من عبد القادر وساط الى احمد بوزفور

شكرا جزيلا سي أحمد على إمتاعنا بهذا الحديث عن الذئب في الشعر العربي
فلله ما أجمل بيت حميد بن ثور :
ينام بإحدى مقلتيه و يتَّقي = بأخرى الأعادي فهْو يقظانُ هاجعُ
و هذا البيت من قصيدة رائعة، تجعلك تحس أن الذئب الذي يتحدث عنه الشاعر ماثل أمامك، ممتلئ حياة وحركة رغم هزاله، حريص على حريته، شديد الصبر على الجوع والألم :
و إنْ بات وحشاً ليلةً لم يضقْ بها = ذراعا ولم يصبحْ لها وهْو خاضعُ
و ما أجمل صورة الطيور التي تتبعه و تراقبه من عل، لعله يصيب صيدا فتأتي لتنال من بقاياه:
إذا ما غدا يوماً رأيتَ غَيابةً = من الطير يَنْظرْنَ الذي هو صانعُ
ثم ذلك البيت الذي يصف ترددَ الذئب وانتقاله من حال لحال:
فَهَمَّ بأمر ثم أزْمَعَ غيْرَهُ = و إنْ ضاق أمرٌ مَرّةً فهْو واسع
ويا صديقي، هناك كما لا يخفى عليك، شعراء كثيرون تحدثوا في شعرهم عن الذئاب، فمنهم كعب بن زهير، الذي يصفه قائلا :
تَقَرَّبَ حتى قلْتُ لم يدْنُ هكذا = من الإنس إلا جاهل أو مضلّل
ومنهم صديقنا ثابت بن جابر، تأبط شرا، الذي يُنسب إليه هذا البيت ، متحدثا عن أحد الذئاب:
فقلتُ له لما عوى إنَّ ثابتاً = قليلُ الغنى إنْ كنتَ لمّا تَمَوَّل
وللشاعر مالك بن الريب قصيدة رائعة عن الذئب، يصف فيها كيف وثب عليه فقتله، حين لم ينفع فيه زجر... ولكنني لا أذكر أبياتها الآن...
وأما الفرزدق، فلو طُلبَ مني أن أختارَ قصيدة واحدة من شعره، لما اخترتُ سوى نونيته الرائعة ،التي يصف فيها كيف اقتسم زاده مع الذئب، دون أن يتخلى عن حذره منه:
فبتُّ أسوّي الزادَ بيني وبينه = على ضوء نار مرة و دخان
و قلتُ له لما تَكَشَّرَ ضاحكا = وقائمُ سيفي منْ يدي بمَكان
تَعَشَّ فإنْ واثَقْتَني لا تخونني = نَكُنْ مثل من يا ذئبُ يصطحبان
وأنتَ امرؤٌ يا ذئب والغدر كنتما = أخَيَّيْن كانا أرْضعا بلبان
ولا ينبغي أن نغفل قصيدة البحتري عن الذئب، بطبيعة الحال . و منها البيت الرائع، الذي يصف فيه الشاعر كيف هاجمه الذئب بقوله:
عوى ثم أقعى فارتجَزْتُ فهجْتُهُ = فأقْبَلَ مثل البرق يتبعه الرعد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...