ازداد نعمان ثابت عبداللطيف في بغداد، وتوفي في منطقة الزريجية (قضاء السماوة)، ودفن في بغداد.
قضى حياته في العراق.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الفضل في رصافة بغداد، ثم التحق بمدرسة الصناعة، ودرس علم الكهرباء، ثم عاد لإتمام دراسته الثانوية، والتحق بعدها
بالكلية العسكرية في بغداد (1924)، وتخرج فيها (1927) برتبة ملازم ثان، ثم رقي إلى ملازم أول (1932)، واشترك بعدها في دورة الأركان حيث نال رتبة نقيب، وكان قد تتلمذ على منير القاضي عميد كلية الحقوق العراقية آنذاك.
كان عضوًا في جمعية الهداية الإسلامية التي أقامت له حفل تأبين شارك فيه عدد من شعراء العراق بمرثيات له، ومنهم: إبراهيم أدهم الزهاوي، وحسين علي
الظريفي، وجميل أحمد الكاظمي، ونشرت قصائدهم في مقدمة ديوانه.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «شقائق النعمان» - مطبعة بغداد 1938 (اعتنى به ووضع تعاليقه وحواشيه الشاعران: عبدالستار القرغولي، وإبراهيم أدهم الزهاوي)، وقصائد نشرت في كتاب: من شعرائنا المنسيين.
يعتقد الكثير من الناس أن أغنية السيدة فيروز { سكن الليل } هي لشاعر لبناني من شعراء المهجر ،
والبعض ممن استـُطلعتْ آراؤهم يعتقد أنها لجبران خليل جبران .
حتى تبين إن الأغنية هي موشح للشاعر نعمان ثابت عبد اللطيف.
وقد كان من رجال السلك العسكري أيام الملك غازي .
درس في الكلية العسكرية وتخرج فيها عام 1927 .
قتل في حادث سقوط طائرته الحربية أثناء مهمة استطلاعية فوق محافظة السماوة عام 1937وترك ديوان شعره { شقائق النعمان } ومجموعة من الكتب عند أسرته التي قامت بعد مقتله بإصدارها وهي :
{ الجندية في الدولة العباسية }
و { وجواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني }
و { اليزيديون }
و ( آثار العراق) .
يضم ديوان { شقائق النعمان } إحدى وخمسين قصيدة رومانسية تتقدم كثيراً على شعر الرومانسية العربي في الأربعينيات والخمسينيات من خلال اللغة والموضوعات والاستعارات والتشبيهات .
كتبت أغلب قصائده حسب الصيغ المعروفة لعمود الشعر العربي باستثناء ثمانية موشحاتٍ اتخذت من مسائلَ الطبيعة والزمن والحب موضوعات لها ومن ضمنها موشح ( سكن الليل).
لقد طوت السنون شاعرنا طي النسيان . فلم يأخذ نصيبه منها كما أخذه غيره..لأسباب عديدة منها ..
أن شاعرنا لم يكن بعثياً ولا شيوعياً ولا ولا ولم يحسب على أية آيديولوجية في العراق .
عاش حياته للشعر والفن بعيداً عن عواصف السياسة وتحولاتها ، وينطبق هذا الشيء على الكثير من الشعراء العراقيين مثل عبد القادر رشيد الناصري الشاعر الكردي الذي استوطن الناصرية وترك تراثاً ضخماً ، وحسين مردان، وعبد الأمير الحصيري ، ورشدي العامل، وسواهم من الشعراء الآخرين .
اللذين سنتاول سيرهم واحدا بعد الآخر في هذه البحوث..ومن خلالها سنسلط الضوء على اكبر عدد ممكن من الشعراء والأدباء العراقيين اللذين يتفوقون على العديد من زملائهم العرب في مجالات إبداعهم إلا إنهم لم يحصلوا على فرصة الانتشار كما حصل عليها زملائهم العرب..لأسباب كثيره سنتناولها مع كل سيرة من سيرهم المعطرة بالرفعة .
إن الأمور السياسية وتقلباتها جعلت الشعراء من أمثال نعمان ثابت عبد اللطيف وسواه ممن تركوا إرثاً يعنى بالجمال والإبداع الإنساني الخالص والبعيد عن القتل والدم ، مبعدين بسبب المفاهيم العشائرية والطائفية التي رسختها الأيديولوجيات العمياء في العراق . اثر التحولات السياسية التي طرأت على البلاد بين العهدين الملكي والجمهوري.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات المطبوعة، منها: الجندية في الدولة العباسية - مطبعة أسعد - بغداد 1956. أشارت مقدمة ديوانه إلى عدد كبير من المؤلفات المخطوطة، منها: مصرع المتوكل (رواية تاريخية تمثيلية)، مأساة القائد السجين (رواية عن نكبة عرب الأندلس)، المساجلات (مراسلات شعرية ومساجلات أدبية دارت بينه وبين عبدالستار القرغولي)، ديوان يزيد بن معاوية، آخر بني سراج، (وهي رواية تمثيلية نثرية أصلها للأمير شكيب أرسلان)، رسائل في الحمام الزاجل، رسالة في الحبر السري، جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني، اليزيديون، آثار العراق. وله عدد من المقالات نشرت في المجلة العسكرية العراقية.
بين الحنين إلى الوطن والشوق للأحباب والأصدقاء تتحرك تجربته الشعرية منتجة مجالاً واسعًا لملامح المدرسة الرومانسية وسمات القصيدة الوجدانية بمعجمها وصورها وأساليب طرحها لقضايا الإنسان الذاتية والوجدانية سعيًا إلى تشكيل قصيدة ذات طابع عربي أصيل عبر لغة منتقاة وأساليب قوية. كان لليل والصباح وغيرهما من مفردات الطبيعة مساحة واضحة المعالم في قصيدته، واشتهرت قصيدته التي حاكى فيها قصيدة جبران خليل جبران الشهيرة «سكن الليل».
منح القضيب المعدني في حركات التمرد في الفرات الأوسط.
سكن الليل
سكن الليل وفي ثوب السكون تختبئ الأحلام
واعتلى الطير أريكات الغصون يبعث الأنغام
فثوى السهد بأجفان الحزين وطوى أضلاعه الداء الدفين
واستهلت عبرات العاشقين
وسعى البدر وللبدر عيون ترصد الأيام
وتلقى من أحاديث الشجون ما يشيب الهام
يا ابنة الحقل هلمي لنزور كرمة العشاق
فتغطينا بأغصان الزهور وجني الأوراق
ادهقي الأقداح خمراً سلسلاً وانعشي قلب المشوق المبتلى
واشربي فالخمر تشفي العللا
علنا نطفئ بذياك العصير حرقة الأشواق
وعسى يحنو على قلبي الكسير قلبك الخفاق
واسمعي البلبل ما بين الحقول يسكب الألحان
رجّعت الحانه رحب السهول فانتشى القلبان
فاجلسي قربي على عشب البطاح وانصتي واستمعي أشجى الصداح
فصداح الطير مطلوق الجناح
في فضاء نفحت فيه التلول نسمة الريحان
ينعش الروح كما كأس الشمول تنعش الضمآن
لا تخافي يا فتاتي فالنجوم تكتم الأخبار
مثقلات بتباريح الهموم في هوى الأقمار
هائمات دون جدوى في السماء خافقات كقلوب في الفضاء
أو فؤادي عندما طال التنائي
وضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار
وعلى النبع بصمت ووجوم تثمل الأزهار
لا تخافي فعروس الجن في كهفها المسحور
يتسلى بكؤوس القرقف قلبها المأسور
هي تخشى فتكات المقلتين وبريقاً ساطعاً في الوجنتين
ابصريها هي من نبلة عين
وقعت سكرى وكادت تختفي عن عيون الحور
واذا الفجر انجلى وا أسفي تختفي في النور
ومليك الجن إن مرّ يروح والهوى يثنيه
واذا الورقاء في الليل تنوح نوحها يشجيه
عانقيني وامسحي دمع جفوني فمليك الجن في قيد الشجون
صامتاً منذهلاً دامي العيون
هو مثلي عاشق كيف يبوح بالذي يضنيه
وكلانا مستهام والجروح مثخنات فيه .
***
قضى حياته في العراق.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الفضل في رصافة بغداد، ثم التحق بمدرسة الصناعة، ودرس علم الكهرباء، ثم عاد لإتمام دراسته الثانوية، والتحق بعدها
بالكلية العسكرية في بغداد (1924)، وتخرج فيها (1927) برتبة ملازم ثان، ثم رقي إلى ملازم أول (1932)، واشترك بعدها في دورة الأركان حيث نال رتبة نقيب، وكان قد تتلمذ على منير القاضي عميد كلية الحقوق العراقية آنذاك.
كان عضوًا في جمعية الهداية الإسلامية التي أقامت له حفل تأبين شارك فيه عدد من شعراء العراق بمرثيات له، ومنهم: إبراهيم أدهم الزهاوي، وحسين علي
الظريفي، وجميل أحمد الكاظمي، ونشرت قصائدهم في مقدمة ديوانه.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «شقائق النعمان» - مطبعة بغداد 1938 (اعتنى به ووضع تعاليقه وحواشيه الشاعران: عبدالستار القرغولي، وإبراهيم أدهم الزهاوي)، وقصائد نشرت في كتاب: من شعرائنا المنسيين.
يعتقد الكثير من الناس أن أغنية السيدة فيروز { سكن الليل } هي لشاعر لبناني من شعراء المهجر ،
والبعض ممن استـُطلعتْ آراؤهم يعتقد أنها لجبران خليل جبران .
حتى تبين إن الأغنية هي موشح للشاعر نعمان ثابت عبد اللطيف.
وقد كان من رجال السلك العسكري أيام الملك غازي .
درس في الكلية العسكرية وتخرج فيها عام 1927 .
قتل في حادث سقوط طائرته الحربية أثناء مهمة استطلاعية فوق محافظة السماوة عام 1937وترك ديوان شعره { شقائق النعمان } ومجموعة من الكتب عند أسرته التي قامت بعد مقتله بإصدارها وهي :
{ الجندية في الدولة العباسية }
و { وجواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني }
و { اليزيديون }
و ( آثار العراق) .
يضم ديوان { شقائق النعمان } إحدى وخمسين قصيدة رومانسية تتقدم كثيراً على شعر الرومانسية العربي في الأربعينيات والخمسينيات من خلال اللغة والموضوعات والاستعارات والتشبيهات .
كتبت أغلب قصائده حسب الصيغ المعروفة لعمود الشعر العربي باستثناء ثمانية موشحاتٍ اتخذت من مسائلَ الطبيعة والزمن والحب موضوعات لها ومن ضمنها موشح ( سكن الليل).
لقد طوت السنون شاعرنا طي النسيان . فلم يأخذ نصيبه منها كما أخذه غيره..لأسباب عديدة منها ..
أن شاعرنا لم يكن بعثياً ولا شيوعياً ولا ولا ولم يحسب على أية آيديولوجية في العراق .
عاش حياته للشعر والفن بعيداً عن عواصف السياسة وتحولاتها ، وينطبق هذا الشيء على الكثير من الشعراء العراقيين مثل عبد القادر رشيد الناصري الشاعر الكردي الذي استوطن الناصرية وترك تراثاً ضخماً ، وحسين مردان، وعبد الأمير الحصيري ، ورشدي العامل، وسواهم من الشعراء الآخرين .
اللذين سنتاول سيرهم واحدا بعد الآخر في هذه البحوث..ومن خلالها سنسلط الضوء على اكبر عدد ممكن من الشعراء والأدباء العراقيين اللذين يتفوقون على العديد من زملائهم العرب في مجالات إبداعهم إلا إنهم لم يحصلوا على فرصة الانتشار كما حصل عليها زملائهم العرب..لأسباب كثيره سنتناولها مع كل سيرة من سيرهم المعطرة بالرفعة .
إن الأمور السياسية وتقلباتها جعلت الشعراء من أمثال نعمان ثابت عبد اللطيف وسواه ممن تركوا إرثاً يعنى بالجمال والإبداع الإنساني الخالص والبعيد عن القتل والدم ، مبعدين بسبب المفاهيم العشائرية والطائفية التي رسختها الأيديولوجيات العمياء في العراق . اثر التحولات السياسية التي طرأت على البلاد بين العهدين الملكي والجمهوري.
الأعمال الأخرى:
- له عدد من المؤلفات المطبوعة، منها: الجندية في الدولة العباسية - مطبعة أسعد - بغداد 1956. أشارت مقدمة ديوانه إلى عدد كبير من المؤلفات المخطوطة، منها: مصرع المتوكل (رواية تاريخية تمثيلية)، مأساة القائد السجين (رواية عن نكبة عرب الأندلس)، المساجلات (مراسلات شعرية ومساجلات أدبية دارت بينه وبين عبدالستار القرغولي)، ديوان يزيد بن معاوية، آخر بني سراج، (وهي رواية تمثيلية نثرية أصلها للأمير شكيب أرسلان)، رسائل في الحمام الزاجل، رسالة في الحبر السري، جواسيس الجبهة أو ذكريات ضابط استخبارات ألماني، اليزيديون، آثار العراق. وله عدد من المقالات نشرت في المجلة العسكرية العراقية.
بين الحنين إلى الوطن والشوق للأحباب والأصدقاء تتحرك تجربته الشعرية منتجة مجالاً واسعًا لملامح المدرسة الرومانسية وسمات القصيدة الوجدانية بمعجمها وصورها وأساليب طرحها لقضايا الإنسان الذاتية والوجدانية سعيًا إلى تشكيل قصيدة ذات طابع عربي أصيل عبر لغة منتقاة وأساليب قوية. كان لليل والصباح وغيرهما من مفردات الطبيعة مساحة واضحة المعالم في قصيدته، واشتهرت قصيدته التي حاكى فيها قصيدة جبران خليل جبران الشهيرة «سكن الليل».
منح القضيب المعدني في حركات التمرد في الفرات الأوسط.
سكن الليل
سكن الليل وفي ثوب السكون تختبئ الأحلام
واعتلى الطير أريكات الغصون يبعث الأنغام
فثوى السهد بأجفان الحزين وطوى أضلاعه الداء الدفين
واستهلت عبرات العاشقين
وسعى البدر وللبدر عيون ترصد الأيام
وتلقى من أحاديث الشجون ما يشيب الهام
يا ابنة الحقل هلمي لنزور كرمة العشاق
فتغطينا بأغصان الزهور وجني الأوراق
ادهقي الأقداح خمراً سلسلاً وانعشي قلب المشوق المبتلى
واشربي فالخمر تشفي العللا
علنا نطفئ بذياك العصير حرقة الأشواق
وعسى يحنو على قلبي الكسير قلبك الخفاق
واسمعي البلبل ما بين الحقول يسكب الألحان
رجّعت الحانه رحب السهول فانتشى القلبان
فاجلسي قربي على عشب البطاح وانصتي واستمعي أشجى الصداح
فصداح الطير مطلوق الجناح
في فضاء نفحت فيه التلول نسمة الريحان
ينعش الروح كما كأس الشمول تنعش الضمآن
لا تخافي يا فتاتي فالنجوم تكتم الأخبار
مثقلات بتباريح الهموم في هوى الأقمار
هائمات دون جدوى في السماء خافقات كقلوب في الفضاء
أو فؤادي عندما طال التنائي
وضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار
وعلى النبع بصمت ووجوم تثمل الأزهار
لا تخافي فعروس الجن في كهفها المسحور
يتسلى بكؤوس القرقف قلبها المأسور
هي تخشى فتكات المقلتين وبريقاً ساطعاً في الوجنتين
ابصريها هي من نبلة عين
وقعت سكرى وكادت تختفي عن عيون الحور
واذا الفجر انجلى وا أسفي تختفي في النور
ومليك الجن إن مرّ يروح والهوى يثنيه
واذا الورقاء في الليل تنوح نوحها يشجيه
عانقيني وامسحي دمع جفوني فمليك الجن في قيد الشجون
صامتاً منذهلاً دامي العيون
هو مثلي عاشق كيف يبوح بالذي يضنيه
وكلانا مستهام والجروح مثخنات فيه .
***