في ليل مثل هذا الليل، ومع مصابيح في كل مكان؛ لا يمكنك أن تتخيل أن أناساً عاشوا فيما مضى في ليل سرمدي، دون شيء ينير البيوت والطرقات.
إن التاريخ يثبت أن أهل البحرين شأنهم شأن أبناء الخليج؛ مرت عليهم سنين طوال لا يجرؤ أحدهم على الخروج ليلاً، خوفاً من لص أو قاطع طريق يبتزهم ويسرق منهم أموالهم، أو حتى يوردهم مورد الهلاك بطعنة سكين.
ذلك ما يؤكده الحاج موسى بن علي رحمه الله، كما ينقل ذلك ولده الحاج حسن لـ «الوطن»، متذكراً أنه عندما قامت الحكومة بإضاءة البيوت بمصابيح الكيروسين «الفنر»، فزع الكثيرون من هذا الوافد الجديد، وعده آخرون من الجن.
ويبين الحاج حسن، وقد التصقت بفمه ضحكة كبيرة، أن أباه ذكر له أن من شاهد البيوت وقتها، خصوصاً أولئك الذين عاشوا في بيوت صنعت من سعف النخيل، كان صعباً عليهم أن يفتحوا أعينهم ليلاً فيجدون المكان يتوهج إضاءة ونوراً، إذن فهم لا يلامون إن ظنوه جناً.
ويواصل الحاج حسن موسى والابتسامة الكبيرة لاتزال عالقة بفمه: ذكر لي أبي أن أحد أصدقائه وكان يدعى حجي رضي، عمل فيه مقلباً خشناً، حين دعاه إلى العشاء في بيتهم، ولم يكن قد شاهد من قبل؛ كيف تعمل هذه المصابيح، وما إن وضع التمرة في فمه، حتى قام صديقه، وأشعل هذا المصباح، فوقفت التمرة في حلقه، وجحظت عيناه، ورغم سعاله المتواصل، ظل صديقه سامحه الله يضحك «من قمة رأسه»، دون توقف، وهو يكاد يموت بالتمرة، والرعب من الفنر.
الباحث عبدالعزيز السيد، في كتابه «مسيرة وطن»، يذكر أن مسؤولي البحرين بدؤوا في التفكير بإدخال الكهرباء إلى البحرين العام 1920. يومها كانت البحرين تعيش على مصابيح الكيروسين المعروفة في اللهجة العامية بـ “الفنر” لإنارة البيوت والمحلات والطرق. وفي ذلك الزمان القديم فإن خطة كهرباء البحرين اقتصرت على تقديرات متحفظة بلغت بحمل مبدئي يستوعب ما لا يزيد عن 2000 مصباح و200 مروحة.
ويذكر المؤلف حسن إسماعيل في كتابه «أخبار البحرين في القرن العشرين» أنه في العام 1921، أدخل التاجر يوسف بن أحمد كانو أول مولد كهربائي ( جنراتور ) إلى البحرين وذلك لإضاءة المصابيح والمراوح الهوائية فقط، وجاء ذلك قبل 8 سنوات من افتتاح أول محطة لتوليد الكهرباء في البحرين والخليج العربي في رأس الرمان بشرق المنامة.
إن التاريخ يثبت أن أهل البحرين شأنهم شأن أبناء الخليج؛ مرت عليهم سنين طوال لا يجرؤ أحدهم على الخروج ليلاً، خوفاً من لص أو قاطع طريق يبتزهم ويسرق منهم أموالهم، أو حتى يوردهم مورد الهلاك بطعنة سكين.
ذلك ما يؤكده الحاج موسى بن علي رحمه الله، كما ينقل ذلك ولده الحاج حسن لـ «الوطن»، متذكراً أنه عندما قامت الحكومة بإضاءة البيوت بمصابيح الكيروسين «الفنر»، فزع الكثيرون من هذا الوافد الجديد، وعده آخرون من الجن.
ويبين الحاج حسن، وقد التصقت بفمه ضحكة كبيرة، أن أباه ذكر له أن من شاهد البيوت وقتها، خصوصاً أولئك الذين عاشوا في بيوت صنعت من سعف النخيل، كان صعباً عليهم أن يفتحوا أعينهم ليلاً فيجدون المكان يتوهج إضاءة ونوراً، إذن فهم لا يلامون إن ظنوه جناً.
ويواصل الحاج حسن موسى والابتسامة الكبيرة لاتزال عالقة بفمه: ذكر لي أبي أن أحد أصدقائه وكان يدعى حجي رضي، عمل فيه مقلباً خشناً، حين دعاه إلى العشاء في بيتهم، ولم يكن قد شاهد من قبل؛ كيف تعمل هذه المصابيح، وما إن وضع التمرة في فمه، حتى قام صديقه، وأشعل هذا المصباح، فوقفت التمرة في حلقه، وجحظت عيناه، ورغم سعاله المتواصل، ظل صديقه سامحه الله يضحك «من قمة رأسه»، دون توقف، وهو يكاد يموت بالتمرة، والرعب من الفنر.
الباحث عبدالعزيز السيد، في كتابه «مسيرة وطن»، يذكر أن مسؤولي البحرين بدؤوا في التفكير بإدخال الكهرباء إلى البحرين العام 1920. يومها كانت البحرين تعيش على مصابيح الكيروسين المعروفة في اللهجة العامية بـ “الفنر” لإنارة البيوت والمحلات والطرق. وفي ذلك الزمان القديم فإن خطة كهرباء البحرين اقتصرت على تقديرات متحفظة بلغت بحمل مبدئي يستوعب ما لا يزيد عن 2000 مصباح و200 مروحة.
ويذكر المؤلف حسن إسماعيل في كتابه «أخبار البحرين في القرن العشرين» أنه في العام 1921، أدخل التاجر يوسف بن أحمد كانو أول مولد كهربائي ( جنراتور ) إلى البحرين وذلك لإضاءة المصابيح والمراوح الهوائية فقط، وجاء ذلك قبل 8 سنوات من افتتاح أول محطة لتوليد الكهرباء في البحرين والخليج العربي في رأس الرمان بشرق المنامة.