أتعبني كلّ شيء
كطفل يتقمّص دور "سوبار مان"
فيهزم الأشرار بضربة واحدة من قبصته الصّغيرة،
يحلّق كطائر خرافيّ في أجواء المدينة،
ينقذ طفلته من علبة الشكولاطة رديئة المذاق
وينتظر أمّهُ
لتنقله من سريره إلى الكرسيّ المتحرّك!
أتعبني كلّ شيء
كرجل يرتدي معطفا وثيرا،
يعانق امرأة دافئة
ويشرب الكثير من...
بعد الستين سنة
تغير كل شيء
أقارن قوس ظهري
بأقواس المدينة
أنظر إلى الأغيار
كما لو أنظر إلى ذئاب الغابات
لم يعد يسعدني شيء
في بلد مليئ بالرعب والجثث
صار الليل والنهار مثل لصين محترفين
يختلسان مجوهرات حياتي
ثم يلوذان بالفرار
لم يتركا شيئا جميلا
في غرفة قلبي
غير نواقيس جنائزية
تقرع في باحته المظلمة...
قد مَرَّ دَهْرٌ و هذا الجُرحُ يَلْتَهِبُ
يا أهْلَ غzzzزةَ لن يُجْدِيِكُم العَتَبُ
آذانُنا أعَرْضَتْ عنكُم فما سَمِعَتْ
أنَّاتِكمْ يومَ كان الحقُ يستلبُ
فكيفَ نُطْفِئُ ناراً نحن جذوتها
و نحن ديجورها والجمرُ و الحطبُ
هل تلك منظومةٌ بالأرض أم شَرَكٌ
للطيبينَ .. به الأوغادُ قد نَصَبُوا
يا...
أربعون دينا
وأنا أحمل رأسا متخمة من الهزائم
أبحث عن وسيلة آمنة للركض
ك لص يمسك قدما ويحاول أن يمنع الآخرى من السقوط
ك رجل يعلق نظرته أمام فتنة إمرأة تدعوه لليلة طازجة
أربعون دينا
وأنا يا أمي أقتات من خبز النصائح
لا تلتفت لبنت تحاول أن تجرك لعناق طويل
ولا تلتفت لصديق يقتني سجائر معلبة...
إلى الغائب المغيب الذي لا أعلم إن كان حياً أو ميتاً صديقي الذي قاسمني رغيف الشعر ذات شغف
أبا ملهم نضال قطليش
فلتسقنيها خمورَ الوصلِ صافيةً
كي أنتشي علَّني ألقاكَ سكرانا
ياصاحبي لم تزلْ في النفسِ عابقةٌ
ذكراكَ تُضفي على الوجدانِ وجدانا
مُذْ غبتَ عنَّا وهذا القلبُ مبتئسٌ
والدمعُ يُندي جفونَ...
أنا الظل الذي أدخل يديه في جراب الليل
فشقت نصال الحنين أصابع لهفته
وأنا الوجه الذي ساءلته المرايا عن هويته
فانفرط عقد البكاء
وانزوى القلب في ركنٍ قصيّ
يخبّئ الذكرى وينكر قصته
وأنا الذوب فوق ضفاف المساء
لا تعتريني رجفة
ولا تذكرني الأمنيات
أطفئ بيدي أنجمي
وأطلق للريح ظلي
ثم أنحلُّ في العدم
كأنني...
اول مرة اُجرب أن اكتب شيئاً
كان إثر محاولة فاشلة لرسم قطتي التي ماتت
ماتت شهيدة خلافا مع أبن الجار
أبن الجار الذي فقعت رأسه بحجر
كُنت حزيناً حينها
لم ارب قطة بعد ذلك قط، او كرهت القطط
كرهت جميع الاشياء التي تموت
في لحظة ما نظرات الحبيبة تتحول الى قطة، تموت بصورة شنيعة
اللحظة التي لا يكون...
هؤلاء الذين يقفون عند الحافة،
لا إلى الضوء ولا إلى الظل،
لا يزرعون، ولا يحصدون،
يرتدون قميص "ربما"،
ويعلّقون أعمارهم على شماعة "لاحقاً".
يمشون بخطى مترددة.
خشية أن يوقظوا رغباتهم،
يشربون الماء قطرة قطرة كمن يخشى أن يُبلّل ذاته.
يتنفسون بنفس متقطع ،
كأن الحياة لا ينبغي أن تلاحظ وجودهم.
في...
-بمقدورك أن تصير بحيرة
يرتادها المشاؤون
ترشقها الشمس بالنسور والفواكه
وينام الهواء على سريرها
مثل مقاتل من الهنود الحمر..
-احمل نصوصك الحزينة على كتفيك
مضرجة برائحة الأعشاب والفهود
يتبعك المشاؤون على دراجات من الرمل.
وآذانهم تتدلى مثل آذان الفيلة
لالتقاط أسرار الطبيعة
دون أن ينتبه اللصوص إلى...
البارحة شاهدَ فيلماً في بيت صديق
أحياناً يدخل قاعة سينما
أمّا في بيته فليس له تلفاز
أمّه لم تعد مستاءة الآن
فالمهمّ أنّه سيشتغل
وسيتحسّن الحال
في البدء عَثر على وظائف عِدّة :
مدرّس عربيّة لأجانب
مدرّس رياضيات لببغاوات
مُرَبّت على أعناق زرافات حزينات
راوي نكات في دار عجزة
مُوقِظ كلاب نائمة في...
من حيرة الأرضي يبتدئ السماوي الذي...
يتقمص الأسرار فينا..
يحتوينا..نحتويه...
و نغيب فيه....
هو واسع..كحدود هذي الروح في مرآتها..
هو أجمل اللحظات..تخطفنا لميعاد جلي..
هو ما تنسقه القصائد..ما تغنيه المواجد...ما يحس به المدى..
..بل ما يردد الصدى من غربة قديسة...
هو فطرة القلب السليمة...
حين تشرق...
تتوقف الحيرة
عند ذلك المفترق
على الصخرة المقلوبة
وسط الطريق
حين مر طائر
مع السراب
ارتوت الصحاري
من صليل النواح
منذ ان حفرت في راسي
خندقا للنفايات الحارقة
تلال من القطط العمياء
قادتها الضفادع الجائعة
الى حقل النفوق الكبير
كل الحصى الأليفة
تدنو من حقل الالغام
لاصطياد فطيرة
من فوهة بندقية معمرة...
نتعلم الحب النبيل من النصال
دمُ على كُم القميص
نراهُ وحدنا
حين نُقتل لا احد يعرف بأننا لم نعد
مثل الجميع
ننكر جنازتنا ونرتكب الحياة عنوة
نسحب الشمس خلف كارة
تحمل قمامة من البشر والذكريات
نجتاز أكثر من نهر
دون أن نعبر من إحدى الضفتين
لا احد يدري كيف اجتزنا المسافة
بين موتنا والنجاة
وكم خسرنا قبل...