ديوان الغائبين ديوان الغائبين : مطلق عبدالخالق - فلسطين - 1910 - 1937 م

ولد مطلق عبدالخالق في مدينة الناصرة (شمالي فلسطين)، وتوفي فيها قبل أن يكتمل شبابه.
أنهى تعليمه الابتدائي في مدارس مدينة الناصرة، ثم أكمل دراسته الثانوية في كلية روضة المعارف بالقدس، ثم عكف على القراءة والاطلاع الواسع فثقف نفسه ذاتيًا.
بدأ حياته العملية بالصحافة، فأصدر مجلة كشفية بعنوان «كشافة الصحراء» في مدينة حيفا، وحرر بعض الصحف، منها: «اليرموك» و«النفير» كما كان وكيلاً للصحف العربية في مدن حيفا ويافا والقدس، منها مجلتا الدفاع والصراط المستقيم، كما عمل مديرًا لإحدى المدارس الوطنية في مدينة حيفا، ثم موظفًا في البنك العربي.
كان مؤسسًا ورئىسًا لجمعية رابطة الشبيبة العربية في مدينة حيفا.
نشط من خلال عمله الصحفي في مقاومة الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين، كما قاوم الانتداب البريطاني، ودعم جماعات المقاومة المختلفة مدافعًا عن حقوق المعتقلين منهم.
توفي في حادث قطار.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان، هما: ديوان «ضجعة الموت» - 1936، وديوان «الرحيل» - 1938 (صدر بعد وفاة المترجَم له).
الأعمال الأخرى:
- له كتاب بعنوان: «خواطر وآلام» يضم مجموعة مقالات أدبية وتأملات.
أكثر شعره في الموضوع الوطني، إذ استحوذت عليه قضيته الأساسية القضية الفلسطينية، فرصد ما واكبها من أحداث وما واجهته من تحديات، ملاحقًا تحولاتها المتسارعة، تسري في شعره نزعة وجدانية مع ميل إلى التأمل والتحليل لمعاني الحياة والعواطف الإنسانية. لغته سلسة عذبة موحية، ومعانيه قليلة، وخياله متوازن لا إسراف فيه، ومن الطريف اللافت أن يكون محتوى الديوانين بمثابة دعوة إلى التحدي ومنازلة الخطر القادم، وأن يكون العنوان إيحاءً باقتراب النهاية!!
مصادر الدراسة:
1 - إبراهيم عبدالستار: شعراء فلسطين العربية في ثورتها القومية - نادي الإخاء العربي - مطبعة النفير - حيفا (د. ت).
2 - حسني محمود: شعر المقاومة الفلسطينية ودوره وواقعه في عهد الانتداب (جـ 1) - الوكالة العربية - الزرقاء 1984.
3 - عبدالرحمن ياغي: حياة الأدب الفلسطيني الحديث - المكتبة التجارية - بيروت 1986.
4 - كامل السوافيري: الشعر المعاصر في فلسطين - دار المعارف - القاهرة 1975.
5 - ناصر الدين الأسد: محاضرات في الشعر الحديث في فلسطين والأردن - معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1961.
6 - يعقوب العودات: من أعلام الفكر والأدب في فلسطين - وكالة التوزيع الأردنية - عمان (ط 2) 1987.

الضحايا معناهم الشهداء

الضحايا معناهم الشهداء = الألى بعد موتهم احياءُ
سئموا الأرض موطناً ومقاما = فغدت تنتمي اليهم سماء
وتسامت ارواحهم عن حياة = من هباء شؤونها استهزاء
لا يضير الضحايا ان يدرجوا الاك = فان موتى وانهم اشلاء
ما هم اشقياءُ لكن شقي = كل من قال عنهم اشقياء
والشقي الشقي من يظلم النا = س فيشقى بظلمه الضعفاء
والسعيد السعيد من اسلم الرو = ح وفي قلبه يشع الضياء
والالى قد قضوا قبيل ليال = في سبيل الاوطان هم سعداء
هم ضحايا اوطانهم واسود = لفظتهم من جوفها صحراء
زهدوا في الحياة لا تستبيهم = كأس خمر وغادة غيداء
انقياء القلوب يرجون وجه اللَه = يدعون ان يجاب الرجاء
فقراء لا يطلبون ثراء = غير ان يلحدوا وهم شرفاء
بسلاء ما استسلموا لعدو = غاشم من ورائه اعداء
بل مضوا يرخصون أغلى نفوس = لم يصبها من الكفاح عياء
وقضوا في سبيل احياء ذكرى = فكرة كم اعزها شهداء
وارتقوا في مراتب الروح افقا = طافه قبل موتهم انبياء
هؤلاء تعدهم في الضحايا = الالى بالخلود هم احرياء
خلدتهم بطولة وارتخاص = للمنايا وهمة قعساء
ضاقت الأرض بالذي كان فيهم = من إباء وضاقت الجوزاء
وابوا عيشة الهوان وان يح = يوا وفيهم مروءة واباء
فابتغوا ينفضون عنهم غبار ال = ذل شيئاً في سره أشياء
وسقوا تربة الثرى بنجيع = فانتشت واستخفها استحياء
فإذا بالثرى فراديس عدن = وإذا بالنجميع عشب وماء
وإذا بالطيور تشدو أغاري = د البكاء وفي بكاها عزاء
وغذا بالزهور تعبق بالنش = ر الذكي فتنتشي الأرجاء
والنسيم يهب وهو عليل = والسواقي انينها اصداء
والدراري تشع نوراً مذابا = في فضاء تحفه افضاء
والأماني ترف نشوى عذابا = وعليها من الهدوء غشاء
وتغني عرائس الشعر لحنا = فيه ذاب الهوى وماس الهواء
والضحايا لولا الخلود لكانت = وهي والميتين حتفاً سواء

***

يا مدعي الشعر زوراً

يا مدعي الشعر زوراً = وانت شر سفيهِ
الشعرُ فيك مصاب = بصحبه وذويه
لو عادك الشعر يوماً = بقلبه أو بفيه
لكنت أنفض منه = يدي وأبكي بنيه


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...