نعمان نصر.
ولد في بلدة قلحات (الكورة)، وتوفي في شرخ الشباب.
قضى حياته في لبنان.
نشأ يتيمًا إذ توفي أبوه وهو طفل، كما توفيت أمه في صباه.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة البستان الداخلية بقرية المحيدثة (1910)، وبقي فيها حتى قيام الحرب العالمية الأولى؛ حيث تتلمذ على إبراهيم المنذر فأخذ عنه اللغة العربية والعروض، وبعد انتهاء الحرب التحق بمعهد الفرير (طرابلس)؛ حيث تعلم الفرنسية وحصل على الشهادة الثانوية (1923)، ومنَّى نفسه بدراسة الهندسة
ولكن ظروفه المادية حالت دون ذلك.
أنشأ مدرسة الصفا الخاصة في قريته قلحات لتعليم أبنائها.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «شقائق النعمان» - جمعية اليقظة - قلحات الكورة (يقع في 100 صفحة - دون تاريخ وإن كتبت مقدمته بقلم تلميذ المترجَم له «عبدالله قبرصي عام 1952»، وله قصائد نشرت في كتاب: «ديوان الشعر الشمالي» وأخرى نشرت في مجلة المرأة الجديدة البيروتية، منها: «الأمومة» - 1921، و«المرأة مرآة العصر» - 1921، و«اليتيم» - 1923، وله مطولة شعرية بعنوان: «الحروب العالمية» - (مخطوطة).
مالت قصائده إلى الجانب الوطني الاجتماعي، فقد كان يدعو إلى التحرر ونبذ التعصب، مدافعًا عن الحياة الجديدة ومظاهر التطور المنشود، وقد تأثر بشعر المهجر - مضمونًا وأسلوبًا محافظًا- وبالموشحات فاتبع نظامها في بعض قصائده، كما اهتم بالمخمسات. اعتمد القالب القصصي؛ مما منح قصائده وحدة موضوعية، واهتم
بالموسيقى الصاخبة حينًا والهادئة أحيانًا فجاءت متنوعة الأداء، قوية الأسلوب.
مصادر الدراسة:
1 - ديوان الشعر الشمالي - المجلس الثقافي للبنان الشمالي - طبعة جروس برس - 1996.
2 - الدوريات: أعداد متفرقة من مجلة المرأة الجديدة 1920 - 1923.
الأمومة
أمـي، أهـذي، سنّة الأرحـــــــــــــــامِ = تتعذبـيـن لراحتـي وسلامــــــــــــــي؟
تَشْقـيـن إن أشقى، وتـنـتحـبـيــــن إن = أبكـي، وتشـتـركـيـن فـي آلامـــــي؟
هـذي عـواطفك الرقـيــــــــــقة تُجتلَى = في الضحك في العبرات وهي هـوامي
هـذا حنـوّك فـوق وجهك طــــــــــــــافح = متدفق حـبًا كـنهـرٍ طـامـــــــــــي
هـذا فؤادك صـفحةٌ مـصقـــــــــــــــولةٌ = أبـدًا تشفّ عـن الشعـور السـامـــي
أنـا إن عـمـلـت عـلى رضـاك فجلّ مـا = تبـغـيـنه مـجـدي ورفْع مقـامـــــي
وإذا أثـمتُ إلـيك عـن جهل الصـبــــــــا = فبـمـاء حـبك تـمّحـي آثـامـــــــي
فـي كل شكل تظهـريـن بـــــــــــــه أرى = فـيك الهدى والرشد للأقـــــــوام
قـد جئت بـي نحـو الـوجـود وكـنـت فــــي = طـيّ الخـفـاء محجّبًا بـلثـــــام
فإذا عـشقت فـمـنك عـشقــــــــــــي كله = وإذا هـويـت ففـيك كل غرامــي
وإذا فكَرْتُ ففــــــــــــــيك أفْكُرُ دائمًا = وبعُظْم فضلك إن نطقت كلامـــي
يـا أمّ، يـا أمَّ الكـيـان بأســــــــــره = وبشـيرة الإصلاح فـي الآنـــــــــــــام
يـا فجـر آمـالـي ومغرب شقـوتــي = يـا طِيب مبتدئـي، ومسْك ختـامــــــي
يـا شمس إرشـادي، وبـارق بـهجتـي = وضـيـاء أفكـاري، ونـور ظلامـــي
يـا يـمّ آمـالـي، وأفق تصــــــــــــوري = وتخـيلـي فـي يـقـظتـي، ومـنـامــــي
يـا قطب أفراحـي ومحـور صـبـوتـي = وتدلُّهـي، وتـوجُّدي، وهـيـامـــــــي
يـا مؤنسـي فـي خلـوتـي، ومسـامـري = فـي وحشـتـي ومُطَبِّبـي بسقـامــــي
لـولاكِ لـم أفقَهْ معـانـي الكـون مــــــن = أمـلٍ ومـن حـبٍّ بقـلـبك نـامــــــــي
أرضعْتِنـي لـبن الفضـيلة ســـــــــــائغًا = فشبَبْتُ فـي الآداب قبـل فطـامــــــي
وسكبتِ فـــــــــيَّ ندى الهدى فتفتحتْ = عـن زهـرة فتَّانة أكـمـامـــــــــــــــي
ولد في بلدة قلحات (الكورة)، وتوفي في شرخ الشباب.
قضى حياته في لبنان.
نشأ يتيمًا إذ توفي أبوه وهو طفل، كما توفيت أمه في صباه.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة البستان الداخلية بقرية المحيدثة (1910)، وبقي فيها حتى قيام الحرب العالمية الأولى؛ حيث تتلمذ على إبراهيم المنذر فأخذ عنه اللغة العربية والعروض، وبعد انتهاء الحرب التحق بمعهد الفرير (طرابلس)؛ حيث تعلم الفرنسية وحصل على الشهادة الثانوية (1923)، ومنَّى نفسه بدراسة الهندسة
ولكن ظروفه المادية حالت دون ذلك.
أنشأ مدرسة الصفا الخاصة في قريته قلحات لتعليم أبنائها.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «شقائق النعمان» - جمعية اليقظة - قلحات الكورة (يقع في 100 صفحة - دون تاريخ وإن كتبت مقدمته بقلم تلميذ المترجَم له «عبدالله قبرصي عام 1952»، وله قصائد نشرت في كتاب: «ديوان الشعر الشمالي» وأخرى نشرت في مجلة المرأة الجديدة البيروتية، منها: «الأمومة» - 1921، و«المرأة مرآة العصر» - 1921، و«اليتيم» - 1923، وله مطولة شعرية بعنوان: «الحروب العالمية» - (مخطوطة).
مالت قصائده إلى الجانب الوطني الاجتماعي، فقد كان يدعو إلى التحرر ونبذ التعصب، مدافعًا عن الحياة الجديدة ومظاهر التطور المنشود، وقد تأثر بشعر المهجر - مضمونًا وأسلوبًا محافظًا- وبالموشحات فاتبع نظامها في بعض قصائده، كما اهتم بالمخمسات. اعتمد القالب القصصي؛ مما منح قصائده وحدة موضوعية، واهتم
بالموسيقى الصاخبة حينًا والهادئة أحيانًا فجاءت متنوعة الأداء، قوية الأسلوب.
مصادر الدراسة:
1 - ديوان الشعر الشمالي - المجلس الثقافي للبنان الشمالي - طبعة جروس برس - 1996.
2 - الدوريات: أعداد متفرقة من مجلة المرأة الجديدة 1920 - 1923.
الأمومة
أمـي، أهـذي، سنّة الأرحـــــــــــــــامِ = تتعذبـيـن لراحتـي وسلامــــــــــــــي؟
تَشْقـيـن إن أشقى، وتـنـتحـبـيــــن إن = أبكـي، وتشـتـركـيـن فـي آلامـــــي؟
هـذي عـواطفك الرقـيــــــــــقة تُجتلَى = في الضحك في العبرات وهي هـوامي
هـذا حنـوّك فـوق وجهك طــــــــــــــافح = متدفق حـبًا كـنهـرٍ طـامـــــــــــي
هـذا فؤادك صـفحةٌ مـصقـــــــــــــــولةٌ = أبـدًا تشفّ عـن الشعـور السـامـــي
أنـا إن عـمـلـت عـلى رضـاك فجلّ مـا = تبـغـيـنه مـجـدي ورفْع مقـامـــــي
وإذا أثـمتُ إلـيك عـن جهل الصـبــــــــا = فبـمـاء حـبك تـمّحـي آثـامـــــــي
فـي كل شكل تظهـريـن بـــــــــــــه أرى = فـيك الهدى والرشد للأقـــــــوام
قـد جئت بـي نحـو الـوجـود وكـنـت فــــي = طـيّ الخـفـاء محجّبًا بـلثـــــام
فإذا عـشقت فـمـنك عـشقــــــــــــي كله = وإذا هـويـت ففـيك كل غرامــي
وإذا فكَرْتُ ففــــــــــــــيك أفْكُرُ دائمًا = وبعُظْم فضلك إن نطقت كلامـــي
يـا أمّ، يـا أمَّ الكـيـان بأســــــــــره = وبشـيرة الإصلاح فـي الآنـــــــــــــام
يـا فجـر آمـالـي ومغرب شقـوتــي = يـا طِيب مبتدئـي، ومسْك ختـامــــــي
يـا شمس إرشـادي، وبـارق بـهجتـي = وضـيـاء أفكـاري، ونـور ظلامـــي
يـا يـمّ آمـالـي، وأفق تصــــــــــــوري = وتخـيلـي فـي يـقـظتـي، ومـنـامــــي
يـا قطب أفراحـي ومحـور صـبـوتـي = وتدلُّهـي، وتـوجُّدي، وهـيـامـــــــي
يـا مؤنسـي فـي خلـوتـي، ومسـامـري = فـي وحشـتـي ومُطَبِّبـي بسقـامــــي
لـولاكِ لـم أفقَهْ معـانـي الكـون مــــــن = أمـلٍ ومـن حـبٍّ بقـلـبك نـامــــــــي
أرضعْتِنـي لـبن الفضـيلة ســـــــــــائغًا = فشبَبْتُ فـي الآداب قبـل فطـامــــــي
وسكبتِ فـــــــــيَّ ندى الهدى فتفتحتْ = عـن زهـرة فتَّانة أكـمـامـــــــــــــــي