قال : انك لاتكتب الا حزنا ، قلت : وهل غير الحزن كتابا ؟ ، لكنّي هنا ، احاول ان امحوه ، ان اعصره قهقهات ، انثره ضحكات ، انفخه فرحا وابتسامات ، في شتاء يأتي مبللا بالمطر ، يتنفس الضباب والندى ، انتظر جسدا ساخنا ، هو هالة من السنا ، يرتدي فستانا من الزهور ، ينتضح الرحيق في راحتي ، يضوع عطرا في الارجاء ، كنت جالسا على جمر الانتظار ، انظر الى فضاء الغرفة ، بدا لي كأنه عينان واسعتان ، الجدار عينان واسعتان ، السقف عينان واسعتان ، رموشهما الطويلة اجنحة ترفرف ، قلبي يرفرف ، في لحاظها ، حين تجول الحدقتان السوداوتان في مآقيهما ، ادمنت عينيها سهدا وسهرا ، هل ستأتي في اللحظة القادمة ؟ ، انهضي ياأشلائي لبهجة اللقاء ، تماسك ايها الجسد المرتعش ، ارفق بقلبي ايها النبض المتسارع ، قلت لصاحبي : هاك اقرأ ماكتبت ، لعلّك ترضى! ، ثمّ اوجد لي نهاية سعيدة ، اطرق رأسه الى الارض ، رفع رأسه ، فكّر كثيرا ،سألني السنا في باب المعظم الآن ؟ ، قلت لِمَ هذا السؤال ؟ قال : ألم تسمع صوت الإنفجار ؟ .
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
7/12/2018
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
7/12/2018