجرت فيك عذوبتها تقطر شهدا لا تدركه إلا بإقبالهم عليك .
* ربما تتوهم ما ليس لك ملكا عاريا من الشرك والشريك بين كفيك تقبضه وتبسطه متلذذا بانتشاء المالك وأنت بين جدرانك محض وهم في هذا الوجود.

أبو لؤي النفيعي- مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى