نديم بن محمد الأطرقچي.
ولد في بغداد، وفيها توفي بعد عمر قصير لم يكتمل فيه شبابه.
قضى حياته الخاطفة في العراق.
تلقى تعليمه الأولي، ودرس اللغة الإنجليزية فأجادها.
شغف بالتمثيل فانتمى إلى جمعية أنصار التمثيل التي ضمت أمثاله من الشبان برئاسة الفنان عبدالله العزاوي، ومثل في مسارح بغداد والديوانية وغيرهما من المدن
العراقية، حتى تكاتف المرض (السل) والفقر، فقضيا عليه في ريعان الشباب.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في كتاب: أعلام الأدب في العراق الحديث، وله قصائد نشرت في بعض دوريات عصره، منها: عذبيني - جريدة الهاتف - العدد 153، واطربيني - مجلة الحاصد - العدد الثالث - السنة الخامسة، وجسم بلا قلب ، وبعد الكفاح - مجلة الحاصد - العدد الأول - السنة السابعة، وله مسرحية شعرية: مصرع السلام - مستوحاة من أجواء الحرب في الحبشة وإسبانيا وانتصار الطغاة على الشعوب.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من القصص المطبوعة، منها: اللقاء بعد الموت، وعشيق الجنية، والعناق الأخير، وله عدد من المسرحيات النثرية، منها: الثورة العربية - مثلت عام 1936، وقام بالتمثيل فيها، والاعتراف، وابن الدلال - مثلتا في حياته وبعد موته.
المتاح من شعره ينم على موهبة شعرية متميزة، لم يمهله القدر لإشباعها فجاءت قصائده نفثات مصدور أنهكه السل، ترسم خُطا شعراء المهجر، واستخدم الشكل التقليدي للقصيدة العربية قالبًا صبّ فيه مشاعره الحزينة، تميزت قصائده بأسلوبها القوي، وصورها المتجددة، ولغتها المعبرة الرقيقة المناسبة، ومساحة الحزن المكبوت، في بعض قصائده بخاصة: جسم بلا قلب، وبعد الكفاح، طابعٌ سرديٌّ ظاهر، ونزعةٌ تصويرية تسجيلية مؤثرة.
مصادر الدراسة:
1 - مير بصري: أعلام الأدب في العراق الحديث - دار الحكمة - لندن 1994.
2 - الدوريات:
- مجلة الحاصد - العدد الأول - السنة السابعة - بغداد.
- جريدة الهاتف - العدد 153 - النجف.
أقضي الليالي
أقضّي اللـيـالي بـيـن أحضـان مضجعـي = أنـادي، ومـا مـن راحـمٍ يـتقــــــــــرَّبُ
مـريضٌ أذاب الـداءُ قـلـبـي، ولـم أهـنْ = ومـا كـنتُ أدري فـي كفـاحـي سأُغلـب
فبؤتُ كـسـيرَ النّفس أحـمـلُ خـيبتـي = وقـلـبًا غدا فـيـه دمـي يـتصــــــــــبّب
وأصـبحتُ وحدي فـي ابتعــــادٍ وعزْلَةٍ = أنـاضلُ كـالـمسجـون حـيــــــــن يعذّب
وليس سميري في الـدُّجى غيرُ شمعةٍ = تذوب اشـتعـالاً مـثل قـلـبـي وتنضب
فأشعـرُ أن اللـيل طـــــــــــــال ظلامُهُ = فأبقى لنـور الفجــــــر أسعى وأرقب
وأسمع فـي طـيِّ الظلام هــــــــواتفًا = وأنظر أشبـاحًا تلـــــــــــــــوح وتَغْرُب
فأفزع مـن تلك الـمشـاهد خــــــــائفًا = وتسـرعُ دقـــــــــــــــات الفؤاد وتضرب
***
لهو وعبث
ألهـو وأعبثُ فـي الـحـيـاة لعـلّنــــي = أسلـو هـمـومًا فـي الفؤاد خـفـــــيّهْ
فأضمّ لـيلى أو أزور عفـــــــــــــــيفةً = أو أشـتكـي ضرّ الهـوى لنجــــــــــيّه
لكـنَّ هـمّي لـم يـــــــــــزل متحكّمًا = فـي القـلـب يذكـي لـوعةً مـنســيّه
قـالـوا: الخمـورُ تزيل عـنك شـــواغلاً = فشـربتُهـا بـالأكؤس الخزفـــــــــــــيّه
فأذاب كأسُ الخمـر حـبّةَ مهجتــــي = وكأنّ شـربـي كـان كأس مـنـــــــــــيّه
فسكبتُ فـوق الأرض خمـرَ زجـاجتي = وتـركتُ كأسـي فـي الثّرى مـرمـــــيّه
مـا زلـت أبحثُ فـي الـحـيــاة مفتِّشًا = عـن نشـوة تـنسـي الـحـزيـن بـلــــيّه
فضللـتُ فـي طرقِ الـحـيـاة مشـــــرَّدًا = وتخذْتُ أخـيلَةَ الهـنـاء مطـــــــــــــيّه
***
هيفاء
هـيفـاءُ قـد مـلكتْ نُهـاي بحُسْنهـــــا = مـن غـيرِ معـرفةٍ وغـير لقـــــــاءِ
بـانـتْ مـن الشبّاك تـنظر فـاكتـــــوى = قـلـبـي بحـبٍّ زاد فـي إيذائــــي
فـوقفتُ مبـهـوتًا أمـام جـمـالهـــــــــا = مـن روعةٍ كـالصَّخرة الصــــــــمّاء
فتعجّبتْ مـن وقفتـي وتحـــــــــــيّرتْ = وبقـيـت ُمـصعـوقًا بـلا إبــــــــداء
غمزتْ بعـيـنـيـهـا تسـائلُ: يــــا فتى = مـاذا دهـاك، فهل أصـبْتَ بــــــداء؟
لـم أستطعْ قـولاً، وبعـد هـنـيــــــهةٍ = كلّمتهـا بـالغمز والإيـمـــــــــــــاء:
إنـي قتـيلك، فـارحـمـيـنــي وانظري = حـالـي فقـد أصـبحتُ فـي بـلـــواء
فجـمـالُ وجهِك قـد أضـاعَ مشـاعري = وغدوتُ، يـا حسنـاءُ، فـي بـيــــداء
فـاحـمـرّ مـن خجلٍ لقـولـي وجهـهــا = غضبتْ لـذاكَ وأطرقتْ بحـيـــــــــاء
وبـلا جـوابٍ أغلقتْ شبّاكهــــــــــــــا = فـي قسـوةٍ كـالنّافر الـمستــــــاء
فـوقفتُ أنظر مـا جـرى مـن غادتــــي = والـتعتُ مـن صدٍّ وكثر جفـــــــــاء
كـم مـرةٍ حـاولـتُ فـي طرق الهــــوى = صـيـدًا فَبُؤْت بخـيبةٍ وعـنـــــــــاء
***
جنّة الحبّ
هـيّا معـي للروض، وابتسمـــــــــي = فهـنـاك ننسـى مـا نعـانـيـــــــــــــهِ
نُصغـي لشدو الطـير فــــــــــي فرحٍ = وبشدونـا السَّامـي ننـاجـيــــــــــــــه
والـمـاءُ يجـري فـوقَ أرجلنــــــــــــا = كـالـتِّبْر يبـدو فـي مـجـاريــــــــــــه
والزهـرُ تخـفـيـنـا خمــــــــــــــائله = عـن كلِّ واشٍ لا نصـافـيـــــــــــــــــه
نجنـي الهــــــــــوى غضًا ونهصرُهُ = يـا هـندُ، مـن بعـد الـمـلـــــــــــمّات
إنّ الهـوى سـرّ سنعــــــــــــــــرفُه = يـا هـندُ، مـن ضمّ وتقـيبـــــــــــــــلِ
فـالـحـبّ لـم يفقه حـــــــــــــــلاوته = مَنْ تـاه فـي أقـوال تضلـــــــــــــــيل
ولـيـنقـلِ الـواشـونَ مـا عـرفـــــــــوا = عـنـا، ولـو شـاؤوا بتهــــــــــــــويل
لسنـا نخـافُ الـيـومَ كَيْدَهــــــــــــــمُ = فلـيذهـبـوا فــــــــــــــــي كلِّ تأويل
ولنقطفِ اللـذّاتِ دانـــــــــــــــــــيةً = يـا هـندُ، مـن غُصنِ الـمســـــــــــــرّات
ولد في بغداد، وفيها توفي بعد عمر قصير لم يكتمل فيه شبابه.
قضى حياته الخاطفة في العراق.
تلقى تعليمه الأولي، ودرس اللغة الإنجليزية فأجادها.
شغف بالتمثيل فانتمى إلى جمعية أنصار التمثيل التي ضمت أمثاله من الشبان برئاسة الفنان عبدالله العزاوي، ومثل في مسارح بغداد والديوانية وغيرهما من المدن
العراقية، حتى تكاتف المرض (السل) والفقر، فقضيا عليه في ريعان الشباب.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في كتاب: أعلام الأدب في العراق الحديث، وله قصائد نشرت في بعض دوريات عصره، منها: عذبيني - جريدة الهاتف - العدد 153، واطربيني - مجلة الحاصد - العدد الثالث - السنة الخامسة، وجسم بلا قلب ، وبعد الكفاح - مجلة الحاصد - العدد الأول - السنة السابعة، وله مسرحية شعرية: مصرع السلام - مستوحاة من أجواء الحرب في الحبشة وإسبانيا وانتصار الطغاة على الشعوب.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من القصص المطبوعة، منها: اللقاء بعد الموت، وعشيق الجنية، والعناق الأخير، وله عدد من المسرحيات النثرية، منها: الثورة العربية - مثلت عام 1936، وقام بالتمثيل فيها، والاعتراف، وابن الدلال - مثلتا في حياته وبعد موته.
المتاح من شعره ينم على موهبة شعرية متميزة، لم يمهله القدر لإشباعها فجاءت قصائده نفثات مصدور أنهكه السل، ترسم خُطا شعراء المهجر، واستخدم الشكل التقليدي للقصيدة العربية قالبًا صبّ فيه مشاعره الحزينة، تميزت قصائده بأسلوبها القوي، وصورها المتجددة، ولغتها المعبرة الرقيقة المناسبة، ومساحة الحزن المكبوت، في بعض قصائده بخاصة: جسم بلا قلب، وبعد الكفاح، طابعٌ سرديٌّ ظاهر، ونزعةٌ تصويرية تسجيلية مؤثرة.
مصادر الدراسة:
1 - مير بصري: أعلام الأدب في العراق الحديث - دار الحكمة - لندن 1994.
2 - الدوريات:
- مجلة الحاصد - العدد الأول - السنة السابعة - بغداد.
- جريدة الهاتف - العدد 153 - النجف.
أقضي الليالي
أقضّي اللـيـالي بـيـن أحضـان مضجعـي = أنـادي، ومـا مـن راحـمٍ يـتقــــــــــرَّبُ
مـريضٌ أذاب الـداءُ قـلـبـي، ولـم أهـنْ = ومـا كـنتُ أدري فـي كفـاحـي سأُغلـب
فبؤتُ كـسـيرَ النّفس أحـمـلُ خـيبتـي = وقـلـبًا غدا فـيـه دمـي يـتصــــــــــبّب
وأصـبحتُ وحدي فـي ابتعــــادٍ وعزْلَةٍ = أنـاضلُ كـالـمسجـون حـيــــــــن يعذّب
وليس سميري في الـدُّجى غيرُ شمعةٍ = تذوب اشـتعـالاً مـثل قـلـبـي وتنضب
فأشعـرُ أن اللـيل طـــــــــــــال ظلامُهُ = فأبقى لنـور الفجــــــر أسعى وأرقب
وأسمع فـي طـيِّ الظلام هــــــــواتفًا = وأنظر أشبـاحًا تلـــــــــــــــوح وتَغْرُب
فأفزع مـن تلك الـمشـاهد خــــــــائفًا = وتسـرعُ دقـــــــــــــــات الفؤاد وتضرب
***
لهو وعبث
ألهـو وأعبثُ فـي الـحـيـاة لعـلّنــــي = أسلـو هـمـومًا فـي الفؤاد خـفـــــيّهْ
فأضمّ لـيلى أو أزور عفـــــــــــــــيفةً = أو أشـتكـي ضرّ الهـوى لنجــــــــــيّه
لكـنَّ هـمّي لـم يـــــــــــزل متحكّمًا = فـي القـلـب يذكـي لـوعةً مـنســيّه
قـالـوا: الخمـورُ تزيل عـنك شـــواغلاً = فشـربتُهـا بـالأكؤس الخزفـــــــــــــيّه
فأذاب كأسُ الخمـر حـبّةَ مهجتــــي = وكأنّ شـربـي كـان كأس مـنـــــــــــيّه
فسكبتُ فـوق الأرض خمـرَ زجـاجتي = وتـركتُ كأسـي فـي الثّرى مـرمـــــيّه
مـا زلـت أبحثُ فـي الـحـيــاة مفتِّشًا = عـن نشـوة تـنسـي الـحـزيـن بـلــــيّه
فضللـتُ فـي طرقِ الـحـيـاة مشـــــرَّدًا = وتخذْتُ أخـيلَةَ الهـنـاء مطـــــــــــــيّه
***
هيفاء
هـيفـاءُ قـد مـلكتْ نُهـاي بحُسْنهـــــا = مـن غـيرِ معـرفةٍ وغـير لقـــــــاءِ
بـانـتْ مـن الشبّاك تـنظر فـاكتـــــوى = قـلـبـي بحـبٍّ زاد فـي إيذائــــي
فـوقفتُ مبـهـوتًا أمـام جـمـالهـــــــــا = مـن روعةٍ كـالصَّخرة الصــــــــمّاء
فتعجّبتْ مـن وقفتـي وتحـــــــــــيّرتْ = وبقـيـت ُمـصعـوقًا بـلا إبــــــــداء
غمزتْ بعـيـنـيـهـا تسـائلُ: يــــا فتى = مـاذا دهـاك، فهل أصـبْتَ بــــــداء؟
لـم أستطعْ قـولاً، وبعـد هـنـيــــــهةٍ = كلّمتهـا بـالغمز والإيـمـــــــــــــاء:
إنـي قتـيلك، فـارحـمـيـنــي وانظري = حـالـي فقـد أصـبحتُ فـي بـلـــواء
فجـمـالُ وجهِك قـد أضـاعَ مشـاعري = وغدوتُ، يـا حسنـاءُ، فـي بـيــــداء
فـاحـمـرّ مـن خجلٍ لقـولـي وجهـهــا = غضبتْ لـذاكَ وأطرقتْ بحـيـــــــــاء
وبـلا جـوابٍ أغلقتْ شبّاكهــــــــــــــا = فـي قسـوةٍ كـالنّافر الـمستــــــاء
فـوقفتُ أنظر مـا جـرى مـن غادتــــي = والـتعتُ مـن صدٍّ وكثر جفـــــــــاء
كـم مـرةٍ حـاولـتُ فـي طرق الهــــوى = صـيـدًا فَبُؤْت بخـيبةٍ وعـنـــــــــاء
***
جنّة الحبّ
هـيّا معـي للروض، وابتسمـــــــــي = فهـنـاك ننسـى مـا نعـانـيـــــــــــــهِ
نُصغـي لشدو الطـير فــــــــــي فرحٍ = وبشدونـا السَّامـي ننـاجـيــــــــــــــه
والـمـاءُ يجـري فـوقَ أرجلنــــــــــــا = كـالـتِّبْر يبـدو فـي مـجـاريــــــــــــه
والزهـرُ تخـفـيـنـا خمــــــــــــــائله = عـن كلِّ واشٍ لا نصـافـيـــــــــــــــــه
نجنـي الهــــــــــوى غضًا ونهصرُهُ = يـا هـندُ، مـن بعـد الـمـلـــــــــــمّات
إنّ الهـوى سـرّ سنعــــــــــــــــرفُه = يـا هـندُ، مـن ضمّ وتقـيبـــــــــــــــلِ
فـالـحـبّ لـم يفقه حـــــــــــــــلاوته = مَنْ تـاه فـي أقـوال تضلـــــــــــــــيل
ولـيـنقـلِ الـواشـونَ مـا عـرفـــــــــوا = عـنـا، ولـو شـاؤوا بتهــــــــــــــويل
لسنـا نخـافُ الـيـومَ كَيْدَهــــــــــــــمُ = فلـيذهـبـوا فــــــــــــــــي كلِّ تأويل
ولنقطفِ اللـذّاتِ دانـــــــــــــــــــيةً = يـا هـندُ، مـن غُصنِ الـمســـــــــــــرّات