نبيل يوسف العربي النفيعي - ظمأ للنهر

ويعصرني جفاء النهر عصرا
وكان بدفق نبضي منه سحرا
توارى عن ضفاف القلب غيا
ويشقى راشف العينين خمرا

وكم تنأى مياه الوصل عني
بكوثرها فما يبقى بدني
سوى ذكرى وبي ظمأ لخلي
وروح منه قد حلت بفني

أعالج في غريب الطبع طبعا
وأبغي واهما وصلا وسمعا
فلا يجدي حديثي فيه نبضا
وما زادت بنار القلب نفعا

أيا يا نهر عنا قد توارى
بفيض من حنان لا يبارى
يقيني مترع بالحب فيك
فهل تأتي يقينا لا يمارى ؟!

لك الدنيا ببهجتها أريد
وأكثر من خيالك يا فريد
فيا نهر المنى شط المزار
وما يدنو لنا فرح وعيد

وإن غرق الخيال بحضن طيف
فما يزداد ريا يا غليل
وكم صب يموت هنا الغدير
فهل في شاطئيك لنا دليل ؟!

إذا وصل الغرام إلى المرام
يطير مرفرفا شوقا فؤادي
ويصعد فيك لألاء بنبضي
كما يهفو المريد إلى المراد

فينعم منك قلبي بالوصال
شهيا بالوفاء وأنت مني
صريح بالمجاز إذا تكني
حبيبي هل ترى أخطأت ظني؟!

فما تخشى على قلبي جفاء
إذا شاء الهوى عذرا و نأيا
حياة كلها قدر ومعنى
متى شاءت لنا الأقدار ريا ؟!
...............................
أبو لؤي النفيعي - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى