فتح أحمدُ أبوابَ سيارته الفخمة رولس رويس. أخذ عبقادر مكانَه بالمقعد الأمامي، وأخذتُ مكاني بالمقعد الخلفي. أذن أحمدُ للسيارة بأن تلتهم الطريق، ونحن نحلم بأن نصل إلى مدينة أكادير قبل العصر؛ لنحضر العرسَ الكروي، مع أمل أن نعيش فرحة النصر. كان أحمد يحدثنا عن ماضيه الكروي، وكيف كان هدافَ الأولمبيك البيضاوي قبل أن يحتوي الرجاءُ البيضاوي هذا الفريق. وحدثنا عبقادر عن أيامٍ رائعة كان فيها واحدا من أشبال الأولمبيك قبل أن ينتقل إلى الرجاء شِبْلا يغازل الكرة بمهارة. لم نتحدث في الطريق عن الرجز، ولا عن المنسرح، ولا عن الرمل. كان الحديث عن كأس العالم للأندية.
وصلنا مدينة أكادير البهية قبل العصر. تناولنا وجبةَ سمك طري قريبا من الشاطئ. ارتحنا قليلا بشرب قهوة سريعة أحيت فينا نشاطنا. أخذنا السيارةَ بحثا عن المركب الرياضي المختار السوسي. لم نجد في شوارع أغادير إشاراتٍ طرقية تدلنا على الاتجاه الذي يجب أخذه للوصول إلى هذا المركب الرياضي. استوقفنا شرطيا. سأله عبقادر بأدب: " من فضلك نحن غرباء عن المدينة، جئنا لنشجع فريقنا المغربي الرجاء، فَدُلَّنا على ملعب المختار السوسي". حدق الشرطي فينا جميعا ثم قال: "ليس بالمدينة ملعب بهذا الاسم. لعله يوجد بمدينة لم تولد بعد". تابعنا طريقنا متأكدين أن الشرطي كان يمزح. استوقَفْنا رجلا يعبر الطريق على متن فرس أدهم، سألناه، فَرَدَّ: "أنا ذاهب إلى مراكش؛ لحضور نهاية كأس الأندية بالمركب الرياضي يوسف بن تاشفين". قررنا أن نغادر هذه المدينة، ونتبع هذا البدوي؛ لنشاهد معه نهاية كأس العالم للأندية.
كانت السيارة تلتهم الطريق، لكنها لا تريد أن تتجاوز الرجلَ البدوي الذي يركب متن حصانه. كانت موسيقى كناوة بالسيارة تحملنا إلى حلم يحمل بين أجنحته أقمارا سبعة، يوزع أنوارَها على فراشات تحلق بين الفارس والسيارة. توقفنا عند إشارة مكتوب بها "مراكش ترحب بكم". أخيرا وصلنا. قطعنا طريقا مزدحما بالنخيل قل ساعة أو ساعتين، ولم يظهر لمراكش وجه! لم يمر بنا أحد فنسأله. كأنَّ المدينةَ قد رحلت. فعلا، المدينة رحلت. حتى الفارس الذي كان يتقدمنا ماعدنا نراه. أين مراكش؟ أين هو ملعب يوسف بن تاشفين؟ ضغط أحمد على الفرامل بقوة لأن أرنبا مر بالطريق. كان صوتُ العجلات المكبوحة قويا جعلني أفتح عيني؛ لأجدني حشرة بسرير بيتي، تحاول تسلق الجدار. أين أنت يا كافكا؟
وصلنا مدينة أكادير البهية قبل العصر. تناولنا وجبةَ سمك طري قريبا من الشاطئ. ارتحنا قليلا بشرب قهوة سريعة أحيت فينا نشاطنا. أخذنا السيارةَ بحثا عن المركب الرياضي المختار السوسي. لم نجد في شوارع أغادير إشاراتٍ طرقية تدلنا على الاتجاه الذي يجب أخذه للوصول إلى هذا المركب الرياضي. استوقفنا شرطيا. سأله عبقادر بأدب: " من فضلك نحن غرباء عن المدينة، جئنا لنشجع فريقنا المغربي الرجاء، فَدُلَّنا على ملعب المختار السوسي". حدق الشرطي فينا جميعا ثم قال: "ليس بالمدينة ملعب بهذا الاسم. لعله يوجد بمدينة لم تولد بعد". تابعنا طريقنا متأكدين أن الشرطي كان يمزح. استوقَفْنا رجلا يعبر الطريق على متن فرس أدهم، سألناه، فَرَدَّ: "أنا ذاهب إلى مراكش؛ لحضور نهاية كأس الأندية بالمركب الرياضي يوسف بن تاشفين". قررنا أن نغادر هذه المدينة، ونتبع هذا البدوي؛ لنشاهد معه نهاية كأس العالم للأندية.
كانت السيارة تلتهم الطريق، لكنها لا تريد أن تتجاوز الرجلَ البدوي الذي يركب متن حصانه. كانت موسيقى كناوة بالسيارة تحملنا إلى حلم يحمل بين أجنحته أقمارا سبعة، يوزع أنوارَها على فراشات تحلق بين الفارس والسيارة. توقفنا عند إشارة مكتوب بها "مراكش ترحب بكم". أخيرا وصلنا. قطعنا طريقا مزدحما بالنخيل قل ساعة أو ساعتين، ولم يظهر لمراكش وجه! لم يمر بنا أحد فنسأله. كأنَّ المدينةَ قد رحلت. فعلا، المدينة رحلت. حتى الفارس الذي كان يتقدمنا ماعدنا نراه. أين مراكش؟ أين هو ملعب يوسف بن تاشفين؟ ضغط أحمد على الفرامل بقوة لأن أرنبا مر بالطريق. كان صوتُ العجلات المكبوحة قويا جعلني أفتح عيني؛ لأجدني حشرة بسرير بيتي، تحاول تسلق الجدار. أين أنت يا كافكا؟