نبيل يوسف العربي النفيعي - رفقة الألم

إنهم يغادرونك خلسة

وحدك برفقة الألم
صارت الأدوية التي تحاصرك أعداء مقيمة

وحدها حبة المنوم الصديق المخاتل
والجدران كشواهد القبور
تحملق في عالم الموتى

وحدها الذاكرة
تستدعي بلا عمد كل الراحلين
تصلبهم على جدران الخيال
تحادثهم ضاحكة باكية
حزينة بهيجة
تحضنهم تدفعهم غاضبة

كل النوارس
قد غادرت شطآنها
كل الشواطئ عارية

وحده
لحن جنائزي يتيم
لا يغطي عورتها
ولا يبعث في روحها سوى نزيف الموت

ليلك ممتد بطيء
كأنما توقفت ساعته
لحظة المغادرة
في انتظار الذي لا يجيء
لتبقى الذكريات القاتلة
نازفة في نبضك المنى
والمنى محض خيال بعيد
كما بريق آل في الفلاة

ونامت ملء جفنيها
وقلبي في الهوى يقظ
يعانق طيفها روحا
كما شيخ بها يعظ

وحدك - حيث لا هنا ولا هناك - برفقة الألم
فقير الحال لا ترجى مودته
وإن أبدى لهم حبا وإن أخفى
إنهم غادروا عتمتك

وحدك باتجاه الجدار تغني
وكم طارت به الرؤيا
إلى اللقيا وما اخترقا
سوى وهم به نزلا
ظلاما كان واعتنقا
تسلل من دجى حزن
إلى لهب به احترقا
فؤاد شوقه حق
على ظن بها افترقا

وحدك برفقة الألم

..... ......... .........
أبو لؤي النفيعي - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى