نزار إسماعيل عدرة.
ولد في بلدة سلمية (محافظة حماة - سورية)، وتوفي في حادث سيارة.
عاش في سورية.
تلقى تعليمه قبل الجامعي في مسقط رأسه،وقد استمد الكثير من قراءاته من مكتبة أبيه المعلم الشاعر، ثم التحق بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة
دمشق، ولكنه لم يكمل دراسته.
الإنتاج الشعري:
- مجموعة شعرية: من هوامش السفر - دار الغدير - سلمية 1999 (92 صفحة نشر بدعم من اتحاد الكتاب العرب بدمشق).
تندرج تجربته الشعرية في سياق قصيدة الشعر الحر بما تحمله من مزيج يجمع بين هموم الإنسان الفرد والإنسان المجتمع، ولكنه يقف عند قضية الموت وما يدور
في فلكها من معاني التشاؤم والحزن والسقوط، وهو ما يفرض كثيرًا من مفردات تخدم هذه المعاني، وتشكل معجمًا متداولاً لتجربته. غلب على قصائده الوصف فجاءت لوحات قاتمة الألوان لما يحدث للشعب الفلسطيني وحال الأمة العربية وعبثية الحياة.
مصادر الدراسة:
1 - الدوريات: جريدة الثورة - العدد 3393 - 16 من مارس 1974 (ملف خاص عن المترجَم له بمناسبة مرور شهر على رحيله).
2 - معرفة الباحث عبدالرزاق الأصفر شخصية المترجَم له معرفة مباشرة.
قناديل الشتاء
في تلال الثلج كانت لي مساكنْ
وعليها يرسم الأشواقَ والأحلامَ دمعي
وأنا فيها أغني هائمًا
أنفث الآلام شوقا
عبر أجواء المداخنْ
في زواياها الجميله
كانت الأحلام تحيا
ماردًا في وجه ذاك الليل تحيا
ويضوع الأمل المغناج منها
حاملاً كل الأماني
بين أهدابٍ طويله
حدثيني يا بحار الدمع عن بيت الثلوجْ
حدثيني عن مجيء الصيف عن ضوء النهارْ
يا قناديل الشتاء
حدثيني عن رؤى الشمس وعن دنيا البحارْ
ودعيني أغرف الصبح من الشمس من النجم الحزينْ
غاب وهج الشمس عن عيني وماتْ
حدثيني يا قناديل الشتاء
وازرعيني في عيون البحر يومًا
لأزيح الموج من درب السفينه
لأعانق
في نجيع البحر أصدافًا حزينه
نقشوا فيها قديمًا
اسمَ «طارقْ»
حدثيني يا قناديل الشتاءْ
عن رحيق الماء عن لون المطرْ
حدثيني عن ليالي الصيفِ
عن ضوء القمرْ
عن رحيلٍ عبر أنفاس الغروبْ
عن أحاديث السمرْ
وأهالي الحي في بلدتنا
يوم كانوا ينسجون الصبح من خيط الشحوبْ
يا قناديلَ الشتاء!!
هل تعرَّى الصّبح من لحن الضياء؟
لا تسافر أيها اللحن الطروبْ
لا تسافر
لن يجف الريق في قلب الحناجرْ
سنغني رغم آهات البحارْ
ونذيب الليل في صمت المقابرْ
لا تسافرْ سينام الجرح مخنوق الدموعْ
ويعيش الحب في جوف المحاجرْ
***
الصرخة العاشرة
أيوصد بابكِ والحزن فيه وشاحْ؟
أتيتك ، أقرعُ بابكِ لا توصديه
فصوتي رياحْ
تسلّقت عريك يومًا، وجئت مع الموت وجهًا
يحلّق فيه تعرّيك بين السيوفِ
وبين الرماحْ
غزوت لأجلك عمرَ الهموم
ولوّح سيفي بجفن البحارْ
أيوصَد بابك ؟ والموت حولك ريح
وفيك تلوّى الغبارْ
غفوتُ غفوت
وفي معمع الحزن كنا سكارى
مغربَلٌ وجه الترابْ
حنينك كان عزاءْ
تصاعد والهمس فيه هباءْ
ترومين درب التوجّع
عند التوجّع يسْكن دربي
ودربك فيه اشتهاءً
***
قلنا سلامًا
ها أتيتك
كنت أعلم أني سقطتُ
وأن جراحي تنزّ وتبكي سقوطي
ولكنْ أنا ما انتهيتُ
كنت أعلم أنك رغم التنائي
ورغم شقائي
ستبقين لي ثورة تتمرغ بين دمائي
وتعصف عبر عروقي
لتنثر بين الصحارى
صدى كبريائي
أعلم أني منذ ولدتُ
رأيت على وجهك حزن العالم
فانفجرتْ فيَّ دموعي
وبكيت عليك وقلت سلاما
فبكى الحزن معي
ومشينا نرحل عنكِ
وكان على الدرب صدى صوتكِ
يصرخ فينا:
سينام الجرح ويكبر هذا الزمن تعالوا
فغفا الدرب ونمنا فوق سرير الزمن المتكلّسِ
صرنا أحجارًا وصخورا
وقسونا - يا هذا - كنا نعلم أن القلب سيقسو
ويحنُّ ويقسو
كنا نعلم أن الماءَ
سيطفح فوق شفاه الزمن المنقوش على عينيكِ
فنمنا وصحونا
حين رأيناك تهزّين سرير الحزنِ
وترتسمين على نافذة الضوء بريقًا
وتشقّين على مرآة العالم جمرًا ولهيبًا
تتماوج فيه لياليك الضوئيه
فركضنا نحوك نستغفر عينيك صرخنا
ها جئنا
نلتمس الغفران ونبكي بين يديك
كنا نعلم يا هذي أن الزمن الراعشَ
يرسم للمستقبل رؤيا
ستنام على أرصفة العالمِ
كل البلدان العربيه
وستبتر كل الأعناق الثوريّه
فانتحر الزمن الراعشُ
وانفجرت فيه الأوردة الدمويه
ولد في بلدة سلمية (محافظة حماة - سورية)، وتوفي في حادث سيارة.
عاش في سورية.
تلقى تعليمه قبل الجامعي في مسقط رأسه،وقد استمد الكثير من قراءاته من مكتبة أبيه المعلم الشاعر، ثم التحق بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة
دمشق، ولكنه لم يكمل دراسته.
الإنتاج الشعري:
- مجموعة شعرية: من هوامش السفر - دار الغدير - سلمية 1999 (92 صفحة نشر بدعم من اتحاد الكتاب العرب بدمشق).
تندرج تجربته الشعرية في سياق قصيدة الشعر الحر بما تحمله من مزيج يجمع بين هموم الإنسان الفرد والإنسان المجتمع، ولكنه يقف عند قضية الموت وما يدور
في فلكها من معاني التشاؤم والحزن والسقوط، وهو ما يفرض كثيرًا من مفردات تخدم هذه المعاني، وتشكل معجمًا متداولاً لتجربته. غلب على قصائده الوصف فجاءت لوحات قاتمة الألوان لما يحدث للشعب الفلسطيني وحال الأمة العربية وعبثية الحياة.
مصادر الدراسة:
1 - الدوريات: جريدة الثورة - العدد 3393 - 16 من مارس 1974 (ملف خاص عن المترجَم له بمناسبة مرور شهر على رحيله).
2 - معرفة الباحث عبدالرزاق الأصفر شخصية المترجَم له معرفة مباشرة.
قناديل الشتاء
في تلال الثلج كانت لي مساكنْ
وعليها يرسم الأشواقَ والأحلامَ دمعي
وأنا فيها أغني هائمًا
أنفث الآلام شوقا
عبر أجواء المداخنْ
في زواياها الجميله
كانت الأحلام تحيا
ماردًا في وجه ذاك الليل تحيا
ويضوع الأمل المغناج منها
حاملاً كل الأماني
بين أهدابٍ طويله
حدثيني يا بحار الدمع عن بيت الثلوجْ
حدثيني عن مجيء الصيف عن ضوء النهارْ
يا قناديل الشتاء
حدثيني عن رؤى الشمس وعن دنيا البحارْ
ودعيني أغرف الصبح من الشمس من النجم الحزينْ
غاب وهج الشمس عن عيني وماتْ
حدثيني يا قناديل الشتاء
وازرعيني في عيون البحر يومًا
لأزيح الموج من درب السفينه
لأعانق
في نجيع البحر أصدافًا حزينه
نقشوا فيها قديمًا
اسمَ «طارقْ»
حدثيني يا قناديل الشتاءْ
عن رحيق الماء عن لون المطرْ
حدثيني عن ليالي الصيفِ
عن ضوء القمرْ
عن رحيلٍ عبر أنفاس الغروبْ
عن أحاديث السمرْ
وأهالي الحي في بلدتنا
يوم كانوا ينسجون الصبح من خيط الشحوبْ
يا قناديلَ الشتاء!!
هل تعرَّى الصّبح من لحن الضياء؟
لا تسافر أيها اللحن الطروبْ
لا تسافر
لن يجف الريق في قلب الحناجرْ
سنغني رغم آهات البحارْ
ونذيب الليل في صمت المقابرْ
لا تسافرْ سينام الجرح مخنوق الدموعْ
ويعيش الحب في جوف المحاجرْ
***
الصرخة العاشرة
أيوصد بابكِ والحزن فيه وشاحْ؟
أتيتك ، أقرعُ بابكِ لا توصديه
فصوتي رياحْ
تسلّقت عريك يومًا، وجئت مع الموت وجهًا
يحلّق فيه تعرّيك بين السيوفِ
وبين الرماحْ
غزوت لأجلك عمرَ الهموم
ولوّح سيفي بجفن البحارْ
أيوصَد بابك ؟ والموت حولك ريح
وفيك تلوّى الغبارْ
غفوتُ غفوت
وفي معمع الحزن كنا سكارى
مغربَلٌ وجه الترابْ
حنينك كان عزاءْ
تصاعد والهمس فيه هباءْ
ترومين درب التوجّع
عند التوجّع يسْكن دربي
ودربك فيه اشتهاءً
***
قلنا سلامًا
ها أتيتك
كنت أعلم أني سقطتُ
وأن جراحي تنزّ وتبكي سقوطي
ولكنْ أنا ما انتهيتُ
كنت أعلم أنك رغم التنائي
ورغم شقائي
ستبقين لي ثورة تتمرغ بين دمائي
وتعصف عبر عروقي
لتنثر بين الصحارى
صدى كبريائي
أعلم أني منذ ولدتُ
رأيت على وجهك حزن العالم
فانفجرتْ فيَّ دموعي
وبكيت عليك وقلت سلاما
فبكى الحزن معي
ومشينا نرحل عنكِ
وكان على الدرب صدى صوتكِ
يصرخ فينا:
سينام الجرح ويكبر هذا الزمن تعالوا
فغفا الدرب ونمنا فوق سرير الزمن المتكلّسِ
صرنا أحجارًا وصخورا
وقسونا - يا هذا - كنا نعلم أن القلب سيقسو
ويحنُّ ويقسو
كنا نعلم أن الماءَ
سيطفح فوق شفاه الزمن المنقوش على عينيكِ
فنمنا وصحونا
حين رأيناك تهزّين سرير الحزنِ
وترتسمين على نافذة الضوء بريقًا
وتشقّين على مرآة العالم جمرًا ولهيبًا
تتماوج فيه لياليك الضوئيه
فركضنا نحوك نستغفر عينيك صرخنا
ها جئنا
نلتمس الغفران ونبكي بين يديك
كنا نعلم يا هذي أن الزمن الراعشَ
يرسم للمستقبل رؤيا
ستنام على أرصفة العالمِ
كل البلدان العربيه
وستبتر كل الأعناق الثوريّه
فانتحر الزمن الراعشُ
وانفجرت فيه الأوردة الدمويه