أنا مجرد رقم!
أدركتُ هذا وأنا على حافة الوجود
حين عرّفتني أمي لجيرانها:
هذا بطني الأول
وقال الطبيب: هذه الولادة الخمسون في تاريخي
كتب أبي شهادة ميلادي
لأكون الإنسان رقم مليون وخمسمائة ألف بالدولة
أسموني في الحضّانة الطفل رقم ثلاثة
ونادتني معلمتي بالطالب الخامس والعشرين
بأولى ثالث
واعتبرني السائق...
للرجل الذي لم يتقدم لخطبة أمي
وتركني أكون ابنةً للرجل الذي أُحب
للمرأة التي لم تعجب أبي
وتركت الغلبة لجينات أمي
للبويضة التي سبقتني شهرا
عذراءَ حرةً من أسر الحياة
لأخي.. انحدر من الوجود إلى العدم
كي لا أقع بنفس الحفرة
لأختي التي لم تكنّي
ليتسع الكون لنسختي الوحيدة
للشمس التي غربت ساعةً قبل...
الآن
أقتلُ البحر
بحجرٍ في يدي
أشهد حشرجة حلقه بأسماكه النافقة
لأعدّ فطور النوارس اليوم
تتقاتل الدراما والمتعة أمامي
و أنا لا أنحاز لأحد
فقط أتراجع لأوفِّرَ أرضا أوسع للمعركة
الوقتُ وقتُ الكذب
ينبغي أن أؤخر عقارب ساعتي
اتركوني مع آخر الصادقين
على عظامي تكون نصف إله
بسيطان نحن كماء يجري في نهر...
حين ماتت قطة جارنا
صرت أسمع نحيبه عليها مواءً
تفرع شاربه وظهر له نابان
ورأيت الفئران تهرب في وجوده
هذه المرة الأولى التي أعرف فيها ما يفعل الفقد بنا
لم أجرب الحب في مراهقتي
لكنني رأيت أول قلب بسهمين في كراس زميلتي
لا تعاني مثلي في ليالي الامتحانات
هكذا عرفتُ الحب
حين انفصلت عن حبيبها
تضخم...
أتأمل في جواب مرضاي عن
أسباب الندوب بوجوههم
هذي حكةُ ثقابِ الدنيا على خدي
وهذي أخبئ فيها التبغ وقلبي
الذي يفيض على لساني
هنا مدخلُ مفاتيح حبيبتي
صدأ على حاله
حين اعتذرت عن عناقي
هذا الدليل أنني دوما لم أكن الناجي
في كل مرة ظننت أن الأسهم أخطأتني
هنا حيث قال الكمالُ:
" لا...
أنا طبيبة
تكلفني الأمور أكثر مما أحتمل
يأتيني الليل يعرج
ويطالبني العشاق أن أجبر كسره
كي لا يبيتوا بالعراء
ينوحون ويتوسلون
وأقول: لستُ طبيبة عظام
بكفي التي تقطر منها روحي
أضعها على موضع الكسر
فيجري الليل بينهم
كاسرا قلوبهم!
يأتوني بالنهار شانقا نفسه
تبقى المواجير منكفئة على نفسها
ويفقد العمال...