خيال علمي ستيفن كينج - حياة أخرى.. قصة القصيرة ج -2- ترجمة محمد عبد العزيز

لم يمر وقت طويل علي نزولنا أنا و(ماكس) علي سلم الحريق، حتى ازدحم بالنساء، ولم يتحمل السلم اللعين كل ذلك الوزن، فانهار مُسقطًا حوالي أربع وعشرون سيدة من علي ارتفاع نحو ثلاثون مترًا نحو الرصيف الحجري!

كلهن متن!

أربعون سيدة أخرى قفزن من نوافذ الطابقين التاسع والعاشر، والبعض حوصرن بالحريق!

كلهن متن كذلك!

قوات الإطفاء كانت قد وصلت بشبكات الأمان، لكن الشبكات لم تتحمل أجساد النساء اللاتي قفزن عليها و تمزقت، لتعبر الأجساد عبرها لتتفجر بالدماء علي الرصيف.. كان منظرًا بشعًا يا سيد “أندرسون”.. بشعًا!

بعضهن حاولن أن يقفزن عبر بئر المصعد، لكن العديدات احترقن!

“11 سبتمبر تقريبًا لكن بعدد إصابات أقل”

” هذا ما تقوله أنت دائمًا”

“و أنت هنا الآن”

“بالتأكيد.. أتساءل أحيانًا كم من رجال يجلسون بمكاتب مثل هذه؟ و كم من نساء؟ بالتأكيد هناك نساء أيضًا.. كنت دومًا أتطلع للأمام، و لم أجد سببًا يمنع النساء من تولي نفس المناصب مثلنا، و بنفس الكفاءة، ليقمن بالإجابة علي نفس الأسئلة مثلنا، ومثلنا ترسلن نفس المهاجرين، ربما تعتقد أن الحمل سيخف مع كل مرة يقرر أحدكم فيها أن يستخدم الباب الأيمن عوضًا عن الباب الآخر!”، قالها وهو يشير للباب الأيسر، “لكن لا! تنزل اسطوانة جديدة عبر الأنبوب، و.. زوووب.. أحصل علي مهرج جديد ليستبدل المهرج القديم، بل وأحيانًا أحصل علي اثنين!”، يميل للأمام و يتحدث بكثير من تعاطف..

” إنها مهنة مقرفة يا سيد “أندرسون”!”

” أدعي (أندروز)”، قال له (بيل).

“أنا أسف أنك تشعر بهذا، لكن بحق المسيح، تحمل بعض مسئولية أفعالك يا رجل! لقد كن 146 امرأة، و أنت بنفسك قلت أنك أغلقت الأبواب!”

دق (هاريس) علي مكتبه:

” لقد كن يسرقن المكان يا أعمي”، التقط (هاريس)

ملفاُ و لوح به لـ (بيل) قائلًا:

“لم يجدر بك أن تتكلم أنت بالذات.. أنت من مؤسسة (جولدمان ساكس)، حيث تزوير السكرتيرات للملفات، و التهرب من الضرائب، و حيث تحدث زيادة أسعار العقارات استغلالًا لزيادة الإقبال عليها.. كم من عميل استغليت ثقته فيك؟ كم من عميل فقد كل مدخرات عمره بسبب جشعك و قلة بصيرتك؟

يعرف (بيل) ما يتحدث (هاريس) عنه، لكن كل تلك الخدع (أو علي الأقل معظمها)، كانت تحدث علي نطاق أعلي من نفوذه و قدرته علي الاستيعاب..

كان يفاجأ مثلما يفاجأ أي شخص غريب بالفضائح التي تمس الشركة عندما تعلن علي الملأ.. رغب في أن يخبره أن هناك فارقًا كبيرًا بين أن تصبح متسولًا، و أن تحترق حيًا! لكن ما فائدة نبش الجراح القديمة؟ كما أن (بيل) سيبدو وقتها شديد الاعتداد بذاته، أجاب محدثه:

“فنترك هذا الموضوع.. لو كانت لديك معلومات مفيدة لي، فلماذا لا تخبرني بها مباشرة، و سأخرج من مكتبك هذا علي الفور بما أن وجودي هنا مزعجًا لك لهذه الدرجة”

“لم أكن أنا من يدخن”، قال له (هاريس) في لهجة خافتة حزينة.

“ولم أكن أنا من أسقط عود الكبريت!”

” سيد(هاريس)؟”

بدأ (بيل) بالشعور بالجدران تنغلق عليهما..

لو أنني كنت مضطرًا للبقاء هنا للأبد فلابد و أنني كنت سأطلق النار علي نفسي، هكذا فكر (بيل).. لكن لو كان ما يقوله (هاريس) هذا صحيحًا، فلابد أنه لن يكون راغبًا في هذا، ليس أكثر من عدم رغبته في

دخول الحمام علي الأقل.. قلب (هاريس) شفتيه:

“حسنًا.. الأمور ستسير كالتالي: اخرج من الباب الأيسر، و ستتاح لك فرصة أخري لتعيش حياتك بأكملها.. من الألف للياء.. من البداية للنهاية!

اخرج من الباب الأيمن، وستخرج من الحياة بأكملها.. بوف.. كضوء شمعة ينطفئ فجأة.. لن يكون هناك أي ألم!

في البداية ظل (بيل) صامتًا.. لم يعد قادرًا علي التحدث، ولم يكن واثقًا من قدرته علي الثقة في أذنيه..

الأمر أجمل من أن يكون حقيقيًا..

عقله يتجه مباشرة للتفكير في أخيه (مايك)، والحادث الذي تسبب له فيه عندما كان في الثامنة من عمره….

ثم فكر بعد هذا في حادثة السرقة السخيفة من المتجر، و التي تورط (بيل) فيها عندما كان في السابعة عشرة من عمره.. صحيح أنها مزحة، لكنها كانت كفيلة بتدمير مستقبله الجامعي بأكمله لو لم يتدخل والده في الوقت المناسب ويتحدث للشخص المناسب..

هناك طبعًا ما حدث مع (آن ماري) في بيت الطلاب، و الذي لا يزال يطارده ويظهر في ذاكرته في أكثر الأوقات غرابة، حتى بعد كل تلك الأعوام.. وطبعًا، هناك أكبر مصيبة و هي…….

كان (هاريس) يبتسم، لم تكن ابتسامته مريحة علي الإطلاق:

“أعرف كل ما تفكر فيه، لأنك أخبرتني به من قبل.. أعرف أمر تلك الحادثة عندما كنت تلعب مع أخيك لعبة (المصباح اليدوي Flashlight tag)، و كنتم وقتها أطفالًا، و كيف قمت أنت بإغلاق باب غرفة النوم في عنف لتبقيه خارجًا، متسببًا عن غير قصد في قطع طرف إصبعه، و أعرف تأثير حادثة سرقة الساعة، و كيف تمكن والدك من التدخل في اللحظة

الأخيرة و انتشالك من الموضوع و…”

“صح.. لا يوجد أي أثر رسمي للموضوع، غيره هو! ولم يكن ليدعني أنسى الموضوع أبدًا!”

“وهناك موضوع تلك الفتاة ببيت الطلاب”، رفع (هاري) الملف. “لابد أن اسمها في مكان ما هنا كما أعتقد.. أفعل ما بوسعي لإبقاء الملفات منظمة، عندما أعثر عليها من الأصل.. لكن لماذا لا تساعدني وتذكرني بالتفاصيل؟”

“كانت تدعي (آن ماري وينكلر)”. شعر (بيل) بخديه يحمران خجلًا، قبل أن يكمل سريعًا:

“لم يكن الأمر اغتصابًا، فلا تفكر في هذا.. لقد وضعت الفتاة ساقيها حولي عندما كنت أعلوها.. ولو كان هذا لا يعني موافقتها علي ما يحدث، فأنا لا أعرف شيئًا”

“وهل وضعت ساقيها حول الفتيان اللذان أتيا بعدك كذلك؟”

لا.. أراد (بيل) أن يقول هذا.. لكن علي الأقل هو لم يحرق الفتاة حية كما فعل الأخ بمن كن تعملن لديه.. لكن هذا لا يجعل موقف (بيل) أفضل..

لو كانت الأمور قد سارت بشكل أفضل، فلابد و أنه كان في هذه اللحظات يلعب الجولف، يعمل في محل النجارة الخاص به، أو يتحدث إلي ابنته (التي ولابد أنها صارت طالبة في الجامعة الآن) حول أطروحتها العليا بالجامعة.. ولابد أنه سيتساءل عن مكان وجود (آن ماري)، و ماذا تفعل الآن، سيتساءل عما إذا كانت تتذكر ما حدث تلك الليلة..

اتسعت ابتسامة (هاريس) حتى احتلت الغرفة بأكملها من الجدار للجدار.. وظيفة مقرفة كما أخبر (بيل) منذ قليل ربما، لكم من الواضح أن هناك بعض الأجزاء التي يستمتع فيها..

“أري أن هذا سؤلًا تفضل عدم الإجابة عليه.. لم لا نكمل حديثنا إذن؟ أنت تفكر في كل تلك الأشياء التي بوسعك تغييرها في دورتك القادمة في اللعبة الكونية ….

في هذه المرة لن تغلق الباب علي إصبع أخيك، و لن تحاول أن تسرق تلك الساعة من مول (باراموس)”

” أنا متأكد من أنه كان مول (نيو جيرسي). أنا واثق من أن المعلومة في ملفك هذا في مكانٍ ما”

ألقي (هاريس) نظرة سريعة علي ملف (بيل)، قبل أن يكمل:

“في المرة القادمة لن توافق علي مضاجعة فتاتك شبه المخمورة التي وجدتها مستلقية علي الكنبة بالدور السفلي ببيت الطلاب الذي تقيم فيه..

وأخيرًا، أكبر تصحيح يمكن أن تقوم به: ستحضر فعلًا في ذلك الموعد لفحص القولون الخاص بك، عوضًا عن تجاهله و عدم الحضور من الأصل، لأنك قررت الآن ( وصحح لي لو كنت مخطئًا )، أن الشعور بالإهانة جراء دفع كاميرا تصوير عبر مؤخرتك أفضل كثيرًا من الموت بسبب سرطان القولون!

قال (بيل):

“في كثير من المرات أكون علي وشك إخبار (ين) بحادثة بيت الطلبة تلك، لكنني لا أتمكن من التحلي بالشجاعة الكافية!”

“لكن لو أتتك الفرصة، ستصلح الأمور”

“طبعًا.. لو حصلت أنت علي فرصة أخري، ألم تكن لتفتح كل أبواب المصنع؟”

“بالتأكيد كنت لأفعل.. لكن للأسف ليست هناك فرصًا أخري.. آسف لتخييب ظنك!”

في الواقع لم يبد عليه الأسف، بل بدا عليه الإرهاق والملل.. بدا عليه كذلك بعض الانتصار، وأشار للباب الموجود علي يسار (بيل)!

“استعمل ذلك الباب، كما فعلت في كل مرة، وستبدأ كل شيء من البداية مرة أخري، كرضيع يبلغ من الوزن 3.5 كيلو تقريبًا ينزلق من رحم أمه، وإلي يدي الطبيب.. سيتم لفك في قطعة من القماش، ثم سيتم أخذك لمنزل عائلتك، وهو مزرعة في وسط (نبراسكا)، وعندما يقوم والدك ببيع المزرعة عام 1964، ستنتقل لـ (نيوجيرسي)، حيث ستتسبب في قطع طرف إصبع أخيك الصغير وأنتما تلعبان لعبة “المصباح اليدوي”..

ستذهب لنفس المدرسة الثانوية، ستأخذ نفس الكورسات، و ستحصل علي نفس الدرجات..

ستذهب بعد ذلك لجامعة (بوسطون)، وستتورط

بنفس حادثة شبه الاغتصاب التي تورطت فيها في نفس الدور السفلي بنفس منزل الطلبة الذي كنت تقيم فيه..

ستراقب نفس الأخين و هما يمارسان الجنس مع (ماري آن وينكلر)، وعلي الرغم من أنك ستفكر في أنك يجدر بك أن توقف ما يحدث هذا، إلا أنك لن تتحلي أبدًا بقوة الشخصية أو الثبات الذي يسمح لك بفعلها..

بعد هذا بثلاثة أعوام ستلتقي بـ (لين ديسالفو)، وبعدها بعامين ستتزوجان..

ستتبع نفس المسار المهني، و تحظي بنفس الأصدقاء، وتشعر بنفس الانزعاج جراء بعض ممارسات الشركة التي تعمل بها، لكنك ستبقي صامتًا كما كنت دومًا..

سيستحثك نفس الطبيب علي أن تقوم بإجراء منظار علي القولون عندما تبلغ الخمسون من العمر، وستعِدهُ – كما تفعل دومًا – أنك ستعتني بذلك الأمر البسيط، لكنك لن تفعل، و نتيجة لهذا ستموت بسبب نفس السرطان!”

ابتسامة (هاريس) بينما هو يضع الملف مرة أخري علي المكتب الذي تعمه الفوضي أصبحت باتساع العالم بأكمله.. تكاد تلمس شحمتي الأذنين..

“ثم ستأتي هنا، و سنحظى بنفس المحادثة.. ستكون نصيحتي لك هي أن تختار الباب الآخر لتنتهي من كل شيء، لكن طبعًا القرار يعود لك أنت!”

استمع (بيل) لكلام محدثه بفزع متزايد..

” لن أتذكر أي شئ؟ أي شيء علي الإطلاق؟”

“ليس بالضبط”. أجابه (هاريس).

“ربما لاحظت بعض الصور المعلقة علي جدران الرواق بالخارج”

” نزهة الشركة الخلوية تلك؟”

“نعم.. كل عميل يزورني يري صورًا من العام الذي وُلِد فيه، و يستطيع تمييز بعض الوجوه المألوفة وسط كل تلك الوجوه الغريبة.. عندما تعيش حياتك مرة أخري يا سيد “أندرسون”- بافتراض أنك ستختار أن تفعل هذه المرة أيضًا- فانك ستحس بنوع من الشعور أن تلك الأمور مألوفة لديك.. شعور من الـ Déjà vu أو “شوهد من قبل”، عندما تري أولئك الناس للمرة الأولي.. سيكون هناك إحساسًا بأنك عشت كل هذه الأمور من قبل، و هو إحساس صحيح طبعًا لأنك عشتها من قبل بالفعل.. ستحس بشعور عابر، يكاد يقترب من اليقين، أن هناك المزيد من… فلنقل العمق، في حياتك، وفي الوجود بالكامل..؟ عمق لم تكن تظنه موجودًا سابقًا..؟ لكن هذا الشعور سرعان ما سيمر…..

“لو كان كل شئ سيبقي كما هو دون أدني أمل في التغيير، فلماذا نحن هنا أصلًا؟”

جمع (هاريس) قبضته، و دق علي نهاية الأنبوب الهوائي المتدلي فوق سلة الغسيل، ليجعلها تتأرجح مكانها..

“العميل يريد معرفة لماذا نحن هنا! يريد معرفة ما مغزي كل هذا؟”

انتظر، لكن شيئًا لم يحدث.. فثني يديه علي مكتبه..

“عندما أراد (ستيف جوبز) معرفة إجابة نفس السؤال يا سيد (أندرسون)، قام الله بسؤالنا عما إذا كان (جوبز) موجودًا من الأصل عندما خلق الله العالم…..

لا أظنك تعتبر هذا الرد إجابة أصلا، لهذا ربما كان من الأفضل أن نعتبر الموضوع منتهيًا.. ماذا تريد أن تفعل الآن؟ اختار بابًا!”

فكر (بيل) في السرطان الذي أصابه، والألم الذي صاحبه.. فكرة أن يمر بكل هذا ثانية.. لكن لو كان كلام هذا الرجل صحيحًا، فهو لن يتذكر أنه مر بكل هذا عندما يمر به ثانية..

“لا ذكريات علي الإطلاق؟ لا تغييرات علي الإطلاق؟ كيف يمكنك أن تكون متأكدًا لتلك الدرجة؟”

“لأننا نخوض نفس المحادثة دائمًا يا سيد (أندرسون)، في كل مرة، و مع كل واحد منكم يأتي”

“أدعي (أندروز)!”. قال محتدًا بصوت أثار دهشة كليهما، قبل أن يردف بصوت أقل علوًا:

“لو حاولت جاهدًا..حاولت حقًا، فأنا متأكد أن بإمكاني أن أتمسك بشيء ما.. حتى لو كان هذا الشيء هو ما حدث لإصبع (مايك).. وتغيير واحد ربما كان كافيًا لـ..لا أعرف!”

لأخذ (آن ماري) لمشاهدة فيلم بدلًا من الحفل اللعين الذي شربتما فيه البيرة حتى الثمالة ربما؟

يقول له (هاريس) :

“هناك حكاية شعبية تقول أنه قبل الولادة، تكون كل روح بشرية عارفة بكل أسرار الموت و الحياة و الكون بأكمله، لكن قبل الولادة مباشرة، ينحني ملاكًا، ويلمس شفتي الوافد الجديد بأصابعه هامسًا له: ششش”

يلمس (هاريس) المكان الذي يعلو مفرق شفتيه وهو يقول:

“وفقًا لتلك القصة، فهذه هي العلامة التي تركها إصبع الملاك.. كل شخص لديه واحدة!”

“هل رأيت بعمرك ملاكًا يا سيد (هاريس) ؟”

“لا.. لكنني رأيت جملًا مرة، كان بحديقة حيوان (برونكس).. والآن اختار الباب اللعين!”

بينما هو يفكر، تذكر (بيل) قصة قرأها في الصف الإعدادي: “السيدة أم النمر”، وهي القصة التي يكون البطل مطالبًا فيها بأن يختار أحد البابين الذي أمامه، لو اختار الباب الذي تقف خلفه الأميرة الجميلة، يصبح من حقه أن يكون زوجها ويصبح الملك، ولو اختار الباب الذي يقف خلفه النمر، فسيلتهمه النمر.. الاختيارات الموجودة أمام (بيل) أشد صعوبة بمراحل..

لابد أن أتمسك بشيءٍ ما!

يخبر نفسه بهذا بينما هو يفتح الباب الذي سيقوده لحياته القديمة.. شئ واحد فقط..!

ضوء العودة الأبيض يغلفه بالكامل..

*****

انحني الطبيب، والذي سيقتنع في المستقبل بالحزب الجمهوري، و يقوم بانتخاب (إدلاي ستيفنسون) -وهو الشئ الذي لا ينبغي أن تعرفه زوجته أبدًا- بدا كأنه نادلًا ينحني مقدمًا صينية الطعام، إلا أنه عندما اعتدل كان يحمل طفلًا رضيعًا من كعبيه.. أعطي الرضيع خبطة خفيفة علي مؤخرته، ليبدأ العويل..

“صار لديكي ولدًا بصحة جيدة يا سيدة (أندروز)”. قال للأم.

“وأعتقد أنه يبلغ من الوزن حوالي 3.5 كيلوجرامًا.. مبارك”

تناولت السيدة (أندروز) الطفل، و قبلت خديه النديين وجبينه.. سيطلقون عليه اسم (ويليام)، علي اسم جدها لأبيها…. عندما يأتي القرن الحادي والعشرين، سيكون هذا الرضيع ما يزال في الأربعينات من عمره.. الفكرة نفسها مذهلة.. فقد شعرت أنها لا تحمل حياة جديدة فقط، وإنما عالمًا كاملًا من الاحتمالات.. فكرت أنه لا شيء يمكن أن يكون أكثر روعة من هذا.

(تمت)

في ذكري (سوريندا باتيل)

ستيفن كينج



* نقلا عن:
من ترجمات (محمد عبد العزيز) لأدب (ستيفن كينج): القصة القصيرة (حياة أخرى) جـ 2 - لأبعد مدى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...