من قصيدة إلى شاشة: كيف أصبح "بيت الأثرياء" مادة لفيلم إثارة؟*
تحليل واقتراح لفيلم تشويقي بعنوان: *"البيت في السحابة المعتمة"*
(مستوحى من قصيدة *بيت الأثرياء* للشاعر كاظم حسن سعيد)
مقدمة: إبداع يتجاوز الكلمات
هذا التحليل السينمائي يستمد روحه وعمقه من الرؤية الفريدة للشاعر العراقي كاظم حسن...
ثمة نصوصٌ لا تُقرأ لأنها جميلة فحسب، بل لأنها تُعيد تعريف علاقتنا بالذاكرة والمعنى.
ومن بين تلك النصوص، يبرز «بيت الأثرياء» كمرثيةٍ للروح الإنسانية في زمنٍ فقد ملامحه. بيتٌ لم يُبنَ بالحجارة بقدر ما شُيّد بالأسئلة: عن الغياب، والزوال، وتحوّل الثراء إلى عبءٍ روحيٍّ أكثر منه راحةً مادية.
إنه نصّ...
يسعد اي كاتب وهو يرى نصه في قبضة الاضاءة ، شرط ان يكون حياديا بالحكم ،حذرا من تخدير القلق والتصفيق ، فالتاريخ مرشح قاس للحقائق،يحدثنا عن نجاحات قبرت وهتافات احالها لمتحف الزوال.
مع هذا قرأ الكاتب محمد بسام العمري نص ( بيت الاثرياء) برؤية تميزت بالعمق والشمولية،رغم ان بعض الابيات في النص لم يصل...
تتجلّى في قصيدة "بيت الأثرياء" لكاظم حسن سعيد ملامح نقد اجتماعيّ عميق يمتزج بالحنين والأسى، في بناءٍ شعريّ يتأرجح بين الحضور والغياب، بين العُمران والخراب، وبين الذاكرة والزوال. فالبيت هنا ليس مجرّد مكان سكنيّ، بل رمزٌ لطبقةٍ اجتماعيةٍ ذات امتيازاتٍ ماديةٍ وأخلاقيةٍ، ولزمنٍ تبخّر تحت وطأة...
مدخل: الشعر بوصفه منطقة اهتزاز
في نصّه «لسعات متكرّرة»، يكتب الشاعر كاظم حسن سعيد من حافة الحواس، حيث يتقاطع الواقعي بالهذياني، والليلي بالذاتي، في تجربة لغوية تتغذّى من الاضطراب أكثر مما تتغذّى من النظام.
النص ليس مشهدًا فحسب، بل اهتزاز داخلي لكائنٍ يسمع أكثر مما يرى.
هنا لا يوجد “حدث” بقدر ما...
في هذا البيت
لن تجد رسائل الهوى
هاجمتها الارضة والنمل ومخالب الزمن
تحولت لغبار مظلم ساكن
ربما كتبوها مثل بعضنا باسلوب بدائي
واشعار رائجة بلا فن
لكنها شديدة الانتقاء اليهم، اليهن،للمترفين.
البيت الثري الذي نجا من الزوال
يلتف في سحابة معتمة
بين صف من البنايات الشاهقة
والمحال المزخرفة المضاءة
شيخا...
في أيام دراستي للماجستير في "ثقافة السينما"، كانت إحدى النصائح التي قدمتها لنا مدرّبتنا في كتابة السيناريو: "اذهبوا إلى أقرب مقهى، واسترقوا السمع لما يدور فيه من أحاديث... هناك تولد القصص." فالمقهى لم يكن يومًا مجرد مكان لاحتساء القهوة، بل كان مسرحًا حيًا للبوح، للدراما، ولنبض الحياة. لكن حين...
كتبت: مندوبة موقع حيفا24نت
تتميز قصيدة الشاعر كاظم حسن سعيد بنزعة بصرية هائلة، تجعلها أقرب إلى سيناريو متكامل يعتمد على تقنية المونتاج والموازاة ليكشف عن وجه المدينة المتوتر والمنقسم. النص ليس مجرد وصف لشارع، بل هو تشخيص عميق لعلاقات القوة والهوية وحالة الاغتراب الاجتماعي، حيث يقسم الشاعر نصه...
صاحب العربة وسط الزحام يفرق السيل البشري
الرجل القصير شبه البدين يضع طاقية دينية على راسه
يخطو عكس الفتاة
شعرها ذيل حصان
تشق طريقها بخطى عسكرية
رشاشة معلقة بالكتف
تتارجح على كتفها
غاية الاناقة والرشاقة
النساء يحمين الصدور اذ يتخطين الرجال..
يدهشك لا يتصادمون
ولا احد
ينظر لاخر
البنايات شاهقة...
(مدرسة الاصرار)
حين نمر على بيوتنا الركام
نحن نبحث حتى عن الخرق المهملة
عن القطط
عن بيوت النمل
عن الضجر في ليالي الارق
عن رسائل العشق وعقود الزواج..
عن بصمة الاصابع للمكتاب
ورغم ان قذيفة واحدة ازهقت خمسة آلاف من أجنة أطفال الأنابيب،
فنساؤنا ستنتج البديل.
المدينة الساحلية الجميلة
احرقت ثم زلزلت...
🌸 لان اللغة
كائن قد يقودك للوهم
والدليل
اخطبوط
فلا بد ان تتقدم نحو الرقاب السيوف
والدماء تسيل...
( اجتمع الحكام المتقون الذين تناسلوا لالف سنة،في قمة تشاورية مغلقة...وهندسوا الحياة، وابتكروا الطقوس التي تتشعب... حيث اكتملت جيناتهم.).
ولكنه ربهم وحدهم...
سنينا شغلوك بلولا
وانت تلوك المسامير تبحث...
ان تلد بعين واحدة
ان تتحسر ملكة جمال على بدلة زفاف
ان تتكلس وظيفيا لاجل منزل
و بلحظة اكتماله تفنيه قذيفة
ان يحتل برابرة بلدا امينا في غفلة من الزمن ، ويمسخون تراثه ولغته..
ان تشيخ مغتربة ملكة شاشة وقد مسحوها من ذاكرتهم
ان تحيا بعوضة ويفنى دينسور
ان يعجز اهم فنان عن شراء الوان، فيبتر اذنه.
ان...
( 1)
( وكان الأمين مختبئا في بيتٍ لبعض الناس على الجانب الشرقي، عريان وليس عليه من الثياب إلا السراويل والعمامة وعلى كتفيه خرقة خَلَقة، ومعه أحمد بن سلام صاحب المظالم لأنه لقيه في فراره عَرَضًا. وسمعت الأمين يسأله عن اسمه، فلما عرفه استأنس به وقال له: «ضُمَّني إليك فإني أجد وحشةً شديدة.»...
يصنعها لخزائن الملوك
لبائعات الهوى في الازقة القذرة
للأثرياء
لصندوق عجوز يكتنز التفاهات
للجوامع والاديرة
ولحانات الخمور
صنع لبابه قفلا ثقيلا من النحاس
نقش عليه بخط النسخ ( لن تمروا)
اشهرا يعتني بقفله الثمين، المحمي بضبع غاضب منقوش.
هل تتخيل الحياة بلا اقفال وصانعها
انه الشفرة التي تجعلك مطمئنا...
لماذا ايقظتني من تحت الانقاض
من عقود انا هنا
مخدرا بنوم عميق
سعيدا باحلامي...؟!!
اتعبني شعرها المخضب بالحناء
كنت امر على حريره كل ساعة
انا المحسود المدلل
وكنت كل غروب في يدها اذ يتقاطر منه المطر
متلهفا للغطس في العبير
حيث تطل من شرفة الشناشيل
ترقب مهرجان الخفافيش
بين شقوق الخشب..
كنت كزورق محتفل...