كشف رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي iovworld.org الشاعر والكاتب البحريني علي عبدالله خليفة، عن مشروع جمع ميداني رائد يخص ثقافة البحرين الوطنية، يعلن عنه ديسمبر المقبل بالتعاون مع جامعة البحرين، بعد عشر سنوات من التحضير.
وأعرب الفائز بجائزة التواصل الثقافي العالمية من المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية الصين أكتوبر الماضي، عن إحساسه بجميل ما أعطاه إياه التعليم في البحرين وما تهيأ له في مجتمعه من معرفة اكتسبتها بانتظام القراءة والاطلاع، مشيرا إلى أن أهم وأغلى الجوائز بالنسبة له، جائزة الشعر الأولى في مسابقة أجرتها وزارة الإعلام البحرينية منتصف ستينيات القرن الماضي.
وأكد علي خليفة أن الشعر يحضر معه في كل وقت وفي كل مكان يتنفسه ويحيا من خلاله، "فإذا حضرت القصيدة فرضت نفسها وأخذت ما تستحق من وقت وجهد"، معلنا أن مجموعاته الشعرية تصدر في مجلد واحد، يناير 2019 بالعاصمة بيروت.
وأمور أخرى كشف عنها في هذا الحوار...
* نلت جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في أبريل الماضي وها أنت تنال جائزة التواصل الثقافي العالمية من المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية الصين في أكتوبر 2018 ، جائزتان بعام واحد في غير مجال الشعر، كيف ؟ وكيف تنظر إلى الجوائز الشعرية العربية الكبرى؟
- نلت جائزتين في مجال حيوي تزداد مكانته وأهميته لدى شعوب العالم من بعد أن ثبت دوره المكون لأساس الثقافة الوطنية لدى كل شعب، وباتت البحوث العلمية الميدانية واحتفالات الفنون الشعبية بموسيقاها وفنون أدائها الحركي وأزيائها لغة جمالية وأخلاقية راقية وجامعة لكل البشر على اختلاف مشاربهم. ومهرجانات الفنون الشعبية مجالات رائجة عالميا على مدار العام وهي بكل تأكيد تبرز من يتحرك من خلالها وبالذات من تكون له صفة قيادية عالمية مؤثرة ليس فقط في تنظيم هذه المهرجانات والعمل على إنجاحها، وإنما العمل على فتح مجالات التنوع في البحوث الميدانية لتشمل مناطق جغرافية مهملة على خارطة العالم لتكشف عن جوهر مكنون لم تطله الأيادي بعد.
وإني لأقدر باحترام مختلف الجوائز العربية في الرواية والشعر وغيرهما وأرى بأن مثل هذه الجوائز عامل مساعد ومحفز للإبداع ومؤشر على مكانة كل فن إبداعي. وقد تشرفت في بداية مشواري الأدبي بنيل جائزة الشعر الأولى في مسابقة أجرتها وزارة الإعلام البحرينية منتصف ستينيات القرن الماضي واعتبرتها أهم وأغلى الجوائز بالنسبة لي شخصيا.
نصف قرن مع IOV
* من خلال تنوع عملك وتعدد مواقعك في منظمة IOV خلال ما يقرب من نصف قرن تقريبا، كيف وجدت العمل في الميدان الدولي؟ خصوصا التعامل مع مختلف الجنسيات واللغات والأقوام؟
- عمل ممتع ومدهش إلى أبعد حد، يبدو في البداية مهيبا وأنت في بداية استعمالك للغة غير لغتك الأم في أغلب الأحيان لكن سرعان ما تكتشف بأن مثلك مثل الآخرين الذين يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى في بدايات التواصل الإنساني، وعندما تندمج في الجو وتؤسس صداقات هنا وصداقات هناك وتتعامل مع العديد من مشاعر الآخرين تجاهك يبدو لك الغريب الجالس إلى جوارك مصادفة مشروع صديق جديد بمجرد أن تبدأ معه الحديث لتنطلق تلك الشرارة الإنسانية الجامعة لروح البشر. يتطلب ذلك أن تؤمن بأن خلق الله سواسية لا فرق بينهم وأن الدين والمعتقد والعادات والتقاليد أمور ذاتية وروحية تخص كل إنسان على حدة وأن الرؤى والأفكار يمكن أن تتداول وأن تتغير إلى الأفضل بالتفاهم والتحاور بمودة، وعليك أن تلج هذه التجمعات بروح قابلة للآخر أيا كان وبعقل يتسع لكل فكرة ويتعامل مع كل وجهة نظر بتفاهم يتسع فيه قلبك لحب البشر بأشكالهم وألوانهم وأجناسهم. أفادني العمل في هذه المنظمة على تطوير لغتي الإنجليزية تحدثا وكتابة وتعلمت شيئا من فن التخاطب وأصول التحاوروالتعامل مع أغلب الشعوب. وأشعر بفرح كلما كنت محاطا بحب واحترام الآخرين، وأحس بجميل ما أعطاني إياه التعليم في البحرين وما تهيأ لي في مجتمع بلادي من معرفة اكتسبتها بانتظام القراءة والاطلاع.
* كيف يتم تواصل المكتب الرئاسي للمنظمة بالعاصمة المنامة لإدارة منظمة بهذا الحجم العالمي الكبير وبهذا التمدد والتشعب؟
- سؤال مهم جدا، معي في المكتب الرئاسي بالمنامة فريق عمل مؤهل تأهيلا عاليا وبعدة لغات وثقافات يتواصل يوميا حسب الضرورات الإدارية العاجلة ويساعد في تسيير الأمور اليومية بكفاءة. المنظمة تعمل على نظام التقسيم القاري للعالم، وتقسم كل قارة إلى أقاليم وكل إقليم به مجموعة من البلدان وفي كل بلد فرع للمنظمة به مجموعة أعضاء. هناك مدير عام لكل قارة وأمين لكل إقليم ومدير لكل فرع، يعمل هؤلاء بتوجيه من المجلس التنفيذي للمنظمة المشكل من رئيس المنظمة (البحرين)، إثنين من نواب الرئيس (النمسا والصين)، الأمين العام (إيطاليا)، الأمين المالي (هولندا)، أمين المهرجانات والبرامج الاحتفالية (بلجيكا). يتم تواصل أعضاء المجلس التنفيذي يوميا عبر الهاتف والوتسب وشهريا عبر سكايب وبالاجتماع الشخصي كل ثلاثة أشهر أو كلما دعت الحاجة، وهناك اجتماع عمومي للمنظمة كل سنتين ولمدراء القارات كل ثلاثة أشهر ولأمناء الأقاليم كل ستة أشهر مع التواصل اليومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.
* أسست مكتبا إقليميا للشرق الأوسط وشمال أفريقياIOV-MENA التابع للمنظمة الدولية للفن الشعبي بمملكة البحرين عام 2007، فماذا قدم هذا المكتب وهل استفادت البحرين من وجوده؟
- في العام 2007، بمدينة فولوس باليونان انتخبت أمينا عاما لإدارة فروع المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعددها الآن 22 فرعا، فتم تأسيس مكتب إقليمي للمنظمة في العاصمة المنامة وعملنا على فتح سبعة فروع جديدة للمنظمة بالبلاد التي بها أعضاء دون كيان رسمي خاص باسم المنظمة في الأردن والسودان وموريتانيا وإيران وقبرص والعراق ولبنان، ونظمنا في البحرين مؤتمرا علميا لأكثر من سبعين عالم من علماء الفولكلور لمناقشة قضايا الراهن ذلك الوقت، ونظمنا بالتعاون مع وزارة الإعلام في عهد طيب الذكر الأستاذ جهاد بوكمال ثلاثة مهرجانات سنوية للفنون الشعبية شاركت بها العديد من الفرق الفنية من مختلف بلاد العالم. وبالتعاون مع جامعة البحرين شرعنا في التحضير لمشروع جمع ميداني رائد يخص ثقافة البحرين الوطنية وهو أول مشروع من نوعه في الإقليم، وقد استمر لعشر سنوات وشارك به أكثر من مائة طالب وطالبة من الجامعة وهو في مراحله النهائية الآن، حيث سيعلن عنه خلال شهر ديسمبر المقبل. طبعا هذا إلى جانب إبراز اسم البحرين على خارطة الإقليم والعالم كمركز لمنظمة دولية ناشطة في مجالات التراث الثقافي غير المادي.
أتنفس شعرا
* أين ترى الشعر من كل هذه الأعمال المتواصلة؟
- الشعر حاضر معي في كل وقت وفي كل مكان أتنفسه وأحيا من خلاله، فإذا حضرت القصيدة فرضت نفسها وأخذت ما تستحق من وقت وجهد. أصدرت عددا من المجموعات الشعرية بالفصحى والعامية آخرها "قال المعنى" حوى مواويل بالعامية البحرينية، وستصدر لي مجموعة شعرية جديدة بالفصحى الشهر القادم بعنوان "تهويدة لنجمة البحر" وأعد لإصدار كل مجموعاتي الشعرية في مجلد يصدر في يناير 2019 ببيروت ، وأعمل على ترتيب مواد ديوان لنصوص بالعامية لم أحدد بعد عنوانا له.
وأعرب الفائز بجائزة التواصل الثقافي العالمية من المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية الصين أكتوبر الماضي، عن إحساسه بجميل ما أعطاه إياه التعليم في البحرين وما تهيأ له في مجتمعه من معرفة اكتسبتها بانتظام القراءة والاطلاع، مشيرا إلى أن أهم وأغلى الجوائز بالنسبة له، جائزة الشعر الأولى في مسابقة أجرتها وزارة الإعلام البحرينية منتصف ستينيات القرن الماضي.
وأكد علي خليفة أن الشعر يحضر معه في كل وقت وفي كل مكان يتنفسه ويحيا من خلاله، "فإذا حضرت القصيدة فرضت نفسها وأخذت ما تستحق من وقت وجهد"، معلنا أن مجموعاته الشعرية تصدر في مجلد واحد، يناير 2019 بالعاصمة بيروت.
وأمور أخرى كشف عنها في هذا الحوار...
* نلت جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في أبريل الماضي وها أنت تنال جائزة التواصل الثقافي العالمية من المجلس الأعلى للثقافة بجمهورية الصين في أكتوبر 2018 ، جائزتان بعام واحد في غير مجال الشعر، كيف ؟ وكيف تنظر إلى الجوائز الشعرية العربية الكبرى؟
- نلت جائزتين في مجال حيوي تزداد مكانته وأهميته لدى شعوب العالم من بعد أن ثبت دوره المكون لأساس الثقافة الوطنية لدى كل شعب، وباتت البحوث العلمية الميدانية واحتفالات الفنون الشعبية بموسيقاها وفنون أدائها الحركي وأزيائها لغة جمالية وأخلاقية راقية وجامعة لكل البشر على اختلاف مشاربهم. ومهرجانات الفنون الشعبية مجالات رائجة عالميا على مدار العام وهي بكل تأكيد تبرز من يتحرك من خلالها وبالذات من تكون له صفة قيادية عالمية مؤثرة ليس فقط في تنظيم هذه المهرجانات والعمل على إنجاحها، وإنما العمل على فتح مجالات التنوع في البحوث الميدانية لتشمل مناطق جغرافية مهملة على خارطة العالم لتكشف عن جوهر مكنون لم تطله الأيادي بعد.
وإني لأقدر باحترام مختلف الجوائز العربية في الرواية والشعر وغيرهما وأرى بأن مثل هذه الجوائز عامل مساعد ومحفز للإبداع ومؤشر على مكانة كل فن إبداعي. وقد تشرفت في بداية مشواري الأدبي بنيل جائزة الشعر الأولى في مسابقة أجرتها وزارة الإعلام البحرينية منتصف ستينيات القرن الماضي واعتبرتها أهم وأغلى الجوائز بالنسبة لي شخصيا.
نصف قرن مع IOV
* من خلال تنوع عملك وتعدد مواقعك في منظمة IOV خلال ما يقرب من نصف قرن تقريبا، كيف وجدت العمل في الميدان الدولي؟ خصوصا التعامل مع مختلف الجنسيات واللغات والأقوام؟
- عمل ممتع ومدهش إلى أبعد حد، يبدو في البداية مهيبا وأنت في بداية استعمالك للغة غير لغتك الأم في أغلب الأحيان لكن سرعان ما تكتشف بأن مثلك مثل الآخرين الذين يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى في بدايات التواصل الإنساني، وعندما تندمج في الجو وتؤسس صداقات هنا وصداقات هناك وتتعامل مع العديد من مشاعر الآخرين تجاهك يبدو لك الغريب الجالس إلى جوارك مصادفة مشروع صديق جديد بمجرد أن تبدأ معه الحديث لتنطلق تلك الشرارة الإنسانية الجامعة لروح البشر. يتطلب ذلك أن تؤمن بأن خلق الله سواسية لا فرق بينهم وأن الدين والمعتقد والعادات والتقاليد أمور ذاتية وروحية تخص كل إنسان على حدة وأن الرؤى والأفكار يمكن أن تتداول وأن تتغير إلى الأفضل بالتفاهم والتحاور بمودة، وعليك أن تلج هذه التجمعات بروح قابلة للآخر أيا كان وبعقل يتسع لكل فكرة ويتعامل مع كل وجهة نظر بتفاهم يتسع فيه قلبك لحب البشر بأشكالهم وألوانهم وأجناسهم. أفادني العمل في هذه المنظمة على تطوير لغتي الإنجليزية تحدثا وكتابة وتعلمت شيئا من فن التخاطب وأصول التحاوروالتعامل مع أغلب الشعوب. وأشعر بفرح كلما كنت محاطا بحب واحترام الآخرين، وأحس بجميل ما أعطاني إياه التعليم في البحرين وما تهيأ لي في مجتمع بلادي من معرفة اكتسبتها بانتظام القراءة والاطلاع.
* كيف يتم تواصل المكتب الرئاسي للمنظمة بالعاصمة المنامة لإدارة منظمة بهذا الحجم العالمي الكبير وبهذا التمدد والتشعب؟
- سؤال مهم جدا، معي في المكتب الرئاسي بالمنامة فريق عمل مؤهل تأهيلا عاليا وبعدة لغات وثقافات يتواصل يوميا حسب الضرورات الإدارية العاجلة ويساعد في تسيير الأمور اليومية بكفاءة. المنظمة تعمل على نظام التقسيم القاري للعالم، وتقسم كل قارة إلى أقاليم وكل إقليم به مجموعة من البلدان وفي كل بلد فرع للمنظمة به مجموعة أعضاء. هناك مدير عام لكل قارة وأمين لكل إقليم ومدير لكل فرع، يعمل هؤلاء بتوجيه من المجلس التنفيذي للمنظمة المشكل من رئيس المنظمة (البحرين)، إثنين من نواب الرئيس (النمسا والصين)، الأمين العام (إيطاليا)، الأمين المالي (هولندا)، أمين المهرجانات والبرامج الاحتفالية (بلجيكا). يتم تواصل أعضاء المجلس التنفيذي يوميا عبر الهاتف والوتسب وشهريا عبر سكايب وبالاجتماع الشخصي كل ثلاثة أشهر أو كلما دعت الحاجة، وهناك اجتماع عمومي للمنظمة كل سنتين ولمدراء القارات كل ثلاثة أشهر ولأمناء الأقاليم كل ستة أشهر مع التواصل اليومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة.
* أسست مكتبا إقليميا للشرق الأوسط وشمال أفريقياIOV-MENA التابع للمنظمة الدولية للفن الشعبي بمملكة البحرين عام 2007، فماذا قدم هذا المكتب وهل استفادت البحرين من وجوده؟
- في العام 2007، بمدينة فولوس باليونان انتخبت أمينا عاما لإدارة فروع المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعددها الآن 22 فرعا، فتم تأسيس مكتب إقليمي للمنظمة في العاصمة المنامة وعملنا على فتح سبعة فروع جديدة للمنظمة بالبلاد التي بها أعضاء دون كيان رسمي خاص باسم المنظمة في الأردن والسودان وموريتانيا وإيران وقبرص والعراق ولبنان، ونظمنا في البحرين مؤتمرا علميا لأكثر من سبعين عالم من علماء الفولكلور لمناقشة قضايا الراهن ذلك الوقت، ونظمنا بالتعاون مع وزارة الإعلام في عهد طيب الذكر الأستاذ جهاد بوكمال ثلاثة مهرجانات سنوية للفنون الشعبية شاركت بها العديد من الفرق الفنية من مختلف بلاد العالم. وبالتعاون مع جامعة البحرين شرعنا في التحضير لمشروع جمع ميداني رائد يخص ثقافة البحرين الوطنية وهو أول مشروع من نوعه في الإقليم، وقد استمر لعشر سنوات وشارك به أكثر من مائة طالب وطالبة من الجامعة وهو في مراحله النهائية الآن، حيث سيعلن عنه خلال شهر ديسمبر المقبل. طبعا هذا إلى جانب إبراز اسم البحرين على خارطة الإقليم والعالم كمركز لمنظمة دولية ناشطة في مجالات التراث الثقافي غير المادي.
أتنفس شعرا
* أين ترى الشعر من كل هذه الأعمال المتواصلة؟
- الشعر حاضر معي في كل وقت وفي كل مكان أتنفسه وأحيا من خلاله، فإذا حضرت القصيدة فرضت نفسها وأخذت ما تستحق من وقت وجهد. أصدرت عددا من المجموعات الشعرية بالفصحى والعامية آخرها "قال المعنى" حوى مواويل بالعامية البحرينية، وستصدر لي مجموعة شعرية جديدة بالفصحى الشهر القادم بعنوان "تهويدة لنجمة البحر" وأعد لإصدار كل مجموعاتي الشعرية في مجلد يصدر في يناير 2019 ببيروت ، وأعمل على ترتيب مواد ديوان لنصوص بالعامية لم أحدد بعد عنوانا له.