مشاعر مجروحة
أواه، إلى متى سنصمت على تعجرف الأخر!
بطارية الصبر انتهت ولم يعد من داع لاقتنائها من سيدنا داود. هي من دفعتني لأصبح جزارا للمشاعر، لساني تعلم كيف يصبح سكينا، أصبح بارعا في ذبح ذكرياتها من الوريد إلى الوريد، أنا لا أعرف معنى الكراهية لكنني أصبحت أكره حرفين من الأبجدية: الحاء والباء. تمنيت لو أسقطهم من لائحة الضاد حتى لا يكتب البعض كلمة حب... البعض فقط.
وضعت ذكرياتي معها تحت مزهرية مكسورة، وخرجت أتسكع بين أزقة الهامش، أشتهي في هذا المساء الذي يرتدي معطفا مضادا لرصاص المطر. مضاجعة قصيدة غزلية من قصائد الصعاليك المحظورة في خيمة التاريخ...
أيتها الساقية أريد أن أخمد نار العاطفة التي تحرقني، آه نسيت أنني أصبحت رجل ثلج بدون قلب، نعم بدون قلب، فالحب الذي جمعني بها أصبح حبا معطوبا لا فائدة منه مثل الحب الذي جمع بين محمد الطنجاوي وجيرترود في طنجة وباريز. خالد لا يثقن لعبة الحب، خالد رجل مشاغب. خالد رجل متمرد أنتم من جعله يحترف الغضب. أرجوك يا ساقية اسكبي لي كأسا يدخلني إلى مصحة النسيان، وارفعي من صخب الموسيقى حتى لا أزعج السكارى بنواح مشاعري المبعثرة هنا وهناك.
* لحظة الكاتب يعترض!
خالد لا تكن قاسيا، أنا مكلف بكتابة نواحك ولست مسؤولا عن كتابة الأشواك التي تخلف الجرح في القارئ... القارئ ها ها ها ها، أضحكتني. لا يوجد قارئ عزيزي، فأنا أكتب للمحطمين أمثالي. الذين يعانون في صمت، الذين يعانقون الموت، ويغنون أغنية الموت في انتشاء. لقد أعطاني الرب آلة الكتابة وزرع في جسدي موهبة الإبداع وكلفني بنقل أنين الأصوات الكئيبة، المحطمة، التي تطلق عويلا يثقب السماء، أرجوك دعني وشأني، اتركني، ابتعد، دعني أكمل كتابة مشاعري المجروحة.
- مشاعرك أي مشاعر يا مغفل؟
مشاعري هي مشاعرك أنتَ /أنتِ/ أنتما /أنتم /أنتنّ...وكل ضمائر الضاد الرشيقة.
مشاعري هي مشاعر كل المجانين العقلاء. أنا لست خائفا من البوح/ من الصراخ/من البكاء.. أعطيني كف الملائكة لأمسح دموعي. لقد تعلمت أن أكون شجاعا. الخوف لا يفزعني، والحزن لا يرعبني، فشبحه اتخذ من جسدي كوخا للعيش. لطالما أخبرتني جارتي السيدة (Z) " بطلة النميمة"، بأن أزور أحد الفقهاء.
- خالد ولكن لماذا عليك أن تزور الفقيه؟
- أيها الكاتب إنك أحقر مني، لسانك فضولي !فض!...لا تقاطعني.
- لأنك أنت أنا، وأنا أنت، Toi et moi sommes un أيها المسخ.
عموما لكي يتلو علي بعض الآيات الكريمة حتى يغادر الحزن جسدي، لكن أتعلم رفضت بشدة، لقد ألفت الحزن صار صديقي، لذلك لا اخاف منه حتى لو شاخ واشتد عوده ومات بداخلي. كبرت وكبر معي، وربما هو توأمي، ونسخة عني، ربما ماما أنجبت الحزن، وبقيت أنا عالقا بداخلها قبل أن تخرجني يد الطبيب الغبية إلى هذا العالم المزعج بنقيق الرجال الذين يجيدون بيع الكذب والنساء اللواتي يمتهن دعارة النفاق!
تبا للحب وتبا لها وتبا لي وتبا لكم جميعا، كنت معها أعيش كذبة متقنة الإخراج ، هي أصبحت الأن في مقبرة النسيان، وأنا أدمنت الصحو. لست قلقا، فأغلب البشر لا يستحقون أن نخسر عليهم ولو تانية تفكير. لكني لست فرحا، فالفرح اعتزلني مذ كنت أتبول البراءة في ملابسي...كبرت ولازال أصدقائي يعتبرونني مجرد مجنونا لا دواء له، وهل هناك أفضل من العيش بجنون؟ فالجنون عالم العباقرة والمجانين هم أسياد الكون، هذا ما أكده تاريخ النوابغ... وأنا لست مسؤولا عن هذه الدعابة.
سحقا لكل شخص يتحدث عن الصداقة، أغلب أصدقائي غابوا لأنهم ظنوا أنهم صعد فوق درج المال، ينظرون إلي من أعلى،من أسفل، من وراء جدار العين. ربما أبدو لهم مثل بزقة نزلت للتو من خصر دجاجة هاربة من الزواج...الصداقة ،في هذا الزمان أصبحت بشعة، أي صداقة نتحدث عنها في مجتمع يتنفس النفاق! الصداقة نُفْيَتْ منذ انصهرت المدينة الفاضلة في عين أفلاطون قبل أن تعمى بدخان الفلسفة.
عدت إلى البيت متعبا مطرودا من أجواء الليل، لا شيء يعجبني، نحن المكسورون لا شيء يعجبنا! كل شيء في الحياة عندنا فقد مذاقه، الحياة تجلدنا في اليوم مائة جلدة لكننا نقاوم من أجل العيش. الحياة حطمتنا، جعلتنا أجسادنا للمشاعر المجروحة، نظرت إلى السماء من ثقب في علبة الكبريت التي أتخذها مسكنا . السماء كانت تضيئ بنجومها الناصعة البياض على المدينة الغارقة في دخان الغازات التي تنبعث من مؤخرة الفقراء الذين يكثرون من أكل الفول والعدس كيف سأنام؟
أخرجت الذكريات من تحت المزهرية المكسورة وأنا أتساءل، نعتتني بالأحمق. نعم أنا ملك الحمقى... موتي، نعتني بالخائن، نعم أنا فارس الخونة...موتي، نعتتني بالمغرور، أنا وردة النرجس...موتي، فأنا مشاغب،مشاكس مثل حيواناتي المنوية السريعة، التي إن سكبتها في أرض عجفاء. أنجبت الحياة. صبرت عنك، لا عليك، سأمسح غضبي بصبر أبي الرجل الذي يشبه الأنبياء في أخلاقه....لم يعد يهمني شيء بعد أن مزقت كل العبارة التي جمعت حرف الحاء والباء.
أواه، إلى متى سنصمت على تعجرف الأخر!
بطارية الصبر انتهت ولم يعد من داع لاقتنائها من سيدنا داود. هي من دفعتني لأصبح جزارا للمشاعر، لساني تعلم كيف يصبح سكينا، أصبح بارعا في ذبح ذكرياتها من الوريد إلى الوريد، أنا لا أعرف معنى الكراهية لكنني أصبحت أكره حرفين من الأبجدية: الحاء والباء. تمنيت لو أسقطهم من لائحة الضاد حتى لا يكتب البعض كلمة حب... البعض فقط.
وضعت ذكرياتي معها تحت مزهرية مكسورة، وخرجت أتسكع بين أزقة الهامش، أشتهي في هذا المساء الذي يرتدي معطفا مضادا لرصاص المطر. مضاجعة قصيدة غزلية من قصائد الصعاليك المحظورة في خيمة التاريخ...
أيتها الساقية أريد أن أخمد نار العاطفة التي تحرقني، آه نسيت أنني أصبحت رجل ثلج بدون قلب، نعم بدون قلب، فالحب الذي جمعني بها أصبح حبا معطوبا لا فائدة منه مثل الحب الذي جمع بين محمد الطنجاوي وجيرترود في طنجة وباريز. خالد لا يثقن لعبة الحب، خالد رجل مشاغب. خالد رجل متمرد أنتم من جعله يحترف الغضب. أرجوك يا ساقية اسكبي لي كأسا يدخلني إلى مصحة النسيان، وارفعي من صخب الموسيقى حتى لا أزعج السكارى بنواح مشاعري المبعثرة هنا وهناك.
* لحظة الكاتب يعترض!
خالد لا تكن قاسيا، أنا مكلف بكتابة نواحك ولست مسؤولا عن كتابة الأشواك التي تخلف الجرح في القارئ... القارئ ها ها ها ها، أضحكتني. لا يوجد قارئ عزيزي، فأنا أكتب للمحطمين أمثالي. الذين يعانون في صمت، الذين يعانقون الموت، ويغنون أغنية الموت في انتشاء. لقد أعطاني الرب آلة الكتابة وزرع في جسدي موهبة الإبداع وكلفني بنقل أنين الأصوات الكئيبة، المحطمة، التي تطلق عويلا يثقب السماء، أرجوك دعني وشأني، اتركني، ابتعد، دعني أكمل كتابة مشاعري المجروحة.
- مشاعرك أي مشاعر يا مغفل؟
مشاعري هي مشاعرك أنتَ /أنتِ/ أنتما /أنتم /أنتنّ...وكل ضمائر الضاد الرشيقة.
مشاعري هي مشاعر كل المجانين العقلاء. أنا لست خائفا من البوح/ من الصراخ/من البكاء.. أعطيني كف الملائكة لأمسح دموعي. لقد تعلمت أن أكون شجاعا. الخوف لا يفزعني، والحزن لا يرعبني، فشبحه اتخذ من جسدي كوخا للعيش. لطالما أخبرتني جارتي السيدة (Z) " بطلة النميمة"، بأن أزور أحد الفقهاء.
- خالد ولكن لماذا عليك أن تزور الفقيه؟
- أيها الكاتب إنك أحقر مني، لسانك فضولي !فض!...لا تقاطعني.
- لأنك أنت أنا، وأنا أنت، Toi et moi sommes un أيها المسخ.
عموما لكي يتلو علي بعض الآيات الكريمة حتى يغادر الحزن جسدي، لكن أتعلم رفضت بشدة، لقد ألفت الحزن صار صديقي، لذلك لا اخاف منه حتى لو شاخ واشتد عوده ومات بداخلي. كبرت وكبر معي، وربما هو توأمي، ونسخة عني، ربما ماما أنجبت الحزن، وبقيت أنا عالقا بداخلها قبل أن تخرجني يد الطبيب الغبية إلى هذا العالم المزعج بنقيق الرجال الذين يجيدون بيع الكذب والنساء اللواتي يمتهن دعارة النفاق!
تبا للحب وتبا لها وتبا لي وتبا لكم جميعا، كنت معها أعيش كذبة متقنة الإخراج ، هي أصبحت الأن في مقبرة النسيان، وأنا أدمنت الصحو. لست قلقا، فأغلب البشر لا يستحقون أن نخسر عليهم ولو تانية تفكير. لكني لست فرحا، فالفرح اعتزلني مذ كنت أتبول البراءة في ملابسي...كبرت ولازال أصدقائي يعتبرونني مجرد مجنونا لا دواء له، وهل هناك أفضل من العيش بجنون؟ فالجنون عالم العباقرة والمجانين هم أسياد الكون، هذا ما أكده تاريخ النوابغ... وأنا لست مسؤولا عن هذه الدعابة.
سحقا لكل شخص يتحدث عن الصداقة، أغلب أصدقائي غابوا لأنهم ظنوا أنهم صعد فوق درج المال، ينظرون إلي من أعلى،من أسفل، من وراء جدار العين. ربما أبدو لهم مثل بزقة نزلت للتو من خصر دجاجة هاربة من الزواج...الصداقة ،في هذا الزمان أصبحت بشعة، أي صداقة نتحدث عنها في مجتمع يتنفس النفاق! الصداقة نُفْيَتْ منذ انصهرت المدينة الفاضلة في عين أفلاطون قبل أن تعمى بدخان الفلسفة.
عدت إلى البيت متعبا مطرودا من أجواء الليل، لا شيء يعجبني، نحن المكسورون لا شيء يعجبنا! كل شيء في الحياة عندنا فقد مذاقه، الحياة تجلدنا في اليوم مائة جلدة لكننا نقاوم من أجل العيش. الحياة حطمتنا، جعلتنا أجسادنا للمشاعر المجروحة، نظرت إلى السماء من ثقب في علبة الكبريت التي أتخذها مسكنا . السماء كانت تضيئ بنجومها الناصعة البياض على المدينة الغارقة في دخان الغازات التي تنبعث من مؤخرة الفقراء الذين يكثرون من أكل الفول والعدس كيف سأنام؟
أخرجت الذكريات من تحت المزهرية المكسورة وأنا أتساءل، نعتتني بالأحمق. نعم أنا ملك الحمقى... موتي، نعتني بالخائن، نعم أنا فارس الخونة...موتي، نعتتني بالمغرور، أنا وردة النرجس...موتي، فأنا مشاغب،مشاكس مثل حيواناتي المنوية السريعة، التي إن سكبتها في أرض عجفاء. أنجبت الحياة. صبرت عنك، لا عليك، سأمسح غضبي بصبر أبي الرجل الذي يشبه الأنبياء في أخلاقه....لم يعد يهمني شيء بعد أن مزقت كل العبارة التي جمعت حرف الحاء والباء.