ميَّادة مهنَّا سليمان

مُدمِنٌ عَلى القُبَلِ لمْ يَكُنْ يُحِبُّ التَّدخِينَ لكِنَّهُ فِي غِيَابي كانَ يُشعِلُ كُلَّ يومٍ ألفَ سيكارةِ لَوعَةٍ وَيُطْفِئُ أَلفَ خَيبَةٍ في مَنفضةِ الذِّكرياتِ لمْ يكُنْ يُحِبُّ القَهوةَ لكنَّهُ.. مُذْ ذَاقَ بُنَّ صَوتِي باتَ يجلِسُ علَى شُرفَةِ الحُبِّ يسقِي قَرَنفُلَ الأملِ يطحنُ هَيلَ...
كَانَ الفَصلُ شَغَفًا وَكَانتِ السَّاعةُ مُتجمِّدةَ عقاربِ العِناقِ نوافذُ القلبِ خلَّعَتْها أعَاصِيرُ اللوعَةِ سَتائرُ الرُّوحِ مِن دانتيلَ مُنقَّطٍ بِالخَيبةِ وَسَماءُ اللهفَةِ تُمطِرُ القُبُلاتِ بِحَرارةٍ لمْ أكُنْ أحمِلُ مِظَلَّةً تَقِيْني وابِلَ سِحرِكَ.. لمْ أكُنْ ألبَسُ مِعطفًا يرُدُّ...
كَمُزارِعةٍ جَميلةٍ مَضَيتُ إلَى حَقلِ الحُبِّ انتَعلتُ حِذاءَ القَسوَةِ وحملتُ مِعوَلَ القَهر قُربَ شُجيرةِ وعودِكَ وضَعتُ زَوَّادةَ صَبري لَمحتُ فزَّاعةَ الفُراقِ تبحثُ عن عملٍ في صَحيفةِ الأملِ فقدْ أخبَرتُها أنِّي سَأطرُدُها لأَنَّهَا لمْ تعُدْ تُخِيفُ عَصَافيرَ ظُنُوني بِكَ! وَقبلَ أنْ...
نعَتُّها بِأقسى النُّعوتِ، وأنا أرجوهَا أنْ ترأفَ بذلكَ الطِّفلِ الَّذي لم يتجاوزْ بعدُ عامَهُ الخامسَ: - إنَّهُ يتيمُ الأُمِّ، ترفَّقي بهِ، أرجوكِ! ثُمَّ أخبِريني، أيستحِقُّ أنْ يُترَكَ على الشُّرفةِ في هذا الجوِّ المُثلجِ فقط لأنَّهُ -غيرُ عامدٍ- كسرَ تلكَ الآنيةَ الزُّجاجيَّةَ، تخيَّلي...
كانَ مُدرِّسُ الجغرافيا قصيرَ القامةِ، أبيضَ الشّعر، ذا أسلوبٍ جميلٍ في الشّرحِ، ولكنّهُ لم يكنْ يستَحي على شيبتِهِ؛ وقفتُ مرّةً أمامَهُ، لأجيبَ عن سؤالٍ طرحَهُ، شعرتُ أنّ عينيهِ الصّغيرَتينِ مليئتانِ بالخُبثِ، بدلًا من الحنانِ، وضِقتُ ذرعًا بنظراتِهِ المُقتحمةِ عالمَ أنوثتي. تفقّدتُ على الفورِ...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى