خانتني الكلمات
وساهمت في صفحات الخيال..
لا تسألني، فأنا لا اتقن السؤال...
لا تكلمني، فأنا لا أفهم لغة الكلام..
ولا أعرف خلخلة الحروف
ولا رسم الأحلام
ولا رفع الشعارات
لأصنع مجدا..
فهذا حظي من السؤال
مهما حاولت الإبحار في أمواح.
الأسئلة المضطربة
فكلما سألت
أغرق
في وحل العتمات..
وعلى شرفات الذكريات...
" أفكاري تركت في فمي
طعم لوز مرّ
الصخر والرمل عانقاني بحرارة
قلبي سال دمه"
محمد خير الدين: قصيدة أفريقيا
ترجمة: مبارك وساط
إلى غزّة
يعبرون مسامّ القلب فرادى
كل مساءْ
دمهم دافئٌ كابتسامة طفل يتيمْ
ليتهم يدَعون فؤادي ملقىً هناكَ
على ظهْر تلّ بعيدا عن...
( في مديح النسيان )
.
وتلك إشارة للبدء ، بعد المحو والإثبات كيف قطعت أشجاراً لتعرف ملمس الأبوابِ ، عند كتابة التاريخ تقسيمٌ لخارطةٍ، وتعريفٌ علي عجلٍ ونسيانٌ و فى التعريف تاريخٌ سيُسقط عامدا رملاً على الأبواب ، والأبواب لا تنسى حنيناً مسها يوما وعطّرها بما بالقلب ( هذا ا لعطر مفتاح ٌ لباب الدار...
اردت مرارا أن أخبرك عن الفرخ
المشوه الذي تركته لي امه على الشرفة
عن محاولاتي لانقاذه
التي انتهت بموته مدلى العنق على صدري
اردت أن أخبرك عن محاولاتي
بأن اصنع له جناحين
من صلوات الفتيات النحيلات
من طبع الوداعة ساعة ما قبل الفجر في قريتي
عن تحديقي باستكانته
عن تفكيري أن ربما
بضع مرات ارتفع...
علّمني كيف تجمع الكلام
قبل أن يعرف الحزن
أو الفرح
وتسمّيه بأسماءِ أقاربه
وتجعله شعراً.
علّمني
قد لا أملكَ القدرة
ولكني أملك الحاجةَ؛
الحاجة إلى أن أتذكّر الأسماء:
مطر، كاس، تفّاح
وأن أرشد الموتى الفَزِعين إلى محطات الحافلات
دون أن أتناول حفناتٍ من المُهدّئات.
قبيل المغيب إلى أن تفيقا
ومنها إليها حملت الطريقا
حملت المسافات ليلا دجيا
وأشرعت للروح فيه البريقا
وغمغمت في السر يا أم شوقي
عهدتك للقلب مهدا عتيقا
عهدتك للحزن مسلى وبوحا
يطبب في النفس جرحا عميقا
وفيها من الناس والحب فيهم
يذوب في الكون عنا الفروقا
ويحتضن الذكريات الحيارى
يسطر للبوح لفظا مشوقا...
مجرى يتخلى عن نهره
لم نعد نتحمل أحزان مائه المتدفقة
تقولها ضفتاه
الينابيع تنتحر في صمت
***
القطار ينقذف إلى الأعلى
الهواء محكوم بالذهول
لم نعد قادرتين على تجاهل نزيف كائناته المتنقلة
ترددها سكّتاه
المحطات تتبرأ من شباك تذاكرها
***
يلقي الجسر بنفسه إلى الأسفل
الماء راكد فاغر فاه
إلى متى سنسكت...
حزّمت كل حقائبي
وعزمت يا أمي السفر
لا وجهة لي أرتجيها
لا قبلة... لا مستقر !
وطويت كل حكايتي في دفتر
وكتبت في عنوانه
أمل جريح ينتحر
لا موطنا أبدا يجنبني الهوان
لا بيت يرثيني ولا حتى حجر
لا صحبة تبكي غيابي بحرقة
لا من صديق أو حبيب ينتظر
كل الأماكن تستوي في أعيني
ما دام يسرقنا الزمان ويستبيح من...
طُهراً كما الماءِ يحني رأسهُ الشرفُ
لسيِّد الوعدِ
ما للدَّمعِ لايقفُ
تجري من العينِ يانهرَ الوفا وجعاً
روحي على الخدِّ تهمي
حينَ تنذرفُ
ذكراكَ مافتئتْ تسري بأنسجتي
ترمِّم القلبَ لو أودى بهِ الأسفُ
لم يقتلوكَ ولكن أجهضوا حلماً
ومزَّقوني كما مُزَّقتَ أعترفُ
نم كالحسين ولا تحزن لما فعلوا
هم...
لم يعد لي أصدقاء كثيرون
أحدهم كان ذلك المؤرّخ المعروف
الذي اشتهر بكتابه عن المدّ والجزر
في عهد الخليفة المأمون
لكنّه مات فجأة
في هذا المساء شربت قنينة نبيذ صغيرة
فكّرتُ في صديقة قديمة
صمّمتُ في ذهني
مشروعاً إيروسيّاً
لليلة الغد
لِصديقتي صوت بديع
سألتها مرّة
عن عدد الأغاني التي تحفظها
أركب...
الآن
أقتلُ البحر
بحجرٍ في يدي
أشهد حشرجة حلقه بأسماكه النافقة
لأعدّ فطور النوارس اليوم
تتقاتل الدراما والمتعة أمامي
و أنا لا أنحاز لأحد
فقط أتراجع لأوفِّرَ أرضا أوسع للمعركة
الوقتُ وقتُ الكذب
ينبغي أن أؤخر عقارب ساعتي
اتركوني مع آخر الصادقين
على عظامي تكون نصف إله
بسيطان نحن كماء يجري في نهر...